كثيراً ما نجد بعض المسؤولين يبادرون فور وقوع الكوارث والأحداث بزيارات ميدانية للاطلاع على الأوضاع عن قرب ومعرفة حجم الأضرار وأسبابها وعقد اجتماعات ميدانية على أرض الواقع وذلك رغبة منهم في عدم الاتكال على التقارير التي ترفع لهم من قبل جهات أخرى أو الاعتماد في تقييم الوضع على الصور المنقولة عبر وسائل الإعلام وهذا أمر يشكر عليه أولئك المسؤولون الذين يحرصون على معرفة الحقائق بأنفسهم ويعمدون إلى معرفة مسببات ماحدث بشكل متعمق .
بعض أولئك المسؤولين والذين يقدر لهم هذا الحرص وتلك المتابعة تصدر بعد زياراتهم تصريحات إعلامية لا تتوافق مع الواقع ولا تتطابق مع حجم المشكلة الموجودة والتي قاموا بزيارة موقعها الميداني واطلعوا على تفاصيلها ولمسوا آثارها خصوصاً عندما تكون تلك الكوارث ناتجة عن كميات كبيرة من الأمطار غير المسبوقة أو سيول منقولة من خلال أودية متعددة وتضرر بيوت العديد من المواطنين ومركباتهم وغيرها من الممتلكات الخاصة بهم واحتجاز بعض منهم داخل منازلهم وانقطاع بعض الخدمات العامة عنهم واستمرار هذا الوضع لعدة أيام دون تدخل الجهات المسؤولة ، فلايمكن بعد كل تلك النتائج للمواقع المتضررة أن تصدر تصريحات تفيد بأن ( الأمور مطمئنة ) أو إنه سيتم إعداد الدراسات المتأنية والمتكاملة والتي يشارك فيها العديد من الجهات المختصة لإعطاء صورة كاملة عن الأضرار التي وقعت وأسبابها مما يعني تشكيل لجان قد تستمر لشهور طويلة أو سنوات والدخول في غياهب وسراديب يُعلم أولها ولايُعرف آخرها.
أمرُ اللهِ وقدرته فوق كل شيء ولكن من المهم والضروري أيضاً الأخذ بالأسباب ومن الأخذ بالأسباب توضيح حجم وآثار ما يحدث من كوارث ومعرفة أسبابه ومحاسبة المسؤولين عن وقوع تلك الأضرار إن ثبت أن ما حدث من أذى أو ضرر كان بسببهم والعمل على تحديد مواطن الخلل ووضع الحلول العاجلة لها وتسمية الأمور بمسمياتها فلا يمكن أن يطمئن المسؤول إن ظهر له وجود أضرار على المواطنين ، ولايمكن أن يطمئن المسؤول إن شعر بوجود فساد في بعض الأجهزة ، ولايمكن أن يطمئن المسؤول إن تكرر الأذى على المجتمع من بعض الجهات دون أن يضع حلاً حاسماً يمنع مثل هذا الأذى .
هناك العديد من المسؤولين في هذه البلاد يعملون ليل نهار بكل جد واجتهاد وصدق وأمانة غير أن بعض الجهات الإعلامية ومن خلال تصاريحها المتسرعة أو المبالغ فيها تشوه ذلك العمل المخلص وتؤثر فيه بشكل سلبي لعدم مطابقة تلك التصريحات بما هو موجود على أرض الواقع.