وصف الشيخ قيس المبارك عضو هيئة كبار العلماء سابقا ضبط خلية تجسس بأنها جريمةٌ كبرى وجناية عظيمة تُخلُّ بالأمن، وهو من الإفساد في الأرض.
واضاف: اقتضت حكمةُ الله تعالى أن يكون المؤمنون إخوةً، فجعل الأخوَّة أصلاً من أصول الدين وعِصمةً من عِصم المسلمين، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) وإنما أمرهم بذلك لأنه سبحانه يريد منَّا التآلف والتَّآخي، الذي هو عنوانُ قوَّةٍ لبُنيان التماسك الاجتماعي، وعنوانُ مهابةٍ للدولة، وبه تُؤصدُ أبواب الفتنة، ومجتمعنا بحاجةٍ إلى نسيان حظوظ النفس، وإلى تحكيم صوت الحكمة والعقل، فإذا كان درهمٌ مِن مالٍ يحتاج إلى قنطارٍ من العقل، فإن الدِّرهم من العلم يحتاج إلى قنطارَيْ عقل، وشأْنُ الإخوَّة الرحمة، وإنما تُرْجَى الرحمة للمجتمع وتستقيم الأحوال وتصلح، بهذه الإخوَّة.
ومما يُضادّ الإخوة التعامل مع أعداء البلاد، والتآمر معهم، فهو جريمةٌ كبرى وجناية عظيمة تُخلُّ بالأمن، وهو من الإفساد في الأرض، وقد قدَّم اللهُ تعالى حفظَ الأمن على توفير الرزق، فقال: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) ذلك أن الإنسان لا ينعم بطعام ولا شراب إلا وهو في حالٍ آمن، وعلى العلماء بيان حقائق الإسلام، وبيان هَدْيِ النبيِّ عليه الصلاة والسلام في التعامل مع الناس لئلا يتكلم في الإسلام مَن لا يُحسن، فإن تكلم الجاهلون ضَلُّوا وأضلُّوا. أسأل الله أن يحفظ لبلادنا أمنها، وأنْ يحميها من كيد الكائدين.