التراث العمراني السعودي من الاندثار إلى الازدهار
تاريخ النشر: 20 نوفمبر 2011 01:20 KSA
يوماً بعد يوم تتوالى النجاحات النوعية للهيئة العامة للسياحة والآثار ؛ فعلى الرغم من أنها تقوم بدور مزدوج استناداً إلى مسماها الذي يتضمن السياحة والآثار ، وكلاهما مفهومان جديدان ـ نسبياً ـ في التعاطي المحلي إلا أن حضورها القوي في كلا المجالين جعلها تتبوأ مكانة مرموقة ضمن روزنامة المُنظمات العاملة لإعادة البهجة المكسورة داخل الذات بفعل الإسقاطات السلبية المتوارثة ، وغير المبنية على فهم سليم للمقصد من جعلها مقصداً للسياحة بمدلولها الشامل ، بدلاً من الإقصاء المُتعمد الذي مُورس تجاهها في حقبة مضت ؛ ولعل أبرز ما يؤكد ما ذهبتُ إليه نجاحها في تنظيم إقامة الملتقى الأول للتراث العمراني الوطني الذي عُقد في مدينة جدة خلال الفترة من 18 ـ 20 / 12 / 1432 ، تحت رعاية كريمة من الأمير خالد الفيصل الذي لا يوجد فعالية تلامس الفكر وتتقاطع مع الإبداع إلا وهو داعمها الأول .
فبدعوة كريمة من الهيئة العامة للسياحة والآثار تشرفت بحضور فعاليات المُلتقى بدءاً من حفل التدشين الذي تم بحضور رمزي السياحة والآثار خالد الفيصل وسلطان بن سلمان ، مروراً بالجلسات العلمية والفعاليات المُصاحبة وانتهاءً بالجلسة الختامية ؛ فالمُلفت إضافة لأصالة فكرة المُلتقى هو التنوع الموضوعي والمكاني لفعالياته ، بحيث تصل الرسالة التي يحملها الملتقى لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع ، بعد أن كانت الكثير من اللقاءات نُخبوية التوجه ، وتلخصت محاور المُلتقى في :
· التراث العمراني في المملكة بشكل عام ، وفي منطقة مكة المكرمة بشكل خاص .
· الاستثمار في المحافظة على التراث العمراني وتنميته .
· التعليم والتدريب في مجال التراث العمراني والتجارب التصميمية المعاصرة التي تُوظف التراث .
· دور الجهات الحكومية والخاصة في تدريب المُختصين والمُجتمع المحلي في مجال إعادة تأهيل وترميم المباني التراثية .
· التوعية والمشاركة المُجتمعية .
· التمويل .
· التقنية والكوارث الطبيعية وأثرها على التراث العمراني .
وتنوعت الفعاليات التي قامت على تحقيق هذه المحاور بين خمس جلسات علمية متبوعة بأربع حلقات للنقاش ، بواقع حلقة بعد كل جلسة ، عدا الجلسة الأخيرة التي أتبعت بالجلسة الختامية ، وذلك يومي الثلاثاء والأربعاء ، كما نُفذ حلقتا نقاش قبل حفل الافتتاح عن تناغم العمران الحديث مع التراث العمراني ، والتعليم الجامعي في مجال التراث العمراني ، إضافة إلى توزيع جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني ، وعَقْد سموه لقاءً بطلاب جامعة الملك عبد العزيز تحت عنوان : الشباب والتراث العمراني ، أما الفعاليات المُصاحبة التي استهدفت المُجتمع المحلي ، فقد تم تنفيذها في كل من : منطقة جدة التاريخية ، مُجمع البحر الأحمر التجاري ، والغرفة التجارية الصناعية بجدة ، وركزت على الجانب التطبيقي في فعالياتها ، خاصة ما تم تنفيذه في الغرفة الصناعية .
إن تأطير الاهتمام بالتراث عموماً والعمراني تحديداً يجعلنا نستبشر خيراً بالمُستقبل الذي إن لم يكن مُتكئاً على ماضٍ مجيد ؛ فمصيره مجهول الاتجاه .