وقفة على أطلال العينية وأعتاب باب السلام

وقفة على أطلال العينية وأعتاب باب السلام

* تأثرت كثيرًا بما سطره الابن المثقف الأستاذ محمد الساعد في عموده بصحيفة الحياة (25 يناير) 2012م، وبعنوان: مؤلم ومثير 'من يئد ذاكرة المدن'؟ وكانت العبارة التي توضح كيف نتعامل بغفلة مع ذاكرة المدن وآثارها، شديدة الوقع على النفس حيث يقول صادقًا 'وعلى رغم أن كل أمم الأرض ومن ضمنهم أجدادنا، تعاملوا مع الجبال باعتبارها - مكانًا - يمكن التعامل معها- والتعايش والإبداع فيها- بينما- نحن- وعلى رغم إمكاناتنا المهولة لم نجد غير أن نسويها بالأرض'، ولعلي أتذكر كيف تعاملت الآلات الحديدية القاصمة مع مواقع تاريخية عرفتها وجيل - معي - في طيبة الطيبة، تذكرت 'سويقة' وشارعها المبلط بالحجر- وهو جزء من طريق البلاط الذي كان يسلكه الخلفاء والأمراء منذ العصور الإسلامية الأولى بين الحرم النبوي الشريف ومسجد المصلى في المناخة، لأداء صلاة العيد، وتذكرت 'شارع العينية'- نسبة على الإمام العيني- أحد شراح صحيح الإمام البخاري.* تذكرت حوانيته المزدانة بالعقود المنحوتة الأخرى من أحجار البلدة الطاهرة، تذكرت برحة باب السلام والركب المكي يقف في أدب عند أطرافها ليلقي التحية والسلام على سيد البشر - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه -رضي الله عنهما-، وليتوجه بعد ذلك دون أن يمتطي ظهور الركائب - إلى 'زقاق الطيار'، و'الحلّة'، و'باب الكومة'، حيث يستظل الناس بشجر السدر الذي كان ينتشر في كل موقع من مواقع المدينة ويجد فيه الزائرون وسواهم ملاذًا يقيهم حرارة الشمس وهجير الحياة، وكانت النخلة هي الأخرى سمة من سمات البلدة الطاهرة منذ القدم. ولكن التعلق بالمادة حبس عنها الماء وتركها تلقط أنفاسها على مرأى من جيل عاش دهرًا يأكل من بلحها ورطبها وتمرها، ولابد في الخاتمة أن أشيد بجهود سمو الأمير الإنسان عبدالعزيز بن ماجد على محاولاته الدؤوبة والصادقة للحفاظ على ما تبقى من معالم المدينة وآثارها وجبالها، وهو يدرك بحسه الإنساني الصادق قيمة الأثر ودلالته والمكان وأهميته فجزاه الله خيرًا.

أخبار ذات صلة

قصص.. تاريخنا يُكتب بأيدينا
(هي سكنٌ لكنَّها متحرِّكة جدًّا ومتميِّزة أبدًا)
حقيبة الوزيرة.. مسروقة!!
مياه البحر للاستخدام المنزلي
;
"جابرةُ الخاطر" لها الجنَّة
الزَّواج هياط أم مودَّة ورحمة؟!
قراءة متأنية لرواية "رحلة الدم" لإبراهيم عيسى (2)
لفتة كريمة ودعم للأنشطة التجاريَّة
;
ترشيح «هيتلر» لنيل جائزة نوبل للسلام العالمي!!
الكثير من الخرنوب
حتى لا نفقد أفياء فيفاء!
‏السعودية.. مصدر إشعاع للإنسانية
;
أوقفوا الصيادلة المروِّجين!
حول كاريزما البشر.. وكاريزما الدول
كفاية حرام!!
كيف تحصل على وظيفة؟!