إضاءة!
تاريخ النشر: 20 مارس 2012 01:43 KSA
فقط لأنّك لا تحشو رأسك بنفس فكرته يؤذيك، أنت لم تفعل شيئًا ولم تؤذه، بل لم تطلب منه أن يؤمن بفكرتك أصلاً!، كل ما فعلتهُ أنّكَ قدّمت -وبكُلّ أدَب- فكرةً مختلفة تؤمن بها فخدشت قدسيّة إيمانه المصقول بذلك الصنم؛ أقصد «إيمانَهُ» مجازًا لكيلا «يَنُطّ» في وجهي أحدهم من بين السُّطور؛ ولأنّ خيط حجّته أوهى من بيت العنكبوت، يترك فكرتك ويهاجمك بكلّ ما أوتي من سلاح وصياح؛ نفس هذا المشهد يتكرّر في أكثر من صورة وأكثر من مكان، في العمل في الشارع في الأدب بأشكاله وإشكاله، في الفكر بأنواعه وتفرعاته؛ المشهد هو كالآتي: أنت ترتدي نفس الثوب، ولك نفس العمود الفقري الذي يقيم صُلْبَك، لكنك تختلف عنه في تنسيفة الشماغ.. أو أنّك ربما اخترت أن لا ترتديه بالمرّة -لذلك الويل لك! فثوبُكَ ليس على سنّة البلد وفي عمودك الفقري ميلٌ وانحراف، ثمّ تبدأ المزايدة على الدِّين والوطنيّة، مرورًا بما بينهما من الأشياء غيرالقابلة للمزايدة فيما مضى؛ والحقيقة أن أسوأ ما يمكن أن تتعرض له فكرةٌ ما.. أن يتبنّى الدفاع عنها مَن يعتنقها بالتبعيّة؛ هؤلاء يقاتلون من أجل «قطرة ماء» على أنّها محيطٌ لا نهاية ولا قرار له؛ ومن أجل غصن شجرةٍ مذميّ على الأرض وكأنّهُ غابة استوائيّة ماطرة، ومن أجل ثقبٍ صغيرٍ على أنّهُ السّماء! محاولة إيضاح فكرتك لهم تُشبِه مشاهدة فيلم تافه لبطلٍ يشعرك بأنّه يمثل عليك لا لك.. من خلال سيناريو ركيك للمرّة العاشرة/ ملَلاً! ولعلّ من أجمل ما قرأت هي هذه المقولة التي أكاد أجزم بعظيم جدواها لمن وضعها نصْبَ عينيه كلّما صادف مثل هذه النوعيّة: «لا تضيّع وقتك في محاولة الإيضاح والتبرير لمن تعرف أنّهُ لم يجىء إلاّ.. ليفهمك خطأً»!
هذا والله «أحلم».