يُقال (امرأةٌ بمئةِ رجلٍ)، ويُقال الأعمالُ الرجوليَّةُ لا تليقُ بالمرأةِ، فلا يصحُّ أنْ يُقال (امرأة مسترجلة)، ولكن ما فعلته الطالبتان السعوديَّتان بحائل، شجاعةٌ يندرُ مثلها في الرِّجال، فكيف بالمرأة؟!.
أنقذت طالبتان جامعيَّتان سائقهنَّ، الذي يوصلهنَّ إلى فرع جامعة حائل في محافظة الغزالة، التي تقع على بُعد حوالى 100 كم جنوب حائل، عند تعرُّض السائق لحالة إغماء، خلال عودتهنَّ إلى منازلهنَّ، حيث تقولُ أروى الشمري: في طريق عودتنا إلى منازلنا، فَقَدَ سائقُنا الوعيَ، بعد أن توقَّف فجأةً، وقمتُ أنا وابنة عمِّي أشواق بعملِ الإسعافات الأوَّليَّة له، وذهبنا إلى بقالةٍ كانت قريبةً بإحدى القرى على الطريق، وأخذنا ماءً وعصيرًا احتياطًا، إذ إنَّ حالته ربما تكون هبوطًا في السكر، وانتظرنا قليلاً للحصول على المساعدة من أحد عابري الطريق، إلاَّ أنَّ حرارةَ الشمسِ، وحالته كانت تسوءُ أكثر؛ مَا أدَّى إلى قيامنا بإيصاله لمنزله.
وتقول ابنة العم، أشواق الشمري: قمتُ بقيادةِ الحافلةِ، وابنة عمَّي أروى جلستْ في الخلفِ للعناية بسائق الحافلة، وذهبنا به إلى منزله، وعند وصولنا قمنا بإدخاله إلى مجلس الرجال الذي كان مفتوحًا، وقمنا بتشغيل أجهزة التكييف، وفتحنا النوافذ، حتَّى وصلت أسرته، وقاموا بأخذه إلى المستشفى، وأضافت: بعد ذلك، عرفتُ أنَّ ما أصاب السائق هو جلطة دماغيَّة، وبفضل الله وتوفيقه، تمَّ علاجه في المستشفى، وحالته الصحيَّة مستقرَّة.
أعتقدُ أنَّ على وزارةِ التَّعليم تكريمَ الطالبتين:
أولاً: لحُسن التصرُّف وقت الأزمة.
ثانيًا: لإنقاذ السائق، وأخذه إلى مكانٍ آمنٍ.
ثالثًا: لإنقاذِ الطالبات من الانقطاع في وسط الخط.
رابعًا: لقيادةِ الحافلةِ دونَ تدريبٍ سابقٍ.
وخامسًا: إدارة بقيَّة البنات، وتشجيعهنَّ على الالتزام بتعليمات وشروط الوزارة.
#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
يقولُ الزعيمُ الراحلُ نيلسون مانديلا: دائمًا نحسبهَا مستحيلةً، حتَّى يتمَّ تطبيقهَا بالممارسةِ.