ملابس رثة، أجساد أنهكها المرض، وجوه شاحبة، وابتسامات أذبلتها قسوة الحياة.. يتألمون بصمت ويتحدثون بألم ويعانون فرادى، حتى لو عاشوا بين مئات العابرين.
إنهم أولئك المنفيون داخل المجتمع، والمنبوذون حتى بين ذويهم، والمشردون رغم آلاف الأبنية والمساكن، فاتخذوا من الأرصفة مسكنًا، ومن ظلال الجسور ملاجئ في الصيف.. منهم من يعاني من اعتلال نفسي، ومنهم من استدرجته المخدرات للضياع، وهناك من اقتادتهم الأقدار للتشرد.
وبين هؤلاء وأولئك تبقى مسؤولية المجتمع هي السؤال الصعب؛ فهل هم ضحايا أهملتهم المؤسسات والخدمات، وتخلى عنهم المجتمع ليتركهم للضياع؟ أم أنهم جناة ومذنبون عليهم أن يدفعوا بقية حياتهم ثمنا لخطأ ارتكبوه؟ وكيف يمكن للمجتمع والمؤسسات أن يتداركوا هؤلاء؟
"المدينة" حاولت الاقتراب من تلك المشكلة وأصحابها، للتعرف عليها وعليهم، ومحاولة طرحها للنقاش بين عدد من المختصين والخبراء، علنا نصل لإجابات شافية عن تلك الأسئلة المطروحة.
المخدرات.. منحدر المهالك
في البداية يقول خالد.ج. 32 سنة: زلت بي الاقدام ودخلت في عالم المخدرات عن طريق أصدقاء السوء وتعرضت للتوقيف والسجن أكثر من مرة وبعد انقضاء المحكومية الأولى خرجت إلى المجتمع فوجدت بأن الجميع من حولي تنكروا لي بدءً من زوجتي التي طلبت الطلاق أثناء وجودي في السجن مرورا بأخوتي وأخواتي الذين اعتبروني عارًا عليهم وتخلوا عني واكتفوا بالفرجة من بعيد وانتهاءً بزملاء العمل والاستراحة حيث نبذوني بعد فصلي من العمل.. وبحثت عن مأوى فلم أجد مكان أفضل من جسر الستين بجدة.
سألنا عن خالد لماذا لم يدخل مستشفى الامل للعلاج فقال: حاولت اكثر من مرة بعد خروجي من السجنة الأولى ولم تفلح محاولاتي ثم حاولت بعد إطلاق سراحي للمرة الثانية وتدخل أحد المحسنين من الأقارب بوساطة تم على إثرها قبولي بالمستشفى لكنني لم أستمر في تلقي العلاج وخرجت حيث أغراني مرة أخرى أصدقاء السوء وباعة السموم وعدت إلى نقطة البداية.
ويقول مهدي غ. ل 41 عاما، موظف سابق في إحدى الوزارات بالرياض: أنا ضحية إدمان المخدرات حيث تعاطيتها بجميع أنواعها وسجنت أكثر من مرة وتنقلت في أكثر من مدينة هربا من الفضيحة التي يرى قرابتي أنني تسببت فيها له، حتى استقر بي المقام تحت جسر الميناء بجدة. قائلا: هربت من الرياض بعد أن كرهني وتخلى عني كل من حولي، وقد حاولت العلاج أكثر من مرة لكن محاولاتي لم تفلح لصعوبة الدخول إلى مستشفيات الأمل والصحة النفسية، على حد قوله.
من العلاج النفسي إلى جسر الستين
أثناء تجولها في عدد من الأحياء والطرقات رصدت "المدينة" ملامح لم تكن غريبة، بدت بمظهر ليس أفضل من سابقه، "ثياب رثة، جسد متهالك، ملامح يعلوها التعب، وبعد التحقق اتضح أنه الشخص الذي نشرت "المدينة" معاناته سابقا بعنوان "كاميرا المدينة تنقل الهائمين من الرصيف لسرير العلاج"، وبسؤاله عن سبب عودته إلى ذات المكان بعد أن تم البدء في إجراءات علاجه وتوفير سكن مؤقت له، أشار إلى أنه رفض البقاء في الفندق وقرر مغادرته بعد يومين من النزول فيه بسبب شعوره بالضيق والعزلة في الأماكن المغلقة. ليؤكد على أنه يفضل البقاء تحت جسر الستين طيلة يومه مما يشعره بالراحة عند مشاهدته للمارة. ولدى سؤاله عن كيفية قضاء يومه أجاب: أقوم بقضاء يومي بالتجول زحفًا تحت الجسر والنوم على أرصفته وتبادل الحديث مع المارة. وعن طعامه قال أن الماء يكفي لسد الجوع في حال تأخر الطعام الذي يأتي به فاعلو الخير، ووجبة واحدة قد تكون كافية لكبح جماح الجوع عدة أيام، ولدى سؤاله عن صحته أجاب بأن الطبيب في آخر مراجعة له قبل 6 أشهر أخبره أنه سيتمكن من المشي قريبًا وذلك بعد معاناته من "الروماتيزم" التي دامت عدة سنوات.
الحاجة وضيق الحال
أكملت "المدينة" جولتها لترصد عدستها ضيفًا جديدًا على المكان، اتخذ من إحدى أعمدة جسر الستين سريرًا له، بينما لم يفارق فِراش قِلة الحيلة "الكرتون" مضجعه. وبملامح يملأها الخوف والحذر استقبل النزيل الجديد "المدينة" بتوتر مبديًا استعداده للهرب، وبعد تهدئته وطمأنته بدأ في سرد سلسلة من التجارب التي قادته إلى هذا المكان، وبالرغم من تردي ظروفه إلا أن بسمة الأمل لم تفارق محياه، ليختتم حديثه قائلا: "الحمد لله لقيت وظيفة وراح اشتري بيت وأسكن وأعزمكم على زواجي".
وأثناء الحديث معه عن بعض مراحل حياته أوضح (ع.ج) بأنه أعزب يبلغ من العمر 42 عامًا، وظروفه الأسرية حتمت عليه تحمل المسؤولية والتنقل من أجل الحصول على مصدر دخل يساعده في توفير جزء بسيط من متطلبات الحياة الكريمة لوالدته وإخوانه. وأشار في حديثه إلى أنه عمل في العديد من البسطات جنوب المملكة، إلا أن العمل في تلك البسطات لم يكن يسير بالشكل المطلوب. فالدخل لم يكن كافيًا لتغطية مصاريف أم و5 أخوة. ليقرر بعد ذلك الانتقال إلى مدينة جدة بحثًا عن أي وظيفة. قائلًا: "بعد وصولي إلى جدة لم يكن لدي مكان أقصده، حيث أني أنفقت ما لدي من بضع مئات في سبيل الوصول إلى بر النجاة كما كنت آمل، وعند وصولي إلى مواقف النقل الجماعي انتهى بي المطاف مفترشًا جسر الستين، حيث بدأت أحلامي تتلاشى أمام ناظري بعد أن باءت جميع محاولاتي في امتلاك بسطة بالفشل، وبعد عدة محاولات استمرت لأكثر من 18 يومًا تمكنت من الحصول على وظيفة حارس أمن، وسأباشر عملي خلال أيام". وبسؤاله عن أول ما سيقوم بعمله بعد استلامه لأول مرتب قال: "سأقوم بإرسال جزء منه إلى أسرتي بينما سأحاول تدبير أموري بالمتبقي، وإلى أن يحين موعد استلام أول راتب لي ليس بيدي حيلة لاستبدال هذا المكان بمكان أفضل".
أخصائي نفسي: 4 أسباب وراء انتشار ظاهرة الهائمين
حدّد الدكتور جمال الطويرقي استشاري الطب النفسي 4 أسباب لانتشار ظاهرة المرضى النفسيين والمدمنين الهائمين في الطرقات، موضحا في مقدمتها قصور الخدمات الصحية وصعوبة الحصول عليها، إما لسبب نقص الأسرّة وعدم توفر الخدمة الطبية اللازمة لأولئك المرضى، فعدد المرضى زاد، بينما الخدمات قلّت، ولو كانت متوفرة الخدمات لما وجدتهم في الشوارع والطرقات، لافتا إلى وجود بعض المناطق ذات خدمات طبية محدودة مثل القنفذة والمدينة المنورة.
وأضاف: من الأسباب أيضا ضعف الوعي الصحي النفسي وأيضا ثقافة المجتمع حيث يوجد عُرف قاتل متداول، وهو أن وجود مريض نفسي في العائلة يعتبر فضيحة، وبالتالي يتم تجنب الإفصاح عن ذلك ويخفيه عن المجتمع، وذلك بإبقائه في المنزل، الأمر الذي يؤدي إلى خروج ذلك المريض وهروبه إلى الشارع أو أماكن يجد فيها راحته وتوفر مأكله ومشربه.
أما السبب الأخير برأي د.الطويرقي فيعود إلى عدم التزام أهل المريض المتابعة، فأحيانا يكون بعض أولئك المرضى تلقى الرعاية الصحية في المستشفيات أو العيادات النفسية، ولا يتطلب البقاء فيه، إنما فقط المتابعة، فلا يكون هناك تعاون من قبل الأسرة، وبالتالي تنتكس حالة ذلك المريض النفسية، الأمر الذي يدفع أهله للملل والتضايق من عودة الحالة النفسية لقريبهم وبالتالي هروبه إلى الشارع.
وتطرق الدكتور جمال وهو من مؤسسي الجمعية السعودية للطب النفسي – إلى الحلول المثلى للقضاء أو تخفيف تلك الظاهرة، حيث حصرها في 4 حلول، هي توفير الخدمات الصحية للمرضى وسهولة الحصول عليها، ورفع الوعي المجتمعي، وكذلك توعية المجتمع بكيفية التعامل مع المرض والمرضى النفسيين، وأخيرا إلزام المريض وأهله بالانتظام في المتابعة الصحية.
توقف "خط البلد" ألقاه على الرصيف
اكتفى عبدالله قبل أن تخيم عليه لحظة صمت بالقول "الأمور كانت تمام لما كان خط البلد يلقى زباين كثيرة، لكن بكرة تزين". موضحًا في حديثه لـ"المدينة" أنه متزوج ولديه 3 أبناء ومن مواليد مدينة جدة، يبلغ من العمر 46 عامًا. حيث أشار إلى أنه عمل في وقت سابق بإحدى القطاعات العسكرية، إلا أنه كان كثيرًا ما يتغيب عن عمله إلى أن قرر ترك الوظيفة. قائلًا: قمت باصطحاب أسرتي إلى القرية التي كنت أقطنها بعد أن تركت مدينة جدة، إلا أن الظروف لم تكن أفضل بكثير، الأمر الذي أجبرني على العودة إلى مدينة جدة قبل 6 سنوات لأعمل سائق باص في خط البلد، حيث قمت باستئجار إحدى تلك الباصات بتكلفة 150 ريال في اليوم. وبالرغم من أن الدخل لم يكن ثابتًا إلا أني كنت متمكنًا من تغطية جزء كبير من المصاريف.
وبسؤاله عن سبب وجوده في هذا المكان أجاب: بعد سنين شاقة في هذا العمل بدأ الإقبال يتراجع على "خط البلد" فلم أعد قادرًا على تغطية مبلغ استئجاره، وفي الوقت الذي كنت أتطلع فيه إلى أنها ستكون مجرد فترة عابرة وسيعود العمل إلى نشاطه فوجئت بأن الزمن قد سبقني وتركني وحيدًا عاجزًا عن الحصول على مصدر للرزق، حيث أشار إلى أن تراجع الإقبال على باصات "خط البلد" إضافة إلى إصابته بالجلطة تسببت في إقعاده وخروجه من السكن الذي لم يتمكن من دفع إيجاره 500 ريال. موضحًا أنه انتقل إلى عدة أماكن، حيث انتقل من منطقة باب مكة والتي قضى بها 4 أشهر كان يتوسد أرصفتها لينتهي به المطاف مستلقيًا تحت جسر الستين في أسبوعه الثالث. ولدى سؤاله عن كيفية حصوله على الطعام أجاب: هنالك عدد من فاعلي الخير الذين يقومون بإحضار الطعام والشراب إلي بعد أن عجزت عن العمل والحركة.
"الصحة النفسية": 98% من الهائمين مرضى
ومن جانبه أشار استشاري الطب النفسي ومدير إدارة الصحة النفسية والاجتماعية بصحة جدة الدكتور سهيل عبدالحميد خان أن تلك الظاهرة منتشرة على نطاق واسع حيث نشاهد العديد منهم من فاقدي المأوى في أكثر الدول تقدمًا في خدمات الطب النفسي والمجتمعي، مشيرًا إلى أن غالبية تلك الفئة الموجودة حول العالم هم من مدمني المخدرات ممن فقدوا وظائفهم أو طردوا من منازلهم. ومنهم أصحاب الأمراض النفسية الذهانية المزمنة كمرضى الفصام، هذا فيما يخص دول العالم الأخرى.
أما بالنسبة للمملكة فقال: من واقع تعاملي مع مثل تلك الحالات فإن معظمها يشكل نسبة 98% هم من مرضى الفصام، أي بأن لديهم اضطرابات عقلية ذهانية مزمنة صاحبها فقدان شديد للقدرات الشخصية والوظيفية والاجتماعية، وافتقار المصاب لأدنى مؤشرات الحياة الطبيعية، كأن يكون له مأوى ونمط حياة طبيعي مما جعلهم فاقدي الأهلية وممن ينطبق عليهم أنهم ممن رفع عنهم القلم للأسف الشديد. مشيرًا إلى أن الإشكالية لدى أولئك المرضى تكمن في أن المسؤولية تجاههم متشعبة وليست مسؤولية مقصورة على الصحة أو التنمية الاجتماعية أو غيرها من الجهات.
موضحًا أنه في حال احتواء أولئك المرضى في مستشفيات الصحة النفسية فإن هناك معضلة في عدد الأسرة الشاغرة بتلك المستشفيات، مضيفا أن علاج بعض تلك الحالات ذا تكلفة عالية، الأمر الذي يحتم إيجاد دور ومؤسسات تحوي أطباء وصيادلة ومعالجين وممرضين وأخصائيين وممن يقومون بالتأهيل لرعاية تلك الفئة من ذوي الإقامة الطويلة، موضحًا أن تلك التخصصات تعاني من شح الإقبال عليها. مشيرًا إلى أنه يستحسن أن تقوم الجهات المسؤولة باستحداث وظائف أكبر بتلك المسميات وتحفيز الطلبة للتخصص في تلك المجالات وذلك للحاجة الكبيرة لهم لسد العجز الموجود في وزارة الصحة أو التنمية الاجتماعية أو الجهات المعنية الأخرى.
25 سريرا بمركز رعاية الهائمين بأجواد جدة
يقول فؤاد القرني مدير مركز "أجواد للرعاية المجتمعية" أنه تم إنشاء مركز أجواد بجدة وذلك بإشراف اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية وبمباركة كريمة من صاحب السمو الملكي محافظ محافظة جدة الذي قام بافتتاحه مع مطلع عام 1436هـ ليتولى رعاية وتأهيل المرضى النفسيين الهائمين والمشردين بطاقة استيعابية تقدر بـ25 سرير.
وعن آلية الوصول إلى تلك الحالات المرضية لعلاجها وتقديم الرعاية لها أوضح القرني أنه يتم رصد الحالات عن طريق الجولات الميدانية للبحث، وكذلك عن طريق استقبال البلاغات من الأهالي. كما يتم استقطاب ونقل المستفيدين من الطرقات والأحياء والحدائق العامة إلى مستشفى الصحة النفسية بجدة لتقديم الرعاية الطبية اللازمة ومن ثم تحويل المستفيد للمركز بموجب نموذج تحويل ليتلقى برنامج الرعاية والتأهيل المناسب.
وعن الخدمات التي يقوم المركز بتقديمها أوضح القرني أن المركز يقدم خدمات رعاية ما بعد العلاج من متابعة مستمرة وكذلك تأهيل المستفيد نفسيا واجتماعيا من خلال تنمية المهارات المفقودة كالتواجد مع المجموعات وحضور حلقات تحفيظ القرآن بالمركز بالتعاون مع جمعية "خيركم" وتنمية مهارات الحوار مع الزملاء والرحلات الترفيهية وكذلك رحلات العمرة، كما يتم تقديم خدمات العناية الشخصية وتدريبهم على الاهتمام بها وتهيئتهم وإعدادهم لتحمل المسؤولية ومساعدتهم في الحصول على عمل ليعولوا أنفسهم ويصبحوا أفرادا صالحين في المجتمع. موضحًا أن عدد المستفيدين من خدمات المركز خلال 3 سنوات 75 مستفيد.
وعن المكان الذي يتوجه إليه النزيل بعد انتهاء فترة رعايته بالمركز أشار القرني إلى أن المركز قام بتوفير برنامج يُعنى بالتواصل مع ذوي الحالة وذلك لإيجاد حل لتلك المشكلة وتثقيف الأسرة في طريقة احتواء ورعاية المريض. كما أن هنالك العديد من الحالات التي تتلقى الرعاية والتأهيل ومن ثم يتم توفير وظيفة له يقوم بالعمل من خلالها على إعالة نفسه ودفع تكاليف سكنه الخاص خارج المركز.
وأوضح القرني أن الحالات المتواجدة في الشوارع مختلطة ما بين مرضى نفسيين ومدمنين، لذا فإنه يتم عرضهم على المستشفى وتشخيصهم وفي حالة وجود مدمنين يتم تحويلهم للجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة.
وبسؤاله هل ما إذا كان هناك مخصص مالي للمركز يتم صرفه من إحدى الجهات المسؤولة أوضح أن المركز يعمل على الدعم الخيري الذي يتلقاه من فاعلي الخير مثل مؤسسة الراجحي الخيرية ومؤسسة المشعل الخيرية ومؤسسة محمد بن عبدالله بن سعيدان وأولاده الخيرية.
"مجمع الأمل": 1958 مريضًا منومًا بـ"انتكاسة المدمن"
كشف رئيس أقسام الإدمان بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض "فيصل الزكري" لـ"المدينة" أن عدد المرضى المنومين بانتكاسة المدمن خلال العام الماضي بلغ 1958، الغالبية منهم أعمارهم بين 20-40 سنة، وقال: "إن نسبة حدوث الانتكاسة عالميًّا 60%، وتنخفض بشكل كبير إذا استمر المريض في برنامج علاجي تأهيلي".
وأشار إلى أن هناك أسبابًا عدة للانتكاسة، منها ما يتعلق بالمريض كوجود مرض نفسي أو عضوي يدفعه لاستخدام المخدرات أو عدم قدرته على السيطرة على مؤثرات العودة للمخدرات كالاشتياق، ومن الأسباب العوامل الأسرية، فوجود مشكلات داخل الأسرة تجعل المريض يهرب منها باستخدام المخدرات، وكذلك وجود ضائقة مالية للمريض، ومن الأسباب أيضًا البيئة التي يعيش فيها المريض، خاصة إذا كان انتشار المخدرات سائدًا فيها.
وقال: "إنه لا توجد صعوبات في علاج المريض المنتكس؛ كونه استفاد من البرامج العلاجية سابقًا، وعرف أهميتها في المساعدة للتوقف عن التعاطي، لكن بعض المرضى يجدون حرجًا في العودة للطبيب بعد انتكاسته؛ بسبب الخجل والشعور بعدم الالتزام بما أوصى به أثناء فترة علاجه".
من جانبه قال مدير إدارة البرامج العلاجية والتأهيلية باللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات "علي الشيباني": "إن الانتكاسة تعني العودة إلى استخدام المادة الإدمانية بعد التعافي؛ بحيث يكون هذا الاستخدام بشكل منظم، أما إذا كانت العودة لمدة محدودة وكان الاستخدام لمرة واحدة أو عدد محدود من المرات فهو في هذه الحالة يعرف بالانزلاق أو الانتكاسة، كما أن الانتكاسة في المرض الإدماني هو الرجوع إلى مواقف وأفكار ومشاعر وانفعالات وسلوكيات تؤدي إلى الإدمان النشط ليس كل مدمن متعافيًا ينتكس".
من جانبه أكد أستاذ مكافحة الجريمة بجامعة القصيم والمستشار الأمني الدكتور "يوسف الرميح" أن للأسرة دورًا مهمًّا في مساعدة المتعافي من الإدمان والعناية، وتشجيع البدائل وهو قضاء وقت الفراغ وإعطاؤه بدائلَ لقضاء وقت الفراغ، وتشجيعه على بدائل مفيدة، مثل هوايات رحلات، وأن تبعد عنه أصدقاء السوء، والانتباه للمصروف، وأن دور المجتمع يكمل دور الأسرة، يحاول تغيير بعض الطقوس الاجتماعية ويبتعد عن الحي الذي يعيش فيه، وأن يبتعد عن الجو الذي كان فيه، ويبتعد عن التدخين؛ لأنه أحد أسباب الربط مع المخدرات.
الهائمون.. مرضى ومدمنون نبذهم المجتمع وشردهم نقص الخدمات
تاريخ النشر: 02 ديسمبر 2017 03:27 KSA
A A