* يَـوْمَـا الأحد والاثنين من الأسبوع الماضي كتبتُ هنا مَـقَـالَـين حول (صندوق التنمية العقارية)، نقلتُ فيهما عناوين مما تضمنه حِــوَارٌ مفتوح كان أطرافه كبار مسئولي الصندوق، وإعلاميين، وطائفة من المتخصصين في العقار.
* المقالان طَـرحَـا وجهة نظر (القائمين على الصندوق) حول الآلية الجديدة التي اتُّـبِعَـتْ في توزيع القروض على المستفيدين؛ ومـسَـبِّـبَـات اللجوء إليها، مع بعض الملحوظات، والمقترحات عليها.
* وقد حظي المقالان بأصداء واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، وعليهما جاءتني العديد من التعقيبات عبر البريد الإلكتروني؛ وجميع تلك الآراء والتعقيبات ،المعارض منها قبل المؤيد ،في دائرة احترامي واهتمامي؛ فهي فخر لي وتاج على رأسي.
* ولكن ما لفت نظري تلك اللغة المتشنجة، وذاك الخطاب الإقصائي القاسي الذي حمل الاستهزاء والسخرية وتحجيم الآخَـر، والدعاء على القائمين على الصندوق (مع أنهم مجتهدون، وليسوا بالتأكيد بـمُـغْـرِضِـين) ، وحتى على الكاتب المسكين بِـشَــلّ الأنامل والـقَـلَـم؛ (مع أنه لاشَـأن له، وفي ذلك ،الحوار نطقَ بصوت وحقوق ذوي الدخل المحدود أو المفقود).
* ومن بعض تلك التعقيبات والردود يظهر أن لدينا أزمتين؛ أولاهما: أزمة ثقة بين بعض المؤسسات الخدمية والمواطنين، حيث قنوات التواصل مبتورة بين الطرفين تماماً، وهذا أراه ينادي بأن يكون هناك خطط وإستراتيجيات وبرامج لِـسَـدّ تلك الفجوة، وصناعة لغة تفاهم بين الجانبين!
* أما الأزمة الثانية فأراها في لغة الحوار المتوترة بين أطياف المجتمع، التي يبدو أن قاعدتها تقول وتؤكد: (إنْ لم تكن معي وتوافقني الرّأي؛ فأنتَ ضِــدّي بل عدوّي الذي عليّ أن أُقْـصِـيـه، وأُمْـطـرَه بالعِـبَـارات الساخرة، وبِـوَابِـلٍ من الأدعية الفاخرة، وقد يصل الأمر للتشكيك في نواياه، وفي معتقده، وذمّـتِــه، وفي وطنيته!.
* الأزمة الثانية خطيرة جداً، تدعو مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لكيما يُـكثّـف جهوده، وليبحث عن التوسع في خدماته؛ وذلك بفتح فروع لأكاديميته التي تهدف لبثّ ثقافة الحوار في المجتمع.