استعداد للجميع

كل منا يعيش هذه المرحلة على طريقته الخاصة وهي مرحلة الاستعداد فالبعض منّا يعد العدة للاحتفال بالعيد فيقضي جل وقته في الأسواق من أجل شراء مستلزمات العيد والبعض الآخر يستعد ويحضر نفسه للعودة إلى عمله بعد إجازة طويلة. على الصعيد الرياضي يبدو أن منتخبنا الوطني يعيش فترة الاستعداد الأصعب فلم يكد لاعبوه يتنفسون الصعداء بعد موسم ماراثوني طويل حتى عادوا إلى دوامة المعسكرات والتحضيرات من أجل الدخول في معركة التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل. ويبدو أن الجهاز الفني للمنتخب فطن إلى هذه النقطة جيدًا فكثّف المحاضرات والتوجيهات الفنية على حساب التمارين والمباريات الودية فالمرحلة لا تحتاج إلى مزيد من الجهد ولا تحتمل الإرهاق فاللاعبون قد وصلوا إلى مرحلة التشبع الكروي بكل معنى الكلمة. مواجهة المنتخب العماني في رابع أيام عيد الفطر المبارك لن تكون للنزهة أو مجرد احتفالية بالعيد لكنها سترسم معالم المرحلة القادمة بالنسبة للأخضر الذي يجب أن يكون حاضرًا على الوجه الأمثل في هذه المباراة المصيرية. فترة استعداد مختلفة تقضيها الأندية السعودية استعدادًا لزين جديد بشكل جديد وثوب مختلف ويبدو أن الإمارات تأخذ حيزًا كبيرًا من متابعة الشارع الرياضي السعودي هذه الأيام بحكم تواجد الثلاثي الكبير الأهلي والشباب والنصر. وبنظرة سريعة على هذه الأندية الثلاثة في الدورات الودية التي تشارك فيها نجد أن الشباب يسير بخطى ثابتة وواثقة بقيادة البلجيكي برودوم وأجانبه المميزين ولكن الشباب لا يمكن التنبؤ بمساره فهو الفريق المتذبذب المستوى بشكل كبير في كل موسم. وعلى صعيد النصر المشارك في دورة بني ياس الإماراتية نجد غيابًا واضحًا للمحترفين الأجانب والدليل أن الأهداف تأتي بأقدام لاعبين سعوديين مع تألق واضح للموهبة النصراوية القادمة أحمد الجيزاني. أخيراً يأتي الأهلي غامضًا كالعادة فلا يمكنك أن تتوقع منه أي شيء ولكن من خلال متابعتي البسيطة لمشاركته في دورة الجزيرة الودية أستطيع أن أقول أن التشيكي جاروليم لم يكشف كل أوراقه كما أن البرازيلي كماتشو رد بقوة على كل المشككين في نجاح الصفقة بحضوره المميز وسط الميدان أما الكولومبي خايرو فأعتقد أنه امتداد لمسلسل صفقات الأهلي الخاسرة رغم أن الحكم عليه مازال مبكرًا وفي النهاية أعود وأقول بأن هذه المرحلة هي مرحلة استعداد للجميع.