اليوم الأربعاء، يجتمع وزراء خارجية (السعودية، مصر، الإمارات، البحرين) في القاهرة لمتابعة تطورات الموقف من العلاقات مع قطر، بعد رفض قطر لشروط المصالحة قبل انتهاء الفترة الممنوحة لها، مما يُؤكِّد أن قطر طاب لها حضن أعداء أشقائها وأعدائها، فلا يأتي خير من إيران التي دمَّرت سوريا والعراق واليمن ولبنان من أجل الوصول إلى هدفٍ مستحيل، ومع ذلك فضَّلت قطر التمادي في البُعد عن أهلها وعشيرتها الأقربين، من أجل إيران، ومن أجل بضعة مجرمين ومنشقين وقناة الجزيرة مثيرة الفتن والتحريض.
نظام إيران سيبتلع أو يلتهم أي العبارتين أقدر على تصوير قطر لقمة سائغة في فم إيران، كالفيروس يختار أضعف عضو ليبدأ منه مهاجمة الجسد، فإذا تهاوى العضو الضعيف أمام الفيروس يُدمِّره ثم ينقضَّ على بقية أعضاء الجسد، هكذا ظنَّت إيران وأعداء البشرية من المجرمين والإرهابيين، لم يُقدِّروا أن الصمت الخليجي على الممارسات السياسية القطرية لزعزعة أمن السعودية ومصر والإمارات والبحرين، كان حكمة الكِبار على الصغار، أو لأنهم لم يُقدِّروا القوة الاستخباراتية والأمنية، التي تجمع وتحصي سقطات القيادة القطرية ثم تتخذ القرار.
أثبت الجسد الخليجي والعربي من القوة والتلاحم ما دفع به إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية والتحصُّن ضد العِلَل المتفاقمة التي فتكت بدولةٍ صغيرة نامية، واتخذت منها مدخلًا لعملياتها الإرهابية، وداعمًا لجرائمها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
للأسف فضَّلت قطر، دعم الجماعات المتطرفة، واستضافة العناصر الإجرامية التي أحدثت دمارًا وخراباً بأوطانها على عودتها إلى الجسد الذي يضمها، إلى أشقائها؛ تلك الكارثة التي ستحل بالمواطن القطري عندما يجد نفسه معزولًا ومهمَّشًا ومستباحًا ماله وأرضه، فمن لا خير فيه لوطنه لا خير فيه إطلاقًا، وقديما قالوا: (اللي ما له خير في أخاه لا تستنخاه) من النخوة!
خلال الفترة الماضية كانت الآمال مُعلَّقة برجلٍ رشيد في الحكومة القطرية ينصحها باختيار المصلحة العامة على الخاصة، اختيار مصلحة قطر والمواطن القطري والأمن والسلام العربي والخليجي على الممارسات السياسية الصبيانية الرعناء التي أوصلت الدول الأربع سابقة الذكر، إلى اتخاذ هذه القرارات الحازمة، وإعطائها مهلة عشرة أيام للتفكير العقلاني واتخاذ القرار السليم بالعودة إلى الصف العربي واللحمة الخليجية، لكنها أسفرت مبكرًا عن التخبُّط والضياع بين أطماع الآخرين وتطلعاتها الخيالية، وخذلت شعبها، وحطَّمت آمال الشعوب العربية المُرهَقَة من التوترات والمؤامرات والدسائس التي يحيكها أعداؤها المجاهرين والمعروفين، ثم يكتشف أن في قلب الجسد العربي والخليجي بؤرة فاسدة يتدفق منها الخطر في كل اتجاه.
اليوم تُتخذ قرارات الرد على الموقف القطري الرادعة لممارسات امتدت لعشرين عامًا، كانت تصافح بيد وفي اليد الأخرى خنجرًا، مسددًا في الظهر، هذا أخطر ما في الأمر، هذه الممارسات السياسية التي استهدفت الإضرار بالمنطقة، وازدادت حِدة خلال ثورات الخريف العربي، حيث استغلال الثغرات التي تُحدثها الفوضى خلال الثورات بدأت تُظهر يد قطر الملوثة بالخيانة والدسائس والمؤامرات، وكانت أكثر وضوحًا في مصر والبحرين، وموقف تميم من اختيار الشعب المصري للرئيس السيسي، وإيواء المطلوبين مِن زُمرة المجرمين الإخوانجية، وبعد ذلك فاحت الرائحة وأزكمت الأنوف، رائحة ممارسات قطر، المشمولة في الشروط العشرة التي رفضتها قطر للأسف وهي: (1- قطع العلاقات مع إيران، 2- وقف قناة الجزيرة، 3- وقف التدخل في الشؤون المصرية والخليجية الداخلية، 4- الاعتذار الرسمي لدول الخليج عن إساءات قناة الجزيرة، 5- طرد أعضاء حركة حماس، 6- تجميد الحسابات البنكية لحماس، 7- تعهد الدوحة بعدم ممارسة أي دور سياسي يتنافى مع سياسات دول الخليج، 8- التزام الدوحة بميثاق العهد الذي تم توقيعه عام 2014م، 9- طرد العناصر الإخوانية والعناصر المناوئة لدول الخليج، 10- وقف دعم التنظيمات الإرهابية)، والهدف ليس الإضرار بقطر كما قال وزير الخارجية عادل الجبير، ولكن عليها أن تختار، لكنها للأسف لم تُحسن الاختيار، لذلك يجتمع اليوم وزراء خارجية الدول الأربع لدراسة فرض المزيد من العقوبات على قطر، ربما تجميد عضويتها في مجلس التعاون الخليجي، جامعة الدول العربية، وتكون قطر قد جنت على شعبها، كما «جنت على نفسها براقش» مثل عربي!