أسهب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس في سرد فضائل المدينة المنورة، والبركة في سكناها، وما تحتله من مكانة عظمى في التاريخ الإسلامي، وفي أفئدة المسلمين قاطبة، بوصفها مهد الدعوة الإسلامية، ومهاجر سيّد البرية، محذرًا من العقوبة الإلهية لمن أراد بها أو بأهلها سوءًا.
وقال فضيلته، فى خطبة الجمعة بالحرم النبوى الشريف امس: إن المدينة المنورة ما زالت بالخيرات والبركات مسوّمة، وطيبة الحبيبة، وطابة اللبيبة، جعلها الله منطلقًا للرسالة الإسلامية الخالدة، ومتنزلًا لوحيه، ومهدًا لدعوة نبيه المصطفى والمجتبى عليه صلوات الله وسلامه تترى إلى يوم الدين، قلعة من قلاع الهدى، صخرة صماء، تتهاوى أمامها سهام العدا، هي منارة الإسلام، ومأرز الإيمان، ومحجر العقيدة، ومعقل الحضارة، ومنطلق القيادة والسيادة والريادة للعالم الإسلامي، في ضوء منهج الوسطية والاعتدال «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا» بعيدًا عن التطرف والغلو والإرهاب والطائفية، تحقيقًا للاعتصام بالكتاب والسنة، كما قال تعالى «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا»
وفى مكة المكرمة أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي أن برهان الفطرة هو أُعظم الأدلة وأقواها فالشعور بوجود الله تعالى والإذعان بخالق قادر فوق المادة محيط من وراء الطبيعة أمر غريزي مركوز في الإنسان مفطور عليه لا تغيرُه رِيَب المرتابين ولا تزلزلهُ شكوك المشككين فإن العلم بالله تعالى أعظم ما يورث الرضا بالله سبحانه وتعالى بل هو أعظم ما يحقق الإيمان ويقويه إذا استقر في القلب بحق أثمر إفراد الله بالعبادة وطاعته وخشيته وخوفه ورجائه والتوكل عليه».
وأضاف فضيلته في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس: إن الله تعالى جعل في هذا الكون من الآيات البينات ما يدل على وحدانيته وقدرته كما أجمل أن يتأمل المرء ويتفكر في هذه المعروضات والمشاهد، وسئل أعرابي عن الدليل فقال: البعرة تدل على البعير وآثارُ الأقدام على المسير فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحارٌ ذات أمواج ألا تدل على العليم الخبير». وبين الشيخ الغزاوي أن معرفة الله نوعان الأول معرفة إقرار وهي التي اشترك فيها الناس جميعا المؤمن والكافر والبار والفاجر قال تعالى: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) وقال تعالى: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون).
وأوضح أن النوع الثاني هو معرفة توجب الحياء منه، والمحبة له، وتعلق القلب به، والشوق إلى لقائه، وخشيته، والإنابة إليه، والأنس به، والفرار من الخلق إليه، وهذه هي المعرفة الخاصة، وتفاوت الخلق فيها لا يحصيه إلا الذي عرفهم بنفسه، وقد قال أعلم الخلق بربه: «لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك» وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه يفتح عليه يوم القيامة من محامده بما لا يحسنه الآن ولهذه المعرفة بابان واسعان باب التفكر والتأمل في آيات القرآن كلها، والفهم الخاص عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
السديس: المدينة المنورة معقل الحضارة.. ومنطلق الريادة للعالم الإسلامي
تاريخ النشر: 04 مارس 2017 03:10 KSA
A A