في كل يوم تُؤكِّد إيران للعالم أجمع ولجيرانها في المنطقة بأنها محور الشر، والقلب النابض لكل ما يسهم في إحداث الفتن والقلاقل والاضطرابات، وأنها لن تتوقف عن ألاعيبها ومناوراتها ودعمها للميليشيات المختلفة في العديد من الدول من أجل بسط سيطرتها وتنفيذ أجندتها داخل تلك الدول لتحقيق أهدافها الخبيثة.
التمدد الإيراني هو أشبه بتمدد وانتشار السرطان الخبيث في الجسم، والذي لا يمكن معالجته بالأدوية أو المضادات المختلفة، بل لابد من بتره من جذوره، فالمناطق المختلفة، التي تغلغل فيها السرطان الإيراني في العديد من الدول بالمنطقة تحوَّل إلى خطرٍ كبير على استقرار تلك الدول، وهذا الأمر لا يحتاج إلى برهان أو أدلة، فميليشيات حزب الله في لبنان وميليشيات الحوثيين في اليمن والقوات الموالية لذلك السرطان الإيراني في سوريا والعراق، والجيوب الموالية في البحرين، والشراكة مع قطر، جميعها أمثلة واضحة على خطورة هذا السرطان الخبيث.
إيران دعمت الحوثيين الإرهابيين في اليمن بمختلف أنواع الأسلحة للسيطرة على العاصمة صنعاء، كما عملت على تزويدهم بالأموال، وخصصت لهم فرق من الحرس الثوري لتدريبهم على القتال واستخدام الأسلحة، فيما أكد مسؤولون يمنيون أن هذا الدعم يتم منذ أكثر من 12 عامًا، وتحديدًا في عام 2004 عندما قاتل الحوثيون الحكومة المركزية آنذاك في معقلهم الشمالي بصعدة، فيما أكد الإيرانيون أنفسهم أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري لديه عسكريون في اليمن يقومون بتدريب مقاتلي الميليشيات الحوثية.
مؤخرًا كان هناك استهداف فاشل بصاروخ باليستي إيراني من قِبَل الميليشيات الحوثية في اليمن للعاصمة الرياض، وقد تم إسقاط الصاروخ من خلال وسائل الدفاع الجوي شمال شرق الرياض، ويأتي هذا الأمر بعد قيام تلك الميليشيات بإطلاق عدد من الصواريخ الباليستية قبل عدة أشهر من محافظة صعدة باتجاه منطقة مكة المكرمة، وقد فشلت أيضًا في تحقيق أهدافها، إذ تمكَّنت وسائل الدفاع الجوي من اعتراض تلك الصواريخ وتدميرها، ومن الواضح أن تلك الميليشيات لم يكن لها أن تصمد أو تكون بهذه القوة أو تملك مثل هذه الأسلحة لولا وجود هذا الدعم والمساندة والتأييد من قِبَل هذا السرطان الإيراني الخبيث.
إيران تواصل عربدتها في المنطقة، وتعمل على شن حرب بالوكالة على السعودية، وذلك من خلال ميليشياتها الحوثية، وقد اعتبرت العديد من دول العالم أن مثل هذه الصواريخ الإيرانية بمثابة عدوان عسكري مباشر من النظام الإيراني، ومن أصحاب العمائم، والذين يجب التصدي لهم بكل حزمٍ وشدة، ومنعهم من الاقتراب من أطهر بقاع الأرض، أو المساس بشبرٍ من أرض الوطن.