شكك الدكتورعبدالله الرشيد، الأستاذ بقسم الأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، في عدد من المرويات في كتب الأدب العربي القديم، كاشفًا عن وهن مصادرها، وعدم صحة نقلها.. ضاربًا مثلاً بذلك بالخبر الشائع عند الأدباء حول احتفال القبائل العربية بالشاعر الذي ينبغ فيها. مبينًا أن أول من ذكر هذا الخبر هو ابن رشيق (المتوفى في 456هـ أو 463هـ) في كتابه العمدة في صناعة الشعر ونقده. متسائلاً: كيف لا نجد ذكراً لهذا الخبر مدوناً إلا في القرن الخامس الهجري وهو يفترض أنه ينسحب على تقليد أدبي يعود إلى ما قبل الإسلام. كما قدم مثال آخر يتمثل في خبر وفادة الأعشى الشاعر الجاهلي على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقصة علي بن الجهم مع المتوكل وأبيات ابن الجهم في وصف المتوكل:
أنت كالكلب في حفاظك للود (م)
وكالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو، لا عدمناك دلوا
من كبار الدلاء كثير الذنوب
مبينًا أن هذه القصة أوردها ابن العربي، وهو غير موثوق في نقله.
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها الرشيد يوم الأول من أمس بالنادي الأدبي الثقافي بالحدود الشمالية، تحت عنوان «تحقيق المرويات الأدبية: ضرورته ومنهجه»، حيث حدد الدكتور الرشيد في بداية محاضرته ما يقصد بالمرويات الأدبية، وحصرها في «الأخبار المتصلة بالأدباء منذ بدء التدوين حتى نهاية القرن الخامس الهجري»، أي منذ كتاب فحولة الشعراء للأصمعي (121-216هـ) حتى محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني (ت. 502هـ). مقسمًا المرويات الأدبية إلى عدة أنواع:
- نوع مبني على الحقائق التاريخية، وهذا النوع لا يمكن تركه دون تمحيص وبحث في أصوله
- ونوع مبني على إيراد أسماء أعلام حقيقيين أو يظن في وجود حقيقي لهم، مثل مجنون ليلي، وعنترة بن شداد.
- نوع يتصل بالمسامرة والمفاكهة وأخبار الظرفاء وكثير من الأخبار في سيرة أبي نواس.