«مثقفو السلطة « مصطلح جديد أطلقه المتآمرون على دولهم لإسقاطها، يهدف لإسكات الأصوات الوطنية عن دعم دولها، وإبراز ما يُحقق فيها من إنجازات، وتوعية الشعوب بما يُحاك من مؤامرات لإسقاط دولهم تلافيًا لوصفهم بمثقفي السلطة، أو من المُطبِّلين لها!.
والسلطة المتمثلة في القيادة السياسية للدولة هي أحد أعمدة الدولة الأربعة التي يرتكز عليها كيان أي دولة، (الجيش - الشرطة- القضاء)، والجيل الرابع للحروب يقوم على زعزعة هذه الأعمدة الأربعة لإفشال الدولة، ومن ثَمَّ إسقاطها.
والمملكة العربية السعودية ومصر في مقدمة الدول المُستهدفة باعتبارهما أكبر قوتيْن في العالم العربي وأي ضرر يصيبهما يصيب الدول العربية كلها ، لذا فإنّ مسؤولية السعوديين والمصريين الوطنية مضاعفةٌ ؛ إذ لا يتوقف عليهم حماية دولتيهما، بل حماية العالم العربي بأسره، وواجب مثقفي الأمة من ذوي الأقلام والمنابر الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة من كتّاب ومفكرين ومؤرخين وباحثين وإعلاميين ومحللين سياسيين واقتصاديين أن يتولوا مهمة توعية الشعوب بما يُحاك ضدهم وضد دولهم، ومَنْ يتآمر مع القوى الكبرى من بني جلدتهم ضدهم، لتكون الشعوب الظهير المساند لقاداتهم حفاظًا على دولهم وللحيلولة دون تمكّن الأعداء المتربصين بها منها، فالشعوب في النهاية هم ضحايا تلك المؤامرات وصراعات القوى الكبرى للهيمنة على بلادهم وما فيها من ثروات، فهم الذين يُقتلون ويُعتقلون وتُهدم بيوتهم، ويُهاجرون بحثًا عن الأمن والأمان.
كما من واجب مثقفي الأمة تسليط الأضواء على ما يحدث في بلادهم من إنجازات وإصلاحات في مختلف المجالات لزرع الثقة والأمل في نفوس مواطني بلادهم، مع بيان مواطن القصورللمسؤولين، وكيفية العلاج لتلافيها، وكل هذا ينصبّ في مصلحة الوطن والمواطن.
وقيام مثقفي الأمة بهذا الدور لا يُعد تطبيلًا للسلطة، ونفاقًا لها بحثًا عن منصب، كما يزعم أعداء أوطانهم ، وإنّما هو واجب وطني لحماية أوطانهم من إشعال نيران الفتنة والحروب الأهلية بين مواطنيها لإشاعة الفوضى بين أرجائها، وخلخلة أركانها الأربعة لإسقاطها، لتلتهمها القوى الكبرى، فتستعبد شعوبها وتستولى على ثروات أوطانهم .
الذي لاحظته منذ اندلاع الأزمة القطرية وكشف المستور عن دعم النظام القطري للإرهاب، أنّ الإخوان المسلمين الذين يعيشون في البلاد العربية ، أخذوا يُروّجون بين العامة والمثقفين أنّ كل من يكتب عن الأزمة القطرية ما هو إلّا منافق للسلطة ومُطبّل لها، وأنّ لا حقيقة لما يكتبونه، فكله تهم باطلة وكذب وافتراء، وأنّ حكّام قطر يرصدون كل هذه الكتابات والتغريدات، وسيطلبون من قادة دولهم معاقبتهم إن عادت المياه إلى مجاريها، وذلك ليوقفوا حملات التوعية بمؤامرات ومخططات النظام القطري ضدهم، وضد إخوانهم وأشقائهم العرب، وهناك من صدّق هذه الادعاءات رغم اعتراف الشيخ حمد آل ثاني بصحة ما جاء في التسريب الصوتي لمكالمته مع العقيد القذافي بتحالف قطر مع القوى الكبرى لإشاعة الفوضى في البلاد العربية وإسقاط الحكم فيها، وفي مقدمتها السعودية، كما أقر وزير خارجية قطر في مؤتمر صحفي في نابولي أنّ قطر راعية للإرهاب.