Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أمريكا أكبر المفلسين!

شاهدتُ على إحدى الفضائيات بأم عيني أحد الإخوة المصريين المحسوبين على ما يُسمَّى بالاتجاه التنويري في مصر..

A A
شاهدتُ على إحدى الفضائيات بأم عيني أحد الإخوة المصريين المحسوبين على ما يُسمَّى بالاتجاه التنويري في مصر.. وهو يبتسم فرحًا ويقول: (مصر ستفلس..) كل اللي في الخزنة 15 مليار دولار لا تكفي للإنفاق المصري الحكومي لأكثر من شهرين. رأيته شامتًا في بلده، ويود أنها لو حُرقت عن بكرة أبيها، فهو يعيش خارج البلاد والحريق سيأتي أولًا على (الإخوان) ثم على بقية البلاد. مصر ستفلس في نظره وعليها بضعة مليارات من الدولارات ديونًا عليها تراكمت في عصور الانحطاط الماضية، ومن أهمها عهد مبارك وشلة المفسدين من حوله.
ولو سألنا التنويري المبتهج هذا عن الاقتصاد الأقوى في العالم لقال بملء فيه: (أمريكا). وأمريكا عليها من الديون أكثر من 16 تريليون دولار، أي 16 ألف مليار (16 وعلى يمينها 12 صفرًا). أمريكا هي أشد دول العالم إفلاسًا.. صحيح أن لديها بنية تحتية وفوقية قوية ولها من الموارد والثروات الشيء الكثير. ولكن الصحيح كذلك أنها لو باعت ما فوقها وما تحتها فلن تستطيع سداد الدين الذي يفوق الناتج الإجمالي القومي لها.
صدقوني في كل مرة أشاهد منشأة أمريكية أُحدِّث نفسي بأنها من الناحية النظرية ملك لمقرض أقرض الدولة العظمى عندما اشترى منها سندات خزينة (بالهبل)، وكذلك حال السيارة الفاخرة أو المستشفى الشهير أو حتى مبنى الكونجرس.. كله تحت طائلة تحصيل الديون (من الناحية النظرية).
وليس سرًا يخفى أن الصين هي الدائن الأول للولايات المتحدة تليها اليابان ثم دول الخليج. الفرق أن لا أحد في الولايات المتحدة يشمت في (أوباما) لأنه المسؤول الحالي عن الأزمة القديمة، فالدين عبء على البلاد كلها، بل على كل فرد في حاضره ومستقبله. وكلا الحزبين يتحاوران للخروج من الأزمة. وما أشدها من أزمة!
فرق بين أن تكون معارضًا شريفًا من أجل بلادك، أي تعارض لتصلح، وضمن حدود اللياقة والاحترام، وبين أن تمثل دور الصعلوك الذي يكذب ويكذب من أجل أهداف غير شريفة. الفعل الأخير يؤكد أن البلد هي آخر الأولويات، وأن المهم الوصول للكرسي، حتى لو اضطر صاحبه إلى قتل مرسي.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store