هلال شبيه الريح

هلال شبيه الريح
إنجاز تاريخي غير مسبوق حققه هلال القرن الـ21، بقيادة الأمير عبدالرحمن بن مساعد أمير الشعر والثقافة، أمير الأدب والرياضة، عندما استطاع أن يحقق لقب الدوري قبل انتهاء المنافسة بثلاث جولات، وهو إنجاز لم يحدث لأي نادٍ سعودي. بطولة غالية.. ولا شك أن الثمن كان غاليًا جدًّا، وبحسب لغة الأرقام نجد أن الزعيم قد أنفق ما يزيد على ربع مليار ريال في الإعداد لهذا الموسم. فجلب مدربًا عالميًّا، لا يتحدّث إلاّ لغة النقاط الثلاث، ولا يعرف سوى ثقافة الانتصارات التي تعوّد عليها أثناء تدريبه للفرق الأوروبية العالمية، كيف لا وهو مَن كان وصيف الدوري الفرنسي مع مرسيليا، إضافة إلى العديد من الإنجازات التي حققها هذا المدرب. والسؤال المهم: هل كنا سنشاهد إيرك جيريتس مدربًا في الملاعب السعودية لو أنه لم يتلقَ عرضًا خياليًّا بلغة اليورو تصل إلى رقم بجانبه ستة أصفار. من كان يتوقّع أن الفريق المكبّل بالقيود الدفاعية بعد تجربة باكيتا وكوزمين سيتحوّل فجأة إلى فريق هجومي بحت، على الطراز الأوروبي، وسط أداء ساحر، تصحبه لياقة قلّما نشاهدها في الدوري السعودي، ناهيك عن عدد خيالي من الأهداف، إضافة إلى دفاع متميّز يعدُّ الأقوى بين الأندية السعودية هذا الموسم. وبما أننا نتحدّث عن منظومة كاملة، فالمدرب ما هو إلاَّ ضلع من أضلاع هذا الإنجاز الذهبي، حيث يبرز عنصر اللاعبين الأجانب العالميين الذين استقطبهم الهلال، ابتداءً بالسويدي ويلهامسون الذي يستحق منّي شخصيًّا اعتذارًا خاصًّا، بعد تسرّعي في الحكم عليه بالفشل، مرورًا بالساحر البرازيلي نيفيز الذي سجل رقمًا جيدًا على صعيد الأهداف في موسمه الأول، إضافة إلى السد الروماني العالي رادوي، وانتهاءً بصاحب الرؤية -رغم عيونه الضيّقة- الكوري لي يونغ الذي حل مشكلة كبيرة عانى منها الهلال فترة طويلة. وأتحدّث بالتحديد عن مركز الظهير الأيمن. هذه الأسماء الكبيرة كلّفت ملايين الدولارات، لكنها أعطت ثمارها في أرض الملعب، وأثبتت لباقي الأندية بأن المحترفين الأجانب يستحقون مبالغ طائلة بدلاً من جلب أشباه المحترفين على طريقة (أبو بلاش كثّر منه). ضلع ثالث يتجلّى واضحًا في هذا الإنجاز، وهم لاعبو الهلال الذين تعاملوا مع كافة المباريات باحترافية كبيرة، إضافة إلى الروح العالية، وعودة المستويات الغائبة من بعض اللاعبين هدّاف الدوري محمد الشلهوب الذي كان على شفا حفرة من انتهاء مستقبله الكروي، لكنه فاجأ الجميع بمستوياته اللافتة، ولا أنسى صخرة المدافعين أسامة هوساوي الذي يستحق أن يكون أفضل لاعب في الدوري لهذا الموسم. أمّا الضلع الرئيسي لهذا الإنجاز فلا يكفي أن أتحدّث عنه في مقال واحد حتّى لو ألّفت فيه مجلدات وأطروحات، فلن أوفيه حقّه؛ لأن شبيه الريح شخصية استثنائية تتبعثر أمامها حروف أفضل الكتّاب، ويعجز القلم عن وصفها بأحرف ذهبية. ولكن اسمحوا لي أن أقول بأن هلال 49 هو هلال شبيه الريح. Ammarbogis@gmail.com

أخبار ذات صلة

جدة.. الطريق المُنتظر.. مكة!!
إسراف العمالة (المنزليَّة)!
اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
الإنسان النصف!!
;
من طوكيو إلى واشنطن بدون طيار!!
التعليم أهم رسالة.. والمعلم أهم مهنة
كوني قوية فلستِ وحدكِ
شهامة سعودية.. ووفاء يمني
;
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
هل يفي ترامب بوعوده؟
;
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!