إن سعيكم لشتّى
تاريخ النشر: 04 يونيو 2010 02:46 KSA
يا لله! ما اسعد الحجاج اليوم وهم يقرون في منى في أول ايام التشريق، بعد ان منَّ عليهم ربهم بالوقوف في عرفات، والمبيت في مزدلفة والذكر عند المشعر الحرام ثم اداء اعمال يوم النحر يوم الحج الاكبر.
لا شيء يعدل فرحة عبد أجاب دعوة الخليل وتأسى بمحمد عليهما الصلاة والسلام ثم قدم بقلبه قبل بدنه الى بيت ربه ملتمسا رضا خالقه وراجيا عفو مولاه، واضعاً بين عينيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.
ان الكعبة بنيانٌ مهيب أورثه الله الجلالة في أسمى معانيها والقداسة في اكمل مبانيها والبركة في اعلى آثارها: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً) وهي اعظم هيبة وأجل في الأعين وقت احاطة الطائفين بها ومع هذا كله ما زاد ملك الله شيئا كما ان الثقلين لو اجمعوا امرهم ان يعصوا ربهم لما نقص ذلك من ملكه تعالى شيئاً.
لكنها قلوب اراد الله ان يكرمها فيسر لها القدوم الى بيته وفطرها على محبتها وملأها اجلالاً له وحياءً منه.
يا حسرة على العباد! ومع ما جاء في فضل هذه الايام من آيات واحاديث فيأبى اقوام الا الضلالة طريقا والفساد سبيلا يقول رسول الله عليه السلام: «أيام منى ايام اكل وشرب وذكر لله عز وجل» ومنا من يشد الرحال ليحيي حفلات غنائية ماجنة سبحان الله أي اخي إن الطائرة التي اقلتك لتحضر او تحيي ليلة غنائية في بلد قد اقلت قبلك الى هذه البلاد المباركة من ترك وراءه اهلاً واولاداً واموالاً يرجو بذلك رحمة الله.
قال الحسن البصري رحمه الله «هانوا على الله فعصوه ولو عَزَّوا عليه لعصمهم» نعوذ بالله من الخذلان.
ان فرار الانسان من مواطن الطاعة اختياراً الى مواطن المعصية رجاء ان يعيشها ويقضي ساعتها ويتلذذ بها لمن اعظم الدلائل على خذلان الله لذلك العبد الا وإن من اعظم ما يجب ان يسكن القلوب الحياء من علام الغيوب.
يا لله! ما اسعد عموم المسلمين في شتى اقطار الارض وهم يغدون لصلاة العيد معظمين شعيرة من شعائر الله عظمها رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل ثم ما اكرم شأنهم وهم ينحرون اضحياتهم احياءً لسنة الخليل عليه السلام وتأسياً بخير من صلى وصام وافطر ونحر وكبّر الحبيب الممجد محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام.
وصدق الله: «لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم».
يا لله: ما أعظم ما يقوم به جنودنا الشرفاء في ميدان الشرف دفاعاً عن حدود بلادنا من عبث المجرمين وكيد الحاقدين.
تسللوا في وقت يدركون فيه ان هذه الدولة المباركة تستنفر جهودها لتقوم بواجب خدمة حجاج بيت الله.
فلم يرقبوا حرمة الشهر الحرام ولا عظيم خدمة حجاج البيت الحرام لكن للبيت رب يحميه ومن حماية الله لبيته ان يسخر له رجالاً شرفاء قد نهلوا من معين القرآن والسنة ويؤمنون إن كان نصر فلله الفضل والمنة، وإن كانت شهادة فالشهيد موعود من الله بالجنة.
يا حسرة على الحوثيين: لقد قاتل الحوثيون بفلذات اكبادهم وتجرأوا على حدود بلد حرام وقبل ذلك تمردوا على اهل الحل والعقد في بلادهم ومع ذلك يقول المسؤول الايراني (لاريجاني) «أستغرب قصف المقاتلات السعودية للمسلمين في اليمن» ويكفي الحوثيين ان يعتبروا لو تفكروا في هذا التصريح وحده، ان الشيعة الامامية لا يصفون احداً من اهل الاسلام “بالمؤمنين” الا من كان يؤمن كلياً بما يؤمنون به ومع محاولة الحوثيين الميل بالمذهب الزيدي نحو كعبة قم ومقام طهران وتضحيتهم في سبيل ذلك حتى خفروا الذمار وغدروا بالجوار ومع ذلك لم يشفع لهم ذلك عند الايرانيين فليسوا في نظرهم من المؤمنين.
إن من الحماقة ان يضيع الانسان آخرته من اجل دنياه، فكيف بمن يهدم دنياه وآخرته ليبني دنيا غيره؟