بيّنتُ في مقالات سابقة أنّ أيدي صهيونية ماسونية بريطانية وراء تأسيس تنظيم دولي أطلقوا عليه مُسّمى «الإخوان المسلمون»، بهدف تقسيم مجتمعاتنا العربية والإسلامية إلى مسلمين؛ وهم الذين ينضمّون إلى هذا التنظيم، وكفّار الذين لا ينتمون إليهم، وإباحة أعراض وأموال ودماء الكفّار، وأوجدوا تنظيمات سرية مسلحة للقيام بعمليات الاغتيالات والتفجيرات، وأوكلوا مهمة تأسيس هذا التنظيم وإدارته إلى يهودي تأسلم هو «حسن السّاعاتي (البنّا) وجعلوا هدف التنظيم إقامة دولة الخلافة الإسلامية»، وذلك بتكفير المجتمعات والحكومات الإسلامية، وإشاعة الفوضى وإثارة الفتن والحروب الأهلية بهدف إسقاط الدول العربية والإسلامية لإقامة دولة الخلافة، وجعلوا المنتمين لهذا التنظيم يعملون على هدم مجتمعاتهم بأنفسهم، ويسهرون الليالي لتخطيط ما سيقومون به من عمليات تخريبية لبلادهم ، هذا ما أقر به أحد المنشقّين عن تنظيم الإخوان في السعودية الأستاذ خالد السبيعي في تسجيل فيديو تمّ تناقله ونشره في مواقع التواصل.
ودولة الخلافة هي الأكذوبة الكبرى للإخوان المسلمين، فلا يوجد في التاريخ الإسلامي دولة تُسمَّى «دولة الخلافة الإسلامية»، وهذا ما سأثبته تاريخيًا، ولا يوجد حديث نبوي صحيح يُشير إلى ذلك، والمرجع الأساسيّ للمنادين بـ»دولة الخلافة» الذي يبشرون به ويُقدّمونه بين أيدي النّاس في خطبهم، ويُغرّرون شبابنا المسلم به، هو هذا الحديث:
«حدثنا سليمان بن داود الطيالسّي، حدّثني داود بن إبراهيم الواسطي، حدّثني حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير، قال: كنا قعودًا في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وكان بشير رجلا يكف حديثه، فجاء أبوثعلبة الخشني، فقال: يا بشير بن سعد، أتحفظ حديث رسول الله في الأمراء؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته، فجلس أبوثعلبة، فقال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ”تكون النبوّة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوّة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبريّة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوّة». ثم سكت. قال حبيب: فلما قام عمر بن عبدالعزيز، وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته، فكتبت إليه بهذا الحديث أذكّره إياه، فقلت له: إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين، يعني عمر، بعد الملك العاض والجبريّة، فأدخل كتابي على عمر بن عبدالعزيز، فسُّر به، وأعجبه». (مسند أحمد: 18031).
وعند بحثنا عن سند هذا الحديث نجد فيه داود بن إبراهيم الواسطي الذي يروي عن حبيب بن سالم حديث الخلافة على منهاج النبوّة والذي وثّقه الطيالسّي هو نفسه داود بن إبراهيم قاضي قزوين، الذي قال عنه الرازي متروك، وكان يكذب، وهو نفسه داود بن إبراهيم العقيلي الواسطي الذي قال عنه الأزدي: كذّاب.
فالحديث الذي أخرجه الإمام أحمد بغضّ النظر عن أنّه حديث آحاد تفرّد به داود بن إبراهيم، فهو حديث موضوع، ففي سنده داود بن إبراهيم الواسطي، وهو متروك وكان يكذب.
ومن حيث المتن، فالرسول صلى الله عليه وسلّم لم يُعيّن خليفة بعده، وفي اجتماع السقيفة، قال أحد الأنصار للمهاجرين، أمير منّا، وأمير منكم، وهذا أكبر دليل على عدم صحة الحديث، لأنّ هؤلاء صحابة رسول الله، ولو كان قال صلى الله عليه وسلّم هذا الحديث، لقال الأنصاري خليفة منّا، وخليفة منكم.
للحديث صلة.