أكف مبتورة الأصابع، اعتمرت رؤوسها العمائم، واعتلت أبواقها المنابر، بالفتنة تجاهر، وعلى الباطل تناصر!!.
هل أدرك أولئك -الذين يُساقون إلى حتفهم المشين سوق النعاج، ليتقاذفهم صعاليك الفتنة من كل جانب، وترمي بهم في كل واد سحيق- أنهم ليسوا سوى مرتزقة حلت عليهم لعنة النبذ دينًا وانتماءً؟!.
ألم يع عملاء الغدر والخيانة ومن كان الإرهاب نهجًا متاحًا في دستورهم، أننا شعب لا يقبل المساومة على وطنه وقيادته، وأن انتماءنا لم يكن يومًا ما عبثًا، بل هو الخط الأحمر الذي لا يمكن المساس به.
لم يعِ من كانت الجهالة ناموسه وميدانه أننا حين تشتد الخطوب، فكلنا للوطن درع وحزام؟.
وأنه بين رياض النور وسراديب النار بون شاسع.
وأنه إثر كل عملية إرهابية فاشلة كانت تتكشف لنا حقيقة أجندات أولئك الحمقى، التي لم تزد من لحمتنا وتماسكنا إلا قوة، وتشبثًا أكبر بالوطن والقيادة، حتى بات اختراقنا بعيد المنال.
لم يعِ المنغمسون في الدم أن الولاء ثابتًا من ثوابتنا صدقًا ويقينًا، وأن بذار الشر لا حصاد له إلا البوار، ومن أبى إلا امتطاء صهوة الغدر فلن يكون له بيننا مكان، ولن نسمح أن يكون الوطن صورة «فوتو كوبي» من:
دور ذائبة تحت الحمم..
وأوطان أفرغت من شعوبها..
وطوق نجاة لا خيار فيه إلا القفز صوب الموت أو انتظاره.
لسنا مغفلين، ولسنا ممَّن ينقاد خلف زيف الدعاوى الباطلة..
فنحن اليوم بتنا أكثر وعيًا بأن ما يُحاك ضدنا لم يزدنا إلا تماسكًا والتفافًاً أقوى حول وطننا وقادتنا.
ومن يجرؤ على تقطيع شرايينه بيديه، وإسكات نبض قلبه، إلا من كان مختلًا فاقدًا للبصر والبصيرة؟.
لتخطط الفئران في جحورها ما شاء لها من التخطيط..
فمن جعل من نفسه موطئًا تعتليه النعال من كل جانب، أنى له أن يعلم أن أمننا وقيادتنا بمثابة شريان الحياة وقلبها النابض؟.