زوجوه شغالة

زوجوه شغالة

في الوقت الذي نبحث فيه عن تغيير نظرة المجتمع السلبية نحو ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي الوقت الذي نطالب فيه بحقوقهم، والقضاء على العقبات التي تواجههم، نجد أنفسنا أمام مشكلة كبيرة لم نستطع حلّها حتى الآن، وهي أننا مازلنا لا نعترف بهذا المعاق كبشر له حقه في الحياة. نعم هذه هي الحقيقة التي لا يمكننا تجاهلها، والشواهد والأدلة على ذلك كثيرة جدًّا ولا حصر لها، لكنني سأتطرق اليوم في جانب مُهم من جوانب حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو الجانب الاجتماعي، الذي يمنحهم حقّهم في الزواج، وتكوين أسرة خاصة بهم، شأنهم شأن أي إنسان طبيعي على هذه المعمورة. وهنا تأتي المشكلة عندما يجد المجتمع صعوبة كبيرة في تقبل فكرة زواج المعاق، وكأنه مخلوق من جنس آخر، فتبدأ الاعتراضات، وتكثر التساؤلات، فيأتي مَن يرمي بكل مفاهيم الزواج والأسرة عرض الحائط، ويحصرها في مفهوم ضيق يتمثل في المعاشرة الزوجية، ناسيًا الهدف الأساسي الذي شرع الله سبحانه وتعالى من أجله الزواج، وبيّنه في قوله (وخلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة). لقد عظم على هؤلاء أن ينال هذا المعاق حقه الذي منحه الله إيّاه، فلم يستطيعوا بعقولهم المتحجّرة، وإدراكهم المحدود أن يفهموا أن هذا المعاق هو جسد وروح، له مشاعر وأحاسيس، وحكموا عليه بالإعدام، ودفنوه وهو حي يرزق. أُدرك تمامًا أننا لن نستطيع تغيير فكر وثقافة المجتمع بأكمله ما بين عشية وضحاها، فالحقيقة تقول: إن المعاق الراغب في الزواج لن يجد طريقه مفروشًا بالورود، فالأمر في غاية الصعوبة أن يجد المرأة المثالية التي تلائم طموحاته وتطلعاته، لكنه في الوقت نفسه ليس أمرًا مستحيلاً، فرغم إعاقتي الشديدة إلاَّ أنني وُفّقت في الارتباط بزوجة مُتعلّمة ومُثقّفة، ولم تبلغ من الكبر عتيًّا، كما يتصور البعض. وهنا نعود إلى نقطة البداية المتمثلة في صوت الإرادة الذي يملكه هذا المعاق، فإمّا أن يتسلّح بالعزيمة والإصرار حتى يصل إلى هدفه، وإمّا أن يرفع الراية البيضاء، راية اليأس والاستسلام، ويرضخ لصوت المجتمع الذي ينادي زوّجوه شغّالة.

أخبار ذات صلة

من يعوِّض المدرِّسَين؟!
«محار» صباح فارسي
ضبط وسائل التواصل.. ضرورة تفرضها المسؤولية!
ندوة ومؤتمر (عالمية المكانة).. والمسؤولية الوطنية (2)
;
«ابن رشد».. ومعاركه الفلسفية
تأهيل المرأة ضمان لجودة حياتها
الصحة.. والموارد البشرية!!
أضواء على تقرير السكَّان
;
إخفاء الذات والمعرفة
السياحة في المدينة
مدن المستقبل في السعودية
دوافيــــــر
;
المملكة.. تحصد ثمار اهتمامها بحماية البيئة
اسم الشريك (الأدبي)..!
ألمانيا الشرقيَّة جارة إسرائيل الغربيَّة..!!
ما بني على باطل فهو باطل!