لطرق المواصلات أهميَّة بالغة في توسُّع المدن، وربط أجزائها المتناثرة بمركز الثقل فيها، كما أنَّها تُقرِّب البعيد، وتُسهِّل عمليَّة التَّواصل والاتِّصال، وحرية الحركة بين جنباتها المختلفة، وتساعد في التوسُّع العمراني في كلِّ الاتجاهات، خاصة إذا كانت مقرونة بالخدمات الأخرى، مثل التيار الكهربائي، والصرف، وشبكة المياه، والهاتف.
طريق الملك سعود في شمالي محافظة جدَّة، شريان حيوي مهم، يربط الأجزاء الشرقيَّة بالأجزاء الغربيَّة في تلك المنطقة، حيث امتدَّ العمران في ذلك الجزء من المحافظة بشكل واسع، والذي يضمُّ العديد من الأحياء الحديثة، والمجمَّعات السكنيَّة الكبيرة، وأصبحت أحياؤها مكتظةً بالسكان، يشاركهم في ذلك المتنزِّهون الذاهبون لمنتزه البحيرات، ولدرة العروس، ومتنزَّه جدة الوطني في أبحر الشماليَّة، كما يخدم هذا الطريق المهم مجمَّعات حضريَّة كبيرة على جانبيه، وفي المخططات الموازية له في شماله وجنوبه، وعلى طول امتداده.
جدَّة تمتد بشكل لافت نحو الشمال، وكلَّما زادت خطوط المواصلات، زادت المحافظة نموًّا وازدهارًا وعمرانًا، وهي بذلك تتماشى مع خطط التنمية، وتحقق أهدافها. ولعلَّ من أهمِّ أهدافها، توفير السكن المناسب لسكان العروس، والامتداد نحو المناطق الأقل كلفة والأنسب سعرًا لعامَّة المواطنين.
ممَّا يعيب طريق الملك سعود أنَّ طبقة الأزفلت فيه رديئة جدًّا، وأجزاؤه المختلفة بحاجة إلى صيانة عاجلة، فجزء منها مُعبَّد، والآخر غير مُعبَّد. هذا الطريق النافذ والممتد من طريق عسفان شرقًا، حتى طريق الأمير عبدالله الفيصل غربًا، رغم رداءته إلاَّ أنَّ الطرق الموازية له، خاصَّة التي تقع في الجهة الجنوبيَّة منه أكثر رداءةً، حيث تكثر فيها الحفر الكبيرة والصغيرة، التي أُهملت لمددٍ طويلة دون معالجة، والحفر الصغيرة والمطبات المسيطرة على هذه الشوارع والطرق، والتي أهلكت سيَّارات الناس، وأعاقت حركة التنمية في هذه المناطق بشكل كبير، وزهد الناس في الشراء في هذه الأحياء؛ لما تعانيه من سوء تنفيذ لهذه الطرق، ورداءة رصفها، وظلام ليلها؛ ممَّا انعكس سلبًا على استخدامها أو اجتيازها ليلاً أو نهارًا.
لنا أمل في شركة المياه الوطنيَّة، في القضاء على الحفر الكبيرة، والتخلُّص منها نهائيًّا، ثمَّ الأمل في أمانة محافظة جدَّة في رصف هذا الطريق والطرق المجاورة له، وتجويد مساراتها، ورفع كفاءتها، حتَّى تؤدِّي دورها بالكامل في خدمة مرتادي الطريق، وفي النهوض بالحركة التنمويَّة التي تعيشها المملكة في ظل الرؤية الشاملة 2030م، وتسهيل أمور الساكنين والمتنزِّهين في الوصول إلى أيِّ جهة يريدونها في هذه المدينة الجميلة المترامية الأطراف بكلِّ أمنٍ وأمانٍ وسلامةٍ. وفَّق اللهُ العاملين لما يحب ويرضى.