Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الحياة الطبيعية في السعودية

A A
ما يحدث اليوم في المملكة العربية السعودية على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي هو ليس تحولاً أو تغييراً فقط بل هو عودة للحياة الطبيعية والتي يعيشها المليارات من البشر حول العالم ، فبعض القرارات التي صدرت مؤخراً وغيرها من القرارات القادمة هي في حقيقتها ليست فقط إصلاحية أو تصحيحية بل هي عودة للحياة الطبيعية إذ إن بعض جوانب حياتنا في الماضي لم يكن طبيعياً .

منذ أكثر من 35 عاماً ظهر في مجتمعنا حياة جديدة لها طابع خاص وإطار محدد ورؤية معينة ونظراً لطول الفترة الزمنية والتي استمرت فيها تلك الحياة لعقود من الزمن فقد اعتقدت تلك الأجيال التي نشأت بأن تلك الحياة هي الحياة الطبيعية ،إذ نشأ عليها أجيال وأجيال وترعرع في أحضانها الملايين من أبناء وبنات الوطن الذين لم يجدوا بديلاً آخر سوى المضي في تلك الحياة التي كانت موجودة أمامهم فعملوا على التأقلم معها والتعايش مع تلك الأوضاع ومجاراة الواقع .

في إطار مشاركته في إحدى الجلسات النقاشية على هامش ( مبادرة مستقبل الاستثمار ) قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد :» إننا لم نكن بهذا الشكل في السابق ، نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه ، إلى الإسلام المنفتح على جميع الأديان والتقاليد والشعوب « ، لقد أكد بأن « 70% من الشعب السعودي تحت سن الـ 30 عاماً ، وبصراحة لن نضيع 30 عاماً من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة ، سوف ندمرهم اليوم ، لأننا نريد أن نعيش حياة طبيعية تترجم مبادىء ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة ، ونتعايش مع العالم ونساهم في تنمية وطننا والعالم « .

هذه هي الحياة الطبيعية والتي يتمناها الجميع ،هي حياة وسطية طيبة سمحة قائمة على إسلامنا المنفتح على الآخر وليس على الإسلام الذي تم تشويهه ليدعو إلى التطرف والإرهاب والانغلاق والتكفير والتفجير، هي حياة طبيعية مرتبطة بديننا كما هي مرتبطة بعاداتنا وتقاليدنا تدعو للتعايش كما تدعو للتنمية والتطوير وتحفز الأجيال ليحلموا ويعيشوا في عالم المستقبل الطموح المبني على التقنية والاختراع والابتكار والعالمية .

هذه الحياة الطبيعية والتي يتمناها الجميع فإن سُمح للمرأة بقيادة السيارة أو سُمح لها بدخول الملاعب أو سُمح لها بممارسة الرياضة في المدارس أو سُمح بفتح دور السينما أو غيرها من القرارات التي تمس الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والصادرة في إطار ديننا وعاداتنا وتقاليدنا ،فكل ذلك لا يُعد تحولاً بقدر ما يُعد عودة للحياة الطبيعية والموجودة في معظم دول العالم .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store