طاقات المبدعين

استعرضت معكم في هذه الزاوية الكثير من قصص المميزين والمبدعين من ذوي القدرات الخاصة الذين رفضوا شماعة العجز، وأبوا إلا أن تكون لهم بصمة واضحة ليثبتوا للعالم أجمع أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر وليست إعاقة الجسد. اليوم لن أتحدث عن أولئك المبدعين ولن أروي لكم قصة من قصصهم، لكنني سأتحدث عن مشروع جميل وفكرة مبدعة لفتت الأنظار خلال فترة وجيزة رغم أنها بدأت على صفحات الشبكة العنكبوتية كفكرة صغيرة على الموقع الشهير تويتر لتتحول إلى حملة ضخمة لدعم ذوي القدرات الخاصة. حملة ملتقى طاقات فكرة واعدة تهدف في المقام الأول والأخير إلى تعريف المجتمع بذوي القدرات الخاصة وتصحيح تلك الصورة السلبية عنهم فتعرضهم على حقيقتهم كمبدعين متميزين كل في مجاله فهناك الطبيب والمهندس والإعلامي والمصمم وغيرهم ممن تحدّوا أنفسهم قبل أن يتحدّوا غيرهم ليعلنوها بقوة بأن لحن الإرادة هو أجمل الألحان وأعذبها على الإطلاق. ومما يزيد الإعجاب بهذه الحملة الرائعة ويضفي عليها جمالا ورونقًا أنها قامت على يد شباب مخلصين يتقدمهم شاب طموح من الناشطين في مجال خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة ومعه مجموعة مبدعة من ذوي القدرات الخاصة ليصنعوا إنجازًا فريدًا من نوعه في عالم دنيا الإبداع. كم كنت سعيدًا جدًا عندما علمت أن تلك الحملة تلقت دعمًا سخيًا من قبل أحد أصحاب الأيادي البيضاء من قيادات هذه الدولة حفظها الله مما يعكس روح التلاحم بين القيادة والشعب في هذا الوطن الغالي. سعدت أكثر عندما علمت أن لجنة تيسير بيئة الحرمين لذوي الاحتياجات الخاصة التابعة للغرفة التجارية بجدة قد تبنت هذه الحملة وضمتها تحت مظلتها العريضة إيمانًا منها بضرورة التكامل بين الجهات المعنية بخدمة ذوي الإعاقة، فهنيئًا لنا بتيسير وهنيئًا لنا بطاقات المبدعين.