عندما يكون الوقت هو الحياة وتكون قيمته لا تقدر بثمن، بل ويكون كالسيف إن لم تقطعه قطعك فيصبح هذا المثل منهجًا يتم تطبيقه على أرض الواقع، فيشعر الفرد بأنه في سباق دائم مع الزمن، فالأهداف كثيرة والطموحات كبيرة وسقف الآمال بلغ عنان السماء فلابد من استغلال كل دقيقة وثانية ولابد من الاستعانة بكل الخبرات والكفاءات ولابد من الانطلاق من حيث انتهى الآخرون والتأكد من عدم تكرار الأخطاء ومن أداء المهام على أكمل وجه وأحسن صورة.
عام مضى على مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليًا للعهد، وخلال هذا العام برزت صورة المملكة العربية السعودية في الداخل والخارج بشكل جديد ومتطور، وأثبتت حضورها في المحافل الإقليمية والدولية، فالزيارات الخارجية التي قام بها سموه خلال ذلك العام كانت محل إشادة وتقدير من كثير من زعماء العالم وساهمت في تأكيد مكانة المملكة على خارطة العالم، خصوصًا من خلال ما شهدته من توقيع للعديد من الاتفاقيات المهمة في المجال
العسكري والاقتصادي، وكذلك في مجال الطاقة البديلة.
أما على الصعيد المحلي فقد كانت هناك العديد من المبادرات التي قدمها سموه وفي مقدمتها صرف بدل غلاء المعيشة وزيادة مكافأة الطلاب للتخفيف على المواطنين والمواطنات من أعباء المعيشة نتيجة إعادة هيكلة الاقتصاد، ودعمه للجمعيات الخيرية من خلال مشروع (دعم الأمير محمد بن سلمان للجمعيات الخيرية في جميع مناطق المملكة)، الذي بلغ 100 مليون ريال شملت 70 جمعية إضافة إلى توصية سموه بإعادة العلاوات السنوية للمواطنين وتحمل الدولة للقيمة المضافة في التعليم والصحة، وكذلك عند شراء المواطن المسكن الأول وغيرها من القرارات، والتي لايتسع المجال لحصرها.
تلك الإنجازات الضخمة تمت في عام واحد، مما ساهم في وجود رضا من الغالبية العظمة من المواطنين عن أداء سموه، وذلك وفق استطلاع الرأي والذي أجراه مركز (سمت) للدراسات في الرياض، حيث أكد الاستطلاع والذي شارك فيه مواطنون من مختلف مناطق المملكة أن 94,4% راضون عن أداء ولي العهد ويرون في ذلك أثرًا واضحًا من خلال حدوث تحسن بدرجة كبيرة في الأداء العام، كما أن 88% من المشاركين رأوا أن سموه أظهر قدرة كبيرة على قيادة المملكة في مختلف المستويات، فيما رأى 92% أن سمو ولي العهد وكحاكم شاب يشكل فرصة نوعية للسير بالوطن نحو نهج تمكين الشباب في كل المجالات المختلفة.
عام مضى على البيعة المباركة، وقد كان مليئًا بالإنجازات الضخمة والتقدم العلمي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي، كما شمل إعادة هيكلة العديد من القطاعات المختلفة، والتي كانت تحتاج إلى عدة أعوام لكي يتم إنجازها بتلك الصورة.