البعض -غفر الله لهم- استخدم الدين مطية للسيطرة على الآخرين وسهولة الانقياد، حاولوا أن يغرسوا في الأفراد الشعور بالذنب، وأنهم لابد لهم أن يتوبوا، وهذا أدى إلى عُقََد ومشاكل نفسية جمَّة، وأصبح الشعور بالإثم والتقصير مستحوذاً على حياتهم وملاذا لتفكيرهم، فضَعُف الإنتاج والأداء في العمل، وأصبح البعض يُذكرهم بأن هذا التقصير ناجم من غضب الرب عليكم. لقد ظل هذا الشعور ملازماً وسائداً في فترة من الفترات بين المسيحيين حتى اعتبرها البعض ثقافة المجتمع تسربت عبر الروايات وظل المرء يشعر دوماً بأنه مذنب وبالتالي فهو في حاجة للحصول على شهادة الغفران من الرهبان وهي طريقة ذكية لكنها غير شريفة بهدف السيطرة على الناس باسم الدين. يبدو أن هذا الأمر كان ضمن أهداف بعض من ينتمي للصحوة، فقد لوحظ في بعض أسئلة الناس والفتاوى التي صدرت مثل: صلاتك لا تقبل، صيامك غير صحيح، أو هذه بدع، أو هذه أمور غير مشروعة، استغفر ربك ماذا فعلت.. وهكذا، ويبقى المرء دوماً يركز على العبادة بمفهوم الخوف والعذاب والنار، وفي هذه الزحمة قد تصل الأمور بأن يفقد الثقة بالله، والطرف الآخر المتسبب لا يشعر سوى أنه أفتى بقانون سد الذرائع، ومنها تحريم قيادة المرأة للسيارة، وتحريم الغناء والمعازف، وأن مشاهدة الفضائيات تُفسد الأخلاق، وعدم السماح للفتيات بممارسة الرياضة في المدارس أو الأندية.. وهكذا، يقول أحد الكتاب أن مَن يُتابع بعض الجوامع والمساجد الكبرى تجد الإمام أو الخطيب يتوقف عند كلمات التعذيب والتخويف ويُكرِّرها، وبقية الناس يبكون، ويتكرر المشهد في بعض البرامج الدينية، وانتقل هذا الأمر عبر بعض المعلمين والمعلمات في التعليم العام مما يؤثر سلباً على تربية الأجيال، ويستمر هذا المنهج العجيب متناسين الرب الغفور، الرحمن، الرحيم، فمتى نستطيع التخلص من أفعال ما يُسمَّى بالصحوة، وكيف ننطلق في سماء حب الله ورحمته ونزرع الثقة في الآخرين وقبلها الثقة بالله ونعينهم على التفكير الإيجابي نحو أنفسهم ونحو الآخرين ليكون حراً غير مكبّل بالأغلال التي أوجدها البعض غفر الله لهم.