المفكر الإسلامي عمر بن قينة: من الخير لكلّ "داعية" تعوزه الشجاعة الأدبية يجد نفسه ميّالًا للمراوغة أن يبقى في بيته!!
أكد المفكر الإسلامي الأستاذ الدكتور عمر بن قينة في حوار لا يخلو من الصراحة ووضوح الرؤية، أن هناك مجموعة من المنتسبين إلى الإسلام هم الذين حرّموا تعليم المرأة وحرّموا السماع للإذاعة وجرّموا إدخال التلفاز للبيوت؛ ولكنهم سرعان ما تجاوزهم الواقع، مشيرًا إلى أن الأصولية صارت (سبّة) بينما الحقيقة الاصطلاحية والتاريخية تجعلها مرجعية متطوّرة غير ساكنة، كما أن الجماهير الإسلامية رغم أمّيتها تدرك بحدسها وهي ترى أشباه المثقّفين يحتلّون المنابر الإعلامية، وأن الإصلاح الفاعل ينبع من داخل الفضاء لا من حواشيه داعيا إلى الاستفادة من التجارب الإنسانية في العالم ممّا ينمّي غرسنا، متسائلا.. أين نحن في واقع تتوزعنا فيه (أرجل لاعبين) و(حناجر مطربات ومطربين)؟ يتأوّهون ويترنّحون ونحن في غيّنا ماضون! مضيفا أنه لا أتفاعل بل لا يتعاطى مع الأسماء المسوقة إعلاميا تعطى أضعاف أحجامها الواقعية، مطالبًا كلّ (داعية) تعوزه الشجاعة الأدبية وميّالا للمراوغة أن يبقى في بيته وأن يقنع بواجباته الدينية الفردية، وألا نحاول استنبات التجارب الأخرى كما يستنبت اللاهون العشب الاصطناعي في الملاعب الرياضية.. فإلى مضامين الحوار.. إذا أخذنا بالحسبان التّفاوت التّاريخي والعلمي بيننا وبين الغرب، وأسقطناه على ما كان يردد من حوار حضارات، فكيف يمكن لهذا الحوار أن يتم بيننا وبينهم؟ - الحوار مشكلة (الغرب) وليست مشكلتنا نحن في العالم الإسلامي، نحن أمّة حوار، حتى الجدل يأمرنا ديننا بأن يكون بالتي هي أحسن، نحن أمة وسطية منفتحة على الآخر، تقبله، والتوضيح السابق الخاص بالإفساح للآخر في حياتنا الإسلامية في مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية خير دليل، من ضوابط ديننا الإيمان بالرسل، بموسى، بعيسى عليهما السلام كما آمنّا بنبينا محمد عليه الصلاة والسلام؟ فالتشوّه الذي عرفته المسيحية واليهودية والضلال الذي غرقنا فيه والظلم الذي ارتكب باسمها لم يحل دون انفتاحنا للحوار، لكنّهم هم وحدهم المنغلقون، هم الذين تطحلبت عقولهم، وتحجّرت عواطفهم، هم الرافضون للحوار، رغم تظاهرهم بذلك ليوهموا العالم بغير حقيقتهم، إذا كنت أحاورك بعقل مفتوح يقظ أعترف بموسى وعيسى فكيف أقبل تردّدك ومراوغتك وأنت ترفض الاعتراف بمحمد خاتم الأنبياء الذي أكمل للعالم دينه وارتضى له الإسلام دين حياة ومنهج عمل، كيف تدعوني للحوار وأنت تتعالى، وأنا الأولى بالتعالي عنك، والاستخفاف بك، ورفضك، لكن ديني يمنعني، بل يحثّني على التواضع، على (الحوار) من موقع قوّة وشموخ صاحب الحق، والقوّة الروحية والمعنوية والمادية. الحضارات تتكامل لطابعها الإنساني، فحوارها قائم بالتلاقح والتأثر والتأثير، والإضافة والإثراء، حين انتهت الحضارة اليونانية بعد أن شاخت: انتهت القيادة للحضارة الإسلامية المتألقة فأخذت هذه أهمّ ما في تلك، فتمثّلته (تمثّلا) حتى صار كثير من تلك جزءًا من هذه، وطوّرته فأبدعت فيه، ثم شرعت لاحقا تصدّره لأوروبا الناهضة من عصورها المتوسطة المتخلفة، وسرعان ما أخذت أوروبا زمام المبادرة بفضل هذا التراث الإسلامي الأصيل، واليوناني عبر العربية فجاءت هذه الحضارة الأوروبية التي غلب عليها الجانب المادي، من دون تغييب تام للجانب الروحي الذي انزوى. هذا الانزواء نفسه أراده السفهاء مبكّرا لحياتنا الدينية وهم يسعون إليه اليوم، ويريدون إحياءه بعد قرنين من محاولتنا استعادة وعينا: حياة وسلوكا، نعيش إسلامنا الأنيق الرائع متفتّحين، واثقين وآملين، متطلّعين إلى استعادة دورنا الحضاري في العالم. أعداؤنا الذين يتظاهرون بالدعوة للحوار ولا يؤمنون به لا يريدون هذا، باستثناء قلة من نخب فكرية وسياسية في العالم، لكن أعداءنا الأخطر: هم من الداخل، هم عقبة كأداء في نهوض أمتنا من كبوتها، في مستنقع التخلّف الذي أودينا فيه بأنفسنا بفعل متحجّرين فينا، ثم الأنظمة المتخلفة منذ القرن الخامس الهجري، مرورا بالاحتلالات الأوروبية، وقد خلفها من بني جلدتنا من لا يريدون لأمتنا لا حرية ولا نهوضا، بل سخّروا بعضا منها يقتل بعضا بالرصاص، كما حدث في (ليبيا) و(اليمن) و(سوريا) متوسّلين بالعصبية القبلية ونعراتها الجاهلية، للتفرقة، للبقاء على كرسي الخزي والعار بأسلوب (فرّق تسد) لكن إرادة الشعوب من إرادة الله الواحد القهّار، ولا يضيع حق شرعي نظيف وراءه طالب جاد صادق صامد. الفكر الإسلامي ما رأيك بمحاولات بعض المفكرين الإصلاحيين أمثال فاطمة المرنيسي، ومحمد شحرور، ونصر حامد أبو زيد، وحسن حنفي وغيرهم لتطوير الفكر الإسلامي؟ - عدنا إلى كلمة مفكّر وأيضا إصلاحي؟ ما أكبرهما! الإصلاح ليس لعبة ولا هوى، ليس حقلا سائبا، خصوصا حين يتعلّق الأمر بركائز الوجود الحضاري، ثم اسمح لي أن أقول لك إنّني لا أتفاعل، بل لا أتعاطى مع الأسماء المسوقة إعلاميا، تعطى أضعاف أحجامها الواقعية، في آليات (التسويق الإعلامي) وقد صار الإعلام حقلا لصناعة الأسماء فيه ما هو أكثر مهارة وحرفية من الإعلانات التجارية المكشوفة! باتت لدينا في الوطن العربي مؤسسات البهتان والتضليل والضلال لصناعة الأسماء! باتت عملا تخضع جودة الصناعة فيه لمستوى الدفع والكسب، والدكتور: نصر أبوزيد -رحمه الله على كل حال- أعطاه معارضوه حجما يفوق حقيقته، فأمره لا يخلو من الصناعة الإعلامية، غذّاها هو نفسه بمنطق (خالف تُعرف) وساعده على تجويد الصناعة (أشباه علماء دين) وهم يدينونه ثم يفتون بتطليق زوجته منه مثلا، لأنهم يرونه -جهلا وعميا- مرتدا، وهذه فرصة له، وفرصة للغرب كي يمعن في عرض صورتنا الوسخة وهو يتلقف الرجل، ويفسح له في جامعاته، ويقيم حوله هالة كمسحة نهائية على أن عملية (التصنيع) و(التلميع) قد اكتملت، أحترم على حال اجتهاده وجهده لكنني أبغض عملية التصنيع لديه، كما أسخر من خصومه السطحيين والغوغائيين، وقد دسّوا أنوفهم وأصابعهم الملوّثة حتى في حياته العائليه، المؤسف أن ذلك تمّ باسم الدين الذي صار سوطا في أيدي جلاّدين أنصاف متعلّمين. الإصلاح الفاعل ينبع من داخل الفضاء، لا من حواشيه، نستفيد من التجارب الإنسانية في العالم ممّا ينمّي غرسنا، ولا نحاول استنبات التجارب الأخرى كما يستنبت اللاهون العشب الاصطناعي في الملاعب الرياضية، الجاهلون بحقائق مجتمعاتهم السابحون في الخيال: هم متطفّلون، اتخذوا الوطن رقعة شطرنج. تعال نواجه واقعنا المزري بالحكمة، بالتدرج، بالمنطق، بمراعاة خصوصيات مجتمعاتنا، مستوياتها التعليمية، وظروفها السياسية والاقتصادية مستبعدين أهواءنا وأحلامنا. في تجاهل مثل هذه الحقائق تكمن إخفاقاتنا، متعاضدة مع قوى الاستعمار والصهيونية وعملائهما بيننا، في السلطة، ومن الكتاب والإعلاميين. هذه وغيرها وراء بقائنا في حلقة مفرغة ندور حول أنفسنا، والعالم يندفع إلى الأمام برجال سياسة يصغون لرجال فكر، ينطقون على علم واقتناع وصدق وإخلاص، لا خوفا وقلقا وانتهازية وخيانة أمانة في نصح وإدارة، هذه العناصر الأخيرة صناعة عربية بامتياز. المشروعات الإسلامية هل تعتقد أنّ المشروعات العربية والإسلامية -سياسية وفكرية- على تنوعها مشروعات متأزمة ولم تقدم شيئًا عمليًا في مسيرة قرن كامل أو يزيد؟ - (المشروعات) كلمة كبيرة، مهما كان طابعها: سياسية أو اقتصادية، أو ثقافية، أو اجتماعية، سواء كانت قطرية، أو قومية وعامة، حدّثني عن مشروع عربي أو إسلامي عام ذي طابع حضاري اتفقنا عليه بنية صادقة، وعزم أكيد، وخطط قرّرها الخبراء في كلّ جوانبه من أهل الاختصاص! لم توجد هذه المشروعات أصلا حتى تتأزّم، لعلك تقصد تأزّم الطموحات، وسوء النيات بيننا، وأشكال الريبة المختلفة، فلا وحدة اقتصادية ولا تعاونا سياسيا، ولا حتى تنسيقا، بل تمزقا، حتى في كواليس (الجامعة العربية) لماذا لا تكون لنا مشروعات ناضجة في (سوق عربية) بل في (الاستثمارات) بإرادة سياسية، للاكتفاء الغذائي، وأراضينا بور في السودان، تحتاج إلى رأس مال عربي لا يخضع للهزات السياسية الظرفية، بين الأقطار العربية، المشروعات الفكرية: هل نجحت داخل القطر الواحد حتّى نطمح لمشروعات مشتركة، حتى (اتحادات الكتّاب) باتت ممزقة متصارعة داخل القطر الواحد تديرها الانتهازية والارتزاق، وتخضع للشللية التي جعلت مقار الاتحادات عبارة عن شلل متنابزة، ووكالات سفر، للفسحة والفرجة يتصارعون عليها من لا برامج لهم إلاّ ربط الصلات، وتمتين العلاقات وتأمين المصالح، وفتح قنوات على سلّم الشهرة التي يصير بها من كتب مقالة صحفية فقيرة كاتبا، بل عضو في الاتحاد، ولم لا (مفكرا)؟ كما تكرّمت في سؤالك الأول؟! ألا تلتمس لي عذرا حين بكّرت بمغادرة (اتحاد الكتّاب الجزائريين) منذ إحدى عشرة سنة، حين بات وكالة سفر، وجنّة يتصارع عليها من صغرت عقولهم وخربت أرواحهم وقصرت أنظارهم؟ إذا تفاءلت فقلت كانت هناك تجارب، تجارب أطفال سياسية، ظرفية في (الوحدة) عشوائية في الاقتصاد، المشروعات الجادة تقرّها سياسة ناضجة جادة بناء على اقتراحات رجال العلم والخبرة في المجال، مهما كانت طبيعته، تضبط خطواتها وآمالها، وآليات تنفيذها، بعيدا عن أهواء سياسيين ونزقهم، ومؤامرات حزبيين وقوى نفوذ. أحلامنا في (المشروعات) الوطنية والقومية أشلاء بفعل السياسة والسياسيين القاصرين، حتّى الصغيرة منها محبطة، في مجال التعاون، في تداول الكتاب العربي، في النقل الجوي، في آليات التنقّل بين أقطار الوطن العربي، حيث تدقّ الأعناق في القنصليات، للحصول على التأشيرة، دونها (سين) يحتاج إلى أكثر من (جيم) في أمة تاريخها واحد، لغتها واحدة، عقيدة واحدة، هاتان الأخيرتان كانتا وحدهما تأشيرة التنقل عبر الملامح والعقيدة قبل حدود وقيود أورثنا إيّاها الاستعمار، كما زرع بيننا الريبة والشقاق ولغة النفاق. والعياذ بالله! بينما الفرنسي والمقيم في فرنسا مثلا: تكفيه بطاقة الهوية العادية كي يطوف أوروبا كلّها، كما يتنقل بين مدن فرنسا وقراها، ولا أحد يستوقفه، دعك من أوروبا الموحدة اقتصاديا، المتعاونة سياسيا، المتحالفة علينا فكريا، بئس الحال حال العرب والمسلمين الذين يبدو أنهم قرّروا من زمان أن تكون سياساتهم الخصومات التي تدفع الشعوب أثمانها، ولا يسألون عمّا يفعلون، بعد أن «اتفقوا على ألاّ يتّفقوا» فيما بينهم على كواهلنا نحن المتفقين فكرا ووجدانا. الفصل والتمميز يلاحظ المراقب أن كل المشروعات الإسلامية تنطلق من «النص« والبحث عن قراءات جديدة «فيه»، كيف يمكن الفصل أو التمييز بين القراءة والاستقراء أو الاستنطاق للنص؟ وما موقفكم من فكرة إعادة القراءة ومن القراءات «المعاصرة» الموجودة؟ - فكرنا الإسلامي ليس من طبيعته الجمود، إنما ألبسه إياه بعض المنتمين إليه، حتى أضفوا على نصوص العلماء (القداسة) فكادوا يجعلونها أشبه بالقداسة التي هي للنص القرآني، نحن أمة أرادها بعض المنتسبين إليها أمة موات، فالقرآن الكريم نفسه منجم لا ينضب، ولا جدوى من دون قراءة جادة، وإعادة قراءة واستقراء، ضرورة حياتية بتطور الأوضاع واختلاف المجتمعات الإسلامية في مختلف القارات، في أمة الاجتهاد والتأويل الذي لا حدود له في نطاق العقل الذي ثمّنه الله في كتابه الكريم أداة تفكير وفهم وتدبّر، لدى العلماء الحقيقيين، ورثة الأنبياء، مصابيح الهدى حتى في الأيام الحالكة والدروب الشائكة، للتطوير والتجويد وتجاوز المسلمات التي اطمأن إليها القاصرون الذين عشّش الخراب في عقولهم! إن كانوا ذوي عقول حية، وباتت عقولهم رهينة بيت العنكبوت، هؤلاء هم الذين حرّموا تعليم المرأة، وحرّموا السماع للإذاعة حيث دخلت أقطارنا، وجرّموا إدخال التلفاز للبيوت، وسرعان ما تجاوزهم الواقع فانقلبوا يتوسطون لبناتهم، للتعليم، وللتوظيف، كما يتزاحمون على استوديوهات الإذاعات، ثم الفضائيات، ولا حول ولا قوة إلا بالله. مطلب عسير البعض يطالب بإعادة بناء الثقافة العربية، وهو بلا شك مطلب عسير، ألا توجد حلول منبثقة من مشروعات فكرية حية تكون متساوقة غير ذلك؟ - تطوير الثقافة لإعادة بنائها، تجاوز الإرث البالي فيها، والمضي من الإضافة التاريخية التي قدّمتها الثقافية العربية للعالم، حين صارت لغته، الثقافة العربية لم تهدم، هي راكدة، المشروعات الفكرية كثيرة ومتراكمة في كلّ قطر، يتكدّس بعضها فوق بعض ليموت، حتّى فيما طابعه عربي، ترعاه جامعة الدول العربية، بل هناك ما رعته بعض (المجامع) لكنّه الركود الذي هو جزء من حياتنا أو صورة لها. الثقافة صورة لحياة الأمة في كل وجوهها، ابتداء من السياسة. تزدهر الثقافة بالممارسة، باجتثاث الأمية في المجتمع، بالتعليم القوي الجيد، بالبحث الجاد الهادف وليس المظهري النفعي المؤقّت في اجتثاث الأمية وخلق مجتمع قارئ متفاعل واع يحاسب الكاتب؛ فيجلّ الكاتب والباحث والمبدع الأصيل الجاد، ويطفئ المتطفّل الانتهازي ويهمّشه. عندنا نسبة الأمية المرتفعة الحاضر الأول ومعها الكاتب الانتهازي الذي تدفعه للصدارة الشللية لا المواهب الحقيقية. تتطوّر الثقافة في أي مرحلة وقطر بمستوى تفاعلها الخارجي، بالعلاقة مع الثقافات الأخرى الغنية؛ هكذا كان الأمر في فجر حضارتنا التي سرعان ما شعّت على العالم كله، ضرورة الاهتمام بالترجمات الفكرية والأدبية والعلمية النافعة من مختلف اللغات، عبر مؤسسات علمية حكومية يتولاّها رجال ثقافة جادّون أكفاء مخلصون متخصصون غير مسيّسين، مع تشجيع الجهود الفردية تثمينا وتقديرا، الترجمة إلى العربية من غيرها أساسا، ومنها إلى غيرها لخدمتها أيضا مع آليات تجعل العملية تاريخية دائمة غير مرهونة بحكومة عابرة في قطر شهورا أو سنوات أو جهة وصية عبر توفير أدوات العمل وإمكاناته البشرية والمالية. حين نقارن أنفسنا في مجال النشر والترجمة مع الآخر، نشعر بالخجل، تنشر إسبانيا ذات (46 مليون نسمة) في السنة (عشرة آلاف عنوان) الوطن العربي كله الذي يقترب من (نصف مليار نسمة) لا ينشر أكثر من (ألف عنوان)، بينما تنشر إسرائيل ذات (الأربعة ملايين نسمة) ما يقرب من (عشرة آلاف) عنوان أيضا! الإسرائيلي المثقف يطلع على الشاشة العربية (ضيفا) فتتدفق العربية على لسانه بيانا بديعا، بينما يمضي العربي الضيف في نفس القناة والمناسبة يتخبط بين عاميته المحلية وعربيته المكسّرة! أما شاهدت؟ أنا شاهدت هذا ليس أكثر من مرّة! بل مرات! مرات! حزنت! حزنت! كنت أموت ألما وحزنا. اعرف عدوك! من عرف لغة قوم أمن شرّهم! من يطبقها؟ يعملون بذلك نسهو عنه! يا لتعاستنا! يا لبؤسنا! من حقّ وزير الحرب الإسرائيلي (الذي يسمونه وزير دفاع)! في حرب (1967) أن يسخر منا، حين لاموه بعد انتهاء تلك الحرب المشؤومة عن نشر بعض أسرارها في مذكراته مبرزا العوامل التي جعلت إسرائيل تهزم العرب جميعا، من خلال هزيمتها (ثلاثة جيوش عربية مجتمعة) في (ضربة واحدة).. دفعة واحدة! عتبوا عليه، لاحتمال أن يستفيد منها العرب في حروب قادمة، فاختصر الموقف بقوله: اطمئنوا العرب لا يقرأون! ثم لا يتذكّرون! هم ينسون! صدق! حتى إن قدّر لبعضهم أن يقرأوا.. فهم ينسون! لا يعتبرون! صرنا أمة النسيان! لا تعجب حين تقول لك الإحصائيات أن ما يقرأه (أوروبي واحد) يفوق ما يقرأه (400 مواطن عربي) يقرأ الأوروبي (400 عنوان) في السنة، يقرأ العربي (عنوانا واحدا) في السنة! مسكين هو هذا العربي التعيس! من المسؤول؟ يا لسوء حالنا؟ رغم ذلك: يبقى الأمل قائما في مستقبل الأمة إن عمل أبناؤها. الخطاب الديني يقول البعض إن الخطاب الديني الأصولي الايديولوجي يمارس هيمنته على الهوية الدينية والاجتماعية للمجتمع، ماذا تقول أنت؟ - هذا هو المتداول، لكن اعتراضي يبقى قائما على كلمة (الأصولية) نفسها التي أخذنا نسحبها من فضائها الإيجابي إلى معنى سلبّي، فصارت الأصولية كسبّة تعني التحجّر والتخلّف، بينما الحقيقة الاصطلاحية والتاريخية تجعلها مرجعية لكنها متطوّرة غير ساكنة، كما أن كلمة (أيديولوجية) التي أسماها المفكّر الجزائري (مالك بن نبي) في أحد كتبه بالمفاهيمه أو المفهومية، أي من أصل فكرية أو (فكرة) هو مصطلح سياسي بالدرجة الأولى، ويبقى كذلك في التوظيف الديني سياسيا. لا أزعم أنني أعرف بشكل جلي منحنيات الخطاب الديني السعودي لكنه رسميا منهج الاعتدال والوسطية، وهو المنهج الأسلم في بناء إنسان منضبط متفتّح، لأن الإسلام دين الوسطية، يدعو إلى الحق، بهدوء ومودّة ورحمة بالحجة الدينية والاجتماعية والمنطق، وبالتي هي أحسن أساسا، فلن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء، الخطاب الديني دوره حيوي إصلاحي متطوّر، يحسن قراءة الواقع والتحوّلات الاجتماعية والثقافية، بيد أننا كثيرا ما لاحظنا هنا أن القرار السياسي كان سباقا جريئا في الرؤية الإصلاحية الجادة الحازمة المنصفة، كما عبّر عن ذلك القراران الملكيان (28/10/1432-26/9/2011) الخاصان بالإفساح للمرأة للترشح لعضوية المجالس البلدية، ودخولها «مجلس الشورى السعودي (كامل العضوية) ابتداء من الدورة المقبلة للمجلس.. التي ستبدأ في عام 2013 « فبادرت صحف بنشر أول صورة لبطاقة عمل في (العلاقات العامة) لأول موظفة سعودية في (الشورى) هي السيدة (رشا عبدالرحمن الشبيلي). بعيد جدا هل ترى أن الخطاب الإسلامي عرف تطورًا تجاه بعض القضايا المعاصرة من قبيل الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والمجتمع المدني؟ - لا يزال ذلك بعيدا جدا، دون المطلوب في رسالة الإسلام: في عالم صاخب مندفع، مكث هذا الخطاب بعيدا: علما وإيمانا، عملا قبل القول، بين سبات غارقا في محنط القول واجترار جاهز من دون حياة، دون مستوى تطوّر الشعوب اقتصاديا ونضجها السياسي والفكري والحضاري. انطلق زاخرا واعدا مع الصحوة الجديدة الصاعدة في ثمانينيات القرن الماضي بشكل خاص، قبل أن يختطفه الانتهازيون الغوغائيون الجهلة بالتاريخ والحياة، والدين، فتقدّموا الصفوف (أدعياء جهاد) أداتهم الرعونة والتهريج، فتقدّموا بالضجيج في شعوب عربية تتفشّى فيها الأمية، لكنّها ذات إيمان سطحي من دون علم، استغلّه أولئك المهرّجون، فراحوا يحرّضونها ويتجاوزون دعاة الصحوة، بل يعرضون بهم، يضايقونهم! أما رأيناهم يفعلون ذلك مع الشيخ (محمد الغزالي) -رحمه الله- في البحرين والإمارات وقطر، فاعترضوا عليه حتى بالجزائر، في قلب (الجامعة الإسلامية) التي كان أستاذا فيها، بدل أن يتقدّموا إليه: يطلبون علما ونصحا راحوا يتساءلون من خلال (جبهة الفتنة) باسم الإسلام: لماذا لا يزورنا في (المقرّ)؟ تصور! بدل أن يذهبوا إليه طلبا للنصح تساءلوا لماذا لا يزورنا! منطق الهرّ يحكي صولة الأسد! الخطاب الإسلامي الفاعل برجال صدق وقوة: حاضر، لكن من خلال أسماء محدودة. يبقى دون التطور الذي وصلته الشعوب الإسلامية، هل هناك ما يوحي بغير الخيانة للدين والأمة حين تسمع أحدهم يصخب في مهرجانات وفي خطب الجمع (ببيعة في العنق) لمن يقتل (شعبه) في (ليبيا) و(اليمن)!! من بايعه؟ من خوّلك مبايعته؟ ما ضوابط الدعوة لديك، غاب (برلمان حقيقي جاد) فهل لديك (مجلس شورى) فعلي؟ و(رجال حلّ وعقد) فعلا من (كبار علماء) أتقياء؟ من هم هؤلاء الذين سمّوا أنفسهم (علماء اليمن) الذين أمرهم (علي صالح) بإصدار فتوى فأعلنوها - عمالة مكشوفة- يوم (2/12/1432-30/9/2011) : فأفتوا «بحرمة المظاهرات والخروج على الرئيس علي صالح»: «...حرمة الاعتداء على المعسكرات والجنود الذين يقومون بواجب حفظ الأمن والنظام في البلاد. المظاهرات والاعتصامات الحالية في الطرقات العامة والأحياء السكنية وما يحدث فيها محرمة شرعا وقانونا...»!!؟ من يسفك الدماء؟ المواطن المنهك الأعزل أم الضابط ابن علي صالح الذي يعطي الأوامر للحرس الجمهوري لإطلاق الرصاص على ذلك الأعزل فيسقط مضرّجا بدمائه؟ لذا كان نقد رئيس (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) الشيخ (يوسف القرضاوي) يوم (4/11/1432-2/10/2011م) هؤلاء بشدّة كاشفا ولاءهم الأعمى حين قال: «الفقه الرجعي الذي يسير فركاب الحكام وإن ظلموا وجاروا ينبغي أن يختفي.. استدلالهم بقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي المر منكم) في غير محله.. طاعة أولي الأمر تجب إذا ما تحقّق بطاعة الله ورسوله وقام بتنفيذ شرعه. وما تمّ الاتفاق عليه بينه وبين شعبه.. نسي هؤلاء العلماء الكثير من الحقائق والمسلّمات في دفاعهم عن حاكم استبدّ بالسلطة33عاما...كان على هؤلاء العلماء أن ينصحوا الحاكم بالاستجابة لمطلب شعبه في اختيار حاكمهم بإرادتهم ليقوم بمسؤوليته...» ألم تشاهد صورة (خطيب جمعة) منافق في (طرابلس) لصالح (القذافي) قبل سقوطه؟ فما أن بدأ ذلك (الخطيب) المنافق يعلن التزاما بالبيعة التي في عنقه لصالح (القذافي) حتى ضجّ المحمول في جيبه وهو على المنبر بأغنية لمغنية متفسّخة! فكيف لا تهبّ الجماهير في المسجد وتفتك بفاسق يؤمّها؟ كيف تبقى ساكنة صامتة وهي له كارهة!؟ منتهى السوء من دون شكّ، لكنّها حقيقتنا، ومن كتم داءه قتله. أداة تواصل يقول المفكر إبراهيم البليهي: إن المثقفين لا يملكون سوى الأفكار والحقائق وهم يؤمنون بمبدأ الإقناع لكن المجتمعات العربية اعتادت أن تنقاد بالإخضاع وليس بالإقناع والأسوأ من ذلك أنها ترتاب بالمثقفين وتشكك في أهدافهم وتخاف من أفكارهم، ماذا تقول أنت؟ - الأفكار القائمة في العقول والحقائق الثابتة في حياة الناس: السياسية والثقافية والاجتماعية: لا فعل لها إلاّ بإيمان أصحابها إيمانا قويّا يحرّض على تحويلها إلى فعل في السلوك، إلى قول للتعبير عنها، هذا يحتاج إلى أداة تواصل بين المثقف وأمّته، أجود أنواع التواصل الكتابة، ما مستوى فعلها في أمة (اقرأ) التي تتفشّى فيها أمية حرف وفكر، فهي لا تقرأ جهلا، ومن يعرف القراءة زاهد فيها، من أسباب الزهد المثقّف نفسه، الكاتب ذاته، غياب المثقّف الكاتب النزيه المؤمن بالقضية الشجاع في إعلانها بالمتاح من الإمكانيات، الإمكانيات صارت مبذولة لغير هذا النوع من المثقّفين، لأولئك الذين يملأون الفضائيات هراء وسخفا ونفاقا ودجلا، من دون قضية، قضيتهم ما يجلبه القول من مال إلى الجيوب والحسابات، بعضهم يهجر عمله في وقت مدفوع الثمن إلى فضائية أو إذاعة ليتقاضى أجرا مقابل هرائه في وقت هو ملك لوظيفته، للدولة التي تدفع له ثمنه؟ من يؤمن بقول هذا؟ من يتبعه؟ إنّه الذي دفع الجماهير بعيدا عنه، أليس من حقّ الجماهير أن تزهد فيه؟ أن تمقته! الجماهير الإسلامية رغم أمّيتها تدرك بحدسها، وهي ترى أشباه المثقّفين يحتلّون المنابر الإعلامية فبدل الصدق والصراحة في قول ما يجب تراهم ينافقون الأنظمة بدل مصارحتها حبّا في الخير للأمة ولقوّة الأنظمة نفسها، وتمكينًا لقيم الصدق، هؤلاء هم الذين وطّنوا في الأمة الإسلامية قيم الخضوع والعبودية. من حقّ الأمة أن تحذر آراء مثقّفين متطرّفين، وتشكّك في أهدافهم غير الشريفة، غير المفيدة لها في حاضرها ومستقبلها. لكن من واجبها أيضا أن تنبذ المثقّفين الانتهازيين، هؤلاء أبعدوها، فتلقّفها (المهرجون) بالخطاب الصاخب تدوّى به حناجر انتهازيين يستغلّون طيبتها وفطرتها وحماسها تجاه قضاياها الوطنية والإنسانية والإسلامية منها بشكل خاص، مستغلّين جاهزية الأمّة للخطاب الحماسي الديني بشكل خاص، وهي أمة عاطفية، لا تفسح للعقل فتصغي له بحب إلاّ حين يتوسّل به مؤمنون بالقضية صادقون وقد تسلّحوا إلى جانب العقل بضوابط العواطف الدينية الشرعية، حضور هذه الفئة بقوّة قادر على إزاحة أشباه المثقّفين المرتزقة، والمتسلّلين بالعاطفة الدينية الشريفة المتسلّقين عليها التي طالما لدغ من أدعيائها أبناء أمتنا في العالم الإسلامي أمس واليوم، وسيبقى أذاهم الأعظم في حياة أمة يتردد فيها «لا يُلدغ المؤمن من جحر مرّتين» لكن اللدغات تتوالى على أمّتنا، منذ عهد الخوارج الأولين إلى عهدهم اليوم، وقد باتوا أبطالا في قطع الطرقات ونهب أموال الأفراد والدول والمؤسسات. من الشروط الأولى في فعل الأفكار أمة متعلمة واعية، أين نحن منها في واقع تتوزعنا فيه (أرجل لاعبين) و(حناجر مطربات ومطربين)؟ يتأوّهون ويترنّحون، ونحن في غيّنا ماضون! ثم حرية كاملة للكتاب والمبدعين، حرية ناضجة واعية مسؤولة، مؤمنون بما يكتبون ويقولون، صامدون على الحق، تتآزر لديهم عناصر الإقناع بالعاطفة المنضبطة والعقل الموضوعي الراجح، والخطاب المنطقي الدقيق الواضح. الثابت والمتغير يكثر الحديث عن الثبات والتغير في فهم النص عمومًا، والنص الديني خصوصًا، فهل يمكن إدخال هذا المصطلح إلى دائرة فهم النص القرآني، وما هو الثابت وما هو المتغير في القرآن على فرض وجودهما؟ - التغيّر والتغيير من سنن الحياة الطبيعية بين ثابت ومتحوّل، والقرآن الكريم نفسه يلحّ على ذلك، مثمّنا التغّير والتّتغيير في الجانب الإيجابي معرّضا بالتّغيّر والتّتغيير السلبي «إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم» «ذلك بأن الله لم يك مغيّرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم»، في إطار اجتهاد فيما يتعلق بالفهم والتأويل الذي ينهض على عنصري اللغة والدين في «الجمع بين المعقول والمنقول» كما يقول (ابن رشد) ولا يقبل ذلك إلا من ذي علم بالقرآن ومقاصده واللغة العربية وأسرارها، مما لا يتوفر عليه إلا (الراسخون في العلم)، وقد يودي الغلو في التأويل حتى لدى ذوي الاختصاص إلى مزالق في النتائج ليس أقلها سوء الفرقة والفتنة والتناحر، أما تعبير «المتغيّر في القرآن» هكذا فلا أستسيغه، ثمّ إنّ أهل العلم والاختصاص هم من يمكن أن يمعن في الجواب، ربّما حتّى بعد التأكد من المقصود بكلمة (المتغيّر) التي تبقى لدي كلمة مشبوهة، في الحديث عن كتاب الله الذي حفظه ممّا عرفته الكتب السماوية الأخرى من تبديل وتحريف، والله أعلم في كل حال. المدارس المتنوعة البعض يقول إن المدرسة الفقهية التقليدية التاريخية تحتضن الخطاب الأصولي، وأبرز ما تسعى إليه هو الرد على أسئلة الحاضر بإجابات تاريخية ماضوية، بينما على المدرسة الدينية «المستنيرة» المحتضنة لخطاب التجديد الديني، أن تتبنى حلولا وإجابات حديثة لأسئلة ومشكلات الواقع؟ - تضمّن سؤالك جزءا من جواب عن خطاب ديني قائم متخلّف، مجامل، تنقصه الشجاعة، بعيدا عمّا يشغل الناس ويعصف بحيواتهم، فبات خطابا ميّتا في معظمه، انعدام الشجاعة الأدبية، وحضور المراوغة عن أسئلة الحاضر الطاحنة، وخوف العواقب جعل كثيرا من الدعاة يفتقرون للتأثير، هذا أفقده المصداقية في معظم الأقطار الإسلامية، حتى بات موضع ريبة في أنّه خطاب حكومي موال للأنظمة، فبدل أن ينصح هذا النّظام أو ذلك يجامله، بينما الواجب مصارحة أولي الأمر في أي مستوى من مواقع الحكم والإدارة، قد يحقّق بعض النجاح في أقطار مثل السعودية للفضاء الربّاني، لكنه الإخفاق التام في أقطار أخرى مثل الجزائر، وقد كتبت كثيرا في هذا الموضوع عن جبن بعض الفقهاء، وسلبيتهم، مفسحين لأشباه المتعلّمين المغامرين المقامرين، هم من صنعوا بخطابهم ظاهرة الإرهاب، أولئك بجبنهم وهؤلاء بغرورهم ونزقهم؛ فدفعوا شبابا بريئا غير ناضج إلى حتوفه، زادهم الغرور والعصبية، حتى ذكر عن شاب غرّ تقدّم لإمامة الناس، فواجهه أحد المثقفين بفتوى للأزهر لا تجيز ما زعمه، فرفع عقيرته وهو ابن الثامنة عشرة، بعصبية أعرابية: إنّني أتحدّى الأزهر، وأولئك الذين يسمّون أنفسهم علماء فيه! تصوّر! هذا مراهق (ربع متعلم) بسيط يتحدّى أساطين شريعة ومنارة إشعاع ديني في العالم الإسلامي. الخطاب الديني ينبغي أن يحمي من الغوغاء وأشباه المتعلمين والمراهقين، وأن ينهض فيه الدعاة بمسؤولياتهم، فلا يصغي الداعية إلاّ لضميره الديني والأخلاقي، وإلا فمن الخير له أن يصمت، (ابن رشد) حذّر من هؤلاء، أي من الإفساح في مواضع الخلاف بشكل خاص لأنصاف المتعلمين، فهم خطر على العقيدة، هم الذين شرّدوه في النهاية، ومنعوه حتى من دخول المسجد والصلاة فيه مع ابنه، بعد أن كانوا السبب في إقالته من منصب القضاء في قرطبة. كل عالم دين عليه أن يتسلّح بالعلم الصحيح، والتواضع ومراعاة مقتضى الحال، مع الشجاعة التي لا تبالي بلوم لائم مهما كان موقعه. كلّ (داعية) تعوزه الشجاعة الأدبية، فيجد نفسه ميّالا للمراوغة، وتجنّب عواقب الرأي من دون أن يصدع بالحقيقة وبما يعتقده صوابا: من الخير له أن يبقى في بيته، وأن يقنع بواجباته الدينية الفردية، رغم أنّه آثم في حجب علمه وعدم انتفاع الناس به، في حياتهم الدينية والدنيوية. إبراهيم البليهي حسن حنفي محمد الغزالي محمد شحرور نصر حامد أبو زيد