«الحزام الناسف».. المصطلح الأكثر شهرة الآن في عالم الإرهاب، بل بات استراتيجية يتخذها تنظيم داعش في نشر الإرهاب وتحقيق أثر تدميري أكبر من كل وسائل الإرهاب الأخرى.
وتبقى هناك عدة أسباب لاستخدام استراتيجية «الحزام الناسف» أهمها سهولة صنعه وسهولة حمله إلى جانب أثره التدميري الكبير والرغبة في التخلص من الانتحاريين إذا تم التضييق الأمني عليهم.
وأصبحت الأحزمة الناسفة عنصرا مشتركا بين جميع الإرهابيين الهالكين خلال السنوات الـ3 الماضية، ومن خلال الضربات الاستباقية التي نجح فيها رجال الأمن السعودي في محاربة الإرهاب استخدمت تلك الأحزمة للانتحار، ولغرض تحقيق أكبر قدر ممكن من التدمير للموقع وللأرواح المحيطة بالإرهابي.
خبراء أمنيون قالوا في حديثهم لـ»المدينة»: إن المواد المستخدمة في صناعة الأحزمة الناسفة لا يمكن الحصول عليها بسهولة، ولكن يمكن تحضيرها من خلال المعامل التي ضبطوا فيها الإرهابيين في آخر مهمة أمنية بجدة (الحرازات - النسيم)، إضافة إلى إعداد مواد كيميائية تستخدم في الزراعة أو الصحة والاستعانة بها في صناعة الأحزمة الناسفة، ولكن تلك المواد تخضع لرقابة وضوابط لصرفها، وتنبه الأمن السعودي لذلك.
العميد الطلحي: القوة التدميرية ما بين 5 - 25 كم
قال الخبير الأمني مدير إدارة الأدلة الجنائية بمنطقة مكة المكرمة سابقا العميد حاسن الطلحي: إن الحزام الناسف يتكون من جيوب متعددة، يحشوها الإرهابي بمواد متفجرة معبأة في أكياس شفافة، وهذه المواد متصلة بموزع كهربائي متصل بكل الجيوب، موصول بمقبس (حامل يدوي) يستخدمه في حال اتخاذه لقرار التفجير حين القبض عليه من قبل رجال الأمن.
وأشار إلى أن الحزام الناسف يتراوح وزنه في الغالب ما بين 5 - 25 كلغ، ويخفيها الانتحاريون تحت الملابس السميكة أو المعاطف بمختلف أنواعها بغرض «التمويه»، فإن تأثير المواد المتفجرة قد يصل إلى مسافة 15 مترا، حيث تعزل الجهات الأمنية المشتبه بهم من تلك المسافة وتأمرهم بخلع ملابسهم العلوية للكشف عنهم.
وأبان العميد الطلحي أن الإرهابيين يتخذون من الأحزمة الناسف وسيلة «سهلة» ومواتية بسبب أن تصنيعها يمكن تعلمه بسهولة، لافتا إلى أن المواد المستخدمة فيها ليست بالضرورة أن تكون مواد أساسية، حيث يمكن أن يستخدمون المواد «البدائية» مثل البارود والمسامير ونحو ذلك، فيما يستخدم في أوضاع أخرى المواد المحضرة كيميائيا مثل مادة الـC4، أو مادة التراينيتروتولوين (tnt)، أو مادة الـ(rdx) وجميعها مواد شديدة الانفجار وتسبب اكبر قدر ممكن من الدمار والضحايا في الأرواح، ونظرا لصعوبة الحصول عليها يتخذ الإرهابيون وسائل أخرى لتحضير الحزام الناسف بمواد أخرى بدائية مثل مادة (بروكسيد الأسيتون) الذي يعرف باسم «أم العبد».
اللواء الفيفي: الحزام الناسف قوته التدميرية أكبر
يقول الخبير الأمني اللواء الركن (متقاعد) أحمد الفيفي: إن هناك أسبابا عديدة لاستخدام الإرهابيين للأحزمة الناسفة، ولكن يظل أبرزها سببين هما توقيع أكبر قدر ممكن من القوة التدميرية للموقع بما فيه من أرواح، والثاني الانتحار للإرهابي بغرض عدم الحصول على أي معلومات لمن يقف خلفه ولمن دفع به إلى التهلكة.
وأضاف أن الحزام الناسف يسبب تدميرا كبيرا في أي موقع، حيث يكون مع الإرهابي العديد من الأسلحة مثل البندقية أو القنابل اليدوية، إلا أن الحزام الناسف يكون عنصرا مشتركا في معظم العمليات الإرهابية الأخيرة خلال الـ3 سنوات الماضية، حيث إن أي رصاصة قد تصيب الحزام الناسف تسبب الانفجار في الموقع.
وأشار اللواء ركن الفيفي أن المواد المستخدمة في صناعة الأحزمة الناسفة يمكن تأمينها عن طريق التحضير المختبري، إلا أن ذلك ليس هو السبب الرئيس في استخدامها، حيث الأهم هو التدمير، والتخلص من الإرهابي نفسه حال تيقنه من الحصار واقتراب القبض عليه ووقوعه في يد رجال الأمن.
اللواء جداوي: المواد المستخدمة في التفجير يمكن تحضيرها بدائيا
ولفت مدير عام الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة الأسبق اللواء عبدالله جداوي إلى أن الإرهابيين الهالكين في حرازات جدة وحي النسيم اتخذوا من مواقع مكتظة بالسكان ملاذات آمنة لهم في اعتقادهم المريض، ناسين أن رجال الأمن السعودي يتميزون بالدقة وسرعة الحركة وبالمهارة الملفتة للنظر، حيث لم يشعر السكان المجاورون للموقعين في حي الحرازات أو حي النسيم بأي حركة عدا حين إطلاق النار وتفجير الإرهابيين لأنفسهم بعد أن أيقنوا أن رجال الأمن يحيطون ويطوقون الموقعين بإحكام شديد، وهاتان العمليتان الاستباقيتان تضافان للسجل الناصع لرجال الأمن السعودي. وأضاف أن مواد التفجير المستخدمة مثل الـ
tntأو مواد c4 أو مادة rdxلا يمكن الحصول عليها بسهولة، إلا لمن يتمتع بدراية ومعرفة تامة بكيفية تصنيعها مخبريا، مشيرا إلى أن هناك إجراءات وضوابط للحصول على مواد أخرى يمكن من خلالها تجميع مواد متفجرة تكون بديلة عن تلك المواد، وتؤدي إلى نفس النتيجة التدميرية في موقع الحدث، مثل المواد المستخدمة في الزراعة أو الصحة ونحو ذلك، ولله الحمد الدولة ممثلة في وزارة الداخلية متنبهة لمثل هذه المواد، حيث تخضع لضوابط وشروط معينة في كيفية الحصول عليها وصرفها في نطاق محدد جدا.
«الحزام الناسف».. إستراتيجية «الدواعش» في نشر الإرهاب المدمر
تاريخ النشر: 23 يناير 2017 04:09 KSA
خبراء أمنيون: سهل الصنع والحمل وأثره التدميري أكبر
A A