هذه المحافظة العلا التي تحظى بكل الحب لأرضها وتراثها الثقافي وجبالها ونخلها الجميل، حضر تاريخها وتراثها وحضرت نقوشها الحجرية وكثير من القصص التي نسجت نبض الحياة فيها فكانت الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والتجارب الملهمة والفريدة.. يقول محمد القحطاني في تقرير بديع أعده: «جذبت منطقة الجزيرة العربية الكثير من الرحّالة والمستكشفين من غير العرب على مر السنين، وتجشموا عناء السفر إليها منذ أكثر من 100عام للتعرف عليها ودراسة تراث حضاراتها المتعاقبة على أرضها، ومنها حضارة «محافظة العلا» المعروفة بمعالم تاريخية موغلة في القدم مثل: مدائن صالح التي تعود إلى 300 سنة قبل الميلاد، ووصفها المؤرخون بأنها مرآة حضارات العالم القديم التي ظلت أسرارها مستعصية على الكثير من الباحثين حتى وقتنا الحاضر، ولا غرو أن تجد محافظة العلا بمقوماتها التاريخية العريقة ذلك الاهتمام من القيادة الرشيدة، فقد أذهلت مقوماتها 22 دولة في اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو ليوافقوا على اعتماد إحدى مواقعها القديمة وهو موقع الحِجر (مدائن صالح) ضمن قائمة التراث العالمي، وعُدَّت مدائن صالح في حينها أول موقع سعودي يسجل عالميًا».. انتهى.
نعم وهناك الهيئة الملكية لمحافظة العلا برئاسة الأمير محمد بن سلمان، وتهدف إلى تطوير محافظة العلا على نحو يتناسب مع قيمتها التاريخية وما تشتمل عليه من مواقع أثرية، وتحقيق المصلحة الاقتصادية والثقافية والأهداف التي رسمت لها، وأُنشئت هذه الهيئة للحفاظ على تراث وإرث العلا التي تتميز بمقوماتها الطبيعية والثقافية المتميزة، وبكل تأكيد خطتها طويلة الأمد، ومن الملاحظ أن المحافظة تحقق التحول المستدام وتعزيز مكانتها كإحدى الوجهات الأثرية والثقافية المهمة وتعمل الهيئة على تطوير وتنفيذ مبادرات مختلفة للنهوض في مجال الآثار والسياحة والثقافة والتعليم والفنون والبيئة في المحافظة تماشياً مع أهداف رؤية 2030.
إنها العلا الملحمة التاريخية في كل شي، فقد عادت إلى واجهة الحضارة العالمية بكل ما فيها، لأنها في عمق التاريخ وهي تزدهى بكل تفاصيلها وأولها مواقعها التاريخية ضمن رؤية سمو ولي العهد فانتقلت العلا من المحلية إلى العالمية لتصبح عروس التاريخ وملتقى العالم.