لم يأتِ قرار قطع علاقة المملكة مع قطر من فراغ، بل جاء استنادًا على الدلائل الدامغة التي تدين حكومة قطر، وتكشف دورها المشين في كل ما يجري في المنطقة العربية، فكانت المقاطعة رد الفعل لحفظ الحق السيادي الذي يكفل للمملكة حماية مواطنيها ومواطني قطر -على حدٍّ سواء- من نزق النظام القطري، وأطماعه، ولا قول بعدها.
على الرغم من أن العالمين الإسلامي والعربي اليوم بالذات في أمس الحاجة إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه القلاقل والفتن والصراعات المحدقة بهم من كل حدبٍ وصوب، إلا أنه قد نفد صبر القيادة السعودية مما دفعها إلى قطع العلاقة مع قطر، بعد أن أمعنت حكومتها في الأذى، حتى طال السلم والأمن الداخلي في المملكة.
إن دعم حكومة قطر للجماعات المتطرفة كالإخوان والحوثيين، وتنظيم القاعدة وداعش وإيوائهم وتمويلهم بالمال والسلاح، وتأييدها لدور إيران في زرع الفتنة والطائفية في منطقة الخليج، ولتقويض وحدة الصف الخليجي، وتجنيد إعلامها المسموع والمقروء لتحريض الشعوب ضد حكوماتهم، وسعيها الحثيث إلى شق الصف داخل المملكة، لهو بمثابة المهلكة التي أوقع النظام القطري نفسه وشعبه ودولته في أتونها.
إن العلاقة بيننا وبين الشعب القطري الحبيب الضاربة جذورها في عمق التاريخ يحكمها رابط الجوار والدم، ومما لاشك فيه أنه من سابع المستحيلات أن يكون لدور حكومة قطر الخبيث أي تأثير على علاقتنا بالشعب القطري الشقيق، الذي لا ذنب له إلا أنه ابتُلي بحكومة لم يكن في حساباتها سوى خدمة أجنداتها الطامعة إلى بسط نفوذها في المنطقة.
أدرك العالم أجمع أن تميم تشرَّب طيش والده، وكان من نتائج استخفافهما بالعهود والمواثيق التي تؤطر العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي أن عمدا إلى شق الصف والتعدي على سيادة دول المنطقة العربية بكافة السبل والوسائل، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
بعد أن أميط اللثام عن دور قطر الإرهابي في المنطقة، فإن حل هذه الأزمة لن يأتي إلا بيد القيادة القطرية، وإن كانت تأبى إلا الانغماس في قاع الضلال، فالكرة اليوم في ملعب المخلصين من أبناء الشعب القطري الشقيق.. ولنا ما لهم وعلينا ما عليهم.
مرصد..
صبرت المملكة طويلًا على هذا النظام الذي لا يُؤمَن جانبه، إلى أن وصلت إلى مرحلة لم يعد ينفع معها لا الصمت ولا الصبر ولا الحلول الدبلوماسية، فكان إعلان قطع علاقة المملكة العربية السعودية مع قطر، كالصفعة في وجه كل من يجرؤ على المساس بأمننا وسيادتنا، والعضو الفاسد في الجسد -إن لم يفد معه العلاج- فليس له إلا البتر.