تشهد الساحة الإسلامية حاليا حالة من الجدل مع اقتراب موسم الحج بسبب تصاعد انتشار فيروس الإيبولا، وبينما طالب البعض بتأجيل الفريضة هذا العام انطلاقا من قوله تعالى «ولاتلقوا بأيديكم الى التهلكة»، رأى البعض الآخر أن القرار ينبغي أن يكون للجهات المنظمة، وقال طرف ثالث بأهمية ان يكون التأجيل بفتوى شرعية وبقرار من الاطباء، وفي ضوء ذلك حاولت «الرسالة» استطلاع آراء بعض العلماء للاستئناس بآرائهم في سياق مداخلاتهم في السطور التالية.
بداية يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية: يمكن الفتوى بتأجيل الحج والعمرة إذا وصل الأمر في العدوى بأي فيروس مثل الإيبولا أو غيره إلى مرتبة اليقين، لا سيما أن الحج يأتي إليه أناس كثيرون من كل أنحاء الأرض، وهو ما يجعل انتشار المرض قائما بنسبة كبيرة، ولذلك يمكن منع رحلات الحج والعمرة لحين انتهاء هذه الحالة حتى لا نلقي بآلاف الناس في التهلكة، مصداقا لقول الله تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»،
ولو اتخذت السلطات الصحية في بلد المسجد الحرام قرارا بتخفيف عدد الحجاج علينا الإلتزام ومساعدة أوطاننا في التنفيذ حماية لنا وصيانة للتشريعات التى تحث على عدم التشدد أو الإفراط الذي يصل بنا إلى التطرف الشديد في الفكر والرأى.
من جهة اخرى أكد الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الأمر في تأجيل الحج والعمرة بسبب فيروس إيبولا يحكمه قاعدتان وهما لا ضرر ولا ضرار وقاعدة المشقة تجلب التيسير، فلا يجوز للإنسان أن يوقع ضررا على نفسه أو على غيره، ويجوز أن يترك الحج مؤقتا، أو العمرة إذا اقتضت الحالة الطبية ذلك، فإذا أكد الأطباء ضرورة منع التجمعات نهائيا يجب ذلك الا إذا اتخذت إجراءات وقائية من الجهات الطبية كلبس الكمامات أو التحصين ضد المرض أو غير ذلك.
أما الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهرفيقول: إن المسألة تحتاج لفتوى جماعية وليس فردية لأننا في تلك الحالة سنفاجأ بالفتوى وعكسها
وأضاف من الجائز شرعا أن تقوم السلطات الحكومية في دول العالم الإسلامي بوضع محاذير لسفر الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس مثل الأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي.
من جهته يقول الدكتور محمود مهنى عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: إن الفيروس لم يصل لمرحلة الوباء حتى هذه اللحظة بشهادة منظمة الصحة العالمية ولهذا يجوز الإكتفاء بوضع محاذير خاصة تمنع سفر الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس أما إذا زادت حدة المرض فهنا نطبق حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه :»إذا نزل طاعون في بلد وأنتم خارجون منها فلا تدخلوها ومن كان فيها فلا يخرج منها» ويظهر بجلاء من هذا الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حدد مبادىء الحجر الصحي كأوضح ما يكون، ولهذا فإنه لا حرج شرعا في اتخاذ أي اجراءات للحفاظ على أرواح الحجيج حتى إذا وصل الأمر لتأجيل الحج في حال استمرار الفيروس واستفحاله بدرجة يصعب السيطرة عليها والطب هنا هو الذي يحدد خطورة الفيروس والفئات التي يجب الحذر من سفرها سواء للحج أو للعمرة والله تعالى يقول في كتابه العزيز: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» و أهل الذكر هم أهل الإختصاص في العلم.
أما الدكتور حامد أبو طالب العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بالأزهر وعضو هيئة كبار العلماء فيختلف مع الأراء السابقة، ويقول: رغم مرور أحداث جسام على الأمة الإسلامية لم يتم منع الحج أبدا ولكن من الممكن تقليل عدد الحجاج ومنع الأشخاص الذين لديهم احتمالات كبيرة للإصابة بالمرض من الحج هذا العام، والقاعدة الفقهية تقول أن الحج واجب على من استطاع وفي حالة وجود احتمال بتعرض الحاج لمرض فتاك مثل الإيبولا تسقط الاستطاعة وبالتالي يجوز للمسلم تأجيل حجه وكذلك يجوزللدولة ممثلة في الحكومة أن تضع ضوابط وتمنع الأكثر عرضة بالإصابة من الحج .
علماء: تأجيل الحج بسبب "الإيبولا" مشروط بفتوى جماعية
تاريخ النشر: 12 سبتمبر 2014 04:42 KSA
تشهد الساحة الإسلامية حاليا حالة من الجدل مع اقتراب موسم الحج بسبب تصاعد انتشار فيروس الإيبولا، وبينما طالب البعض بتأجيل الفريضة هذا العام انطلاقا من قوله تعالى «ولاتلقوا بأيديكم الى التهلكة»، رأى
A A