تشتهر منطقة تبوك بعدد من الفنون الشعبية التي تمثل تاريخًا عريقًا، وتعبّر عن جغرافيا ممتدة من عمق الجزيرة العربية وحضارتها الأصيلة جنوبًا، إلى بلاد الشام ومصر شمالاً وغربًا، كما تمتلك منطقة تبوك طبيعة جغرافية متنوعة من صحارى وجبال وأودية وبحر. كما عاشت في تلك المنطقة العريقة أقوام عدة وأجيال متعاقبة عاشت على أرضها، امتهنت عددًا من الحرف التي تعبر عن ذلك التنوع الجغرافي الفريد، ما بين الرعي والزراعة وصيد الأسماك مع السفر المتواصل خلف الرزق، حتى استقرت بهم الحياة في العهد الزاهر، ومملكة التوحيد ومؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-.
فن جماعي
ومع هذا التنوع والامتداد التاريخي والجغرافي لمجتمع تبوك، أنتج هذا المجتمع العديد من الفنون الشعبية الخاصة به، والتي تميزت به المنطقة، ولعل من أبرز تلك الفنون «فن الرفيحي»، وهو ذلك الفن الجماعي الذي يؤدّي عبر صفين من الرجال متقابلين أو على شكل نصف دائرة، حيث يقوم أحد المؤدّين بالرقص بين الصفين كأداء فردي معبّر يعود بعدها إلى مكانه بين الصفوف، ليخرج آخر، فيما يردد الصفين المتقابلين بالتناوب قصائد متنوعة بمواضيع مختلفة. يقول الباحث ابراهيم فالح العقيص أنه تم إدخال «الطار» على هذا الفن قبل ما يقارب ستين عامًا، ليضاف إلى ما يصاحبه أساسًا من صفق للكفوف وضرب الارض بالأقدام، ويشبه فن الرفيحي إلى حد كبير فن «المحاورة»، إلاّ أنه يتميّز بوجود أكثر من شاعرين كل منهم يقول بيتًا من الشعر على لحن معين من ألحان الرفيحي وتقوم الصفوف بالترديد من خلفهم. ومن ناحية أخرى أكدت الباحثه فاطمة البلوي أن قبائل بلي وجهينة وبني عطية والحويطات يؤدّون هذا الفن، وهو فن مستمر الى الوقت الحاضر مع اختلاف بسيط في طريقة الاداء، ودخول بعض الالحان إليه.
ومن الابيات التي تقال أثناء أداء فن الرفيحي قول الشاعر:
يا حمام الورق في جناحك نقشتيني..
خف رجلك لا تثقلها على النفس الشقية
الرفيحي.. فن الماضي المتجدد في تبوك
تاريخ النشر: 10 مايو 2012 00:55 KSA
تشتهر منطقة تبوك بعدد من الفنون الشعبية التي تمثل تاريخًا عريقًا، وتعبّر عن جغرافيا ممتدة من عمق الجزيرة العربية وحضارتها الأصيلة جنوبًا، إلى بلاد الشام ومصر شمالاً وغربًا، كما تمتلك منطقة تبوك طبيعة
A A