مجرّد «ليش» !
في 'عرب أيدول' خطرت في بالي فكرةٌ شيطانيّة -لا علاقة لها بـ'اتِّكل على الله واشتغل رئاصة' معاذ الله، أن أفكّر أو يفكّر شيطاني المُروّض بذلك، فكرة ليست بريئة، لذلك أبعدتها للبحث عن أيّ فكرةٍ أخرى، لكن وكل 'المصائب' تأتي بعد 'لكن'، أعادني إليها أحد المسؤولين في منطقتنا من جديد وعلى طبقٍ من 'ذهب'، أقصد 'الفعل الماضي إلى حتفه'، على قولة صديقنا 'سهيل اليماني'، لا ذلك المعدن الذي بتنا نسمع به ولا نراه! ولأنّ الناس 'معادن' حسب رؤية السابقين للاحقين، عدتُ إلى نفس فكرتي التي حاولت التهرّب منها ولكن بلا فائدة، المُهِمّ دخلت على أحد المسؤولين في المنطقة للتأكّد من صِحّة معلومةٍ ما، بعد أن وصلتني أكثر من شكوى بخصوص وظائف تمّ التوظيف عليها 'من تحت لتحت' بدون الإعلان عنها!، برفقة أحد الزملاء المحررين، طرحنا السؤال الآتي عليه بكل وضوح: هل فعلاً تمّ التوظيف في إدارتكم على 'البند' خلال الأسابيع الماضية؟!، أجاب: نعم!، طيّب هل تمّ الإعلان عن هذه الوظائف الشاغرة بأيّ شكلٍ من الأشكال؟! أجاب: لا! بادرناه بقول: لكن هذا خطأ يُخالف أنظمة البلد ، أجاب: أعرف! قلنا: أنت الآن حرمت الكثير من العاطلين من وظيفةٍ كان من المحتمل أن يفوز بها أحدهم، وأظنّ أنّ هذا الأمر من أبسط حقوقهم وأوضحها؛ أجاب: 'التوظيف أصلاً عبءٌ على الإدارة، فلدينا الكثير من المشاغل'.. ثمّ أضاف: اكتبوا ما شئتم!!، التَفَتُّ إلى زميلي وسألته بعد أن خرجنا ما تفسيرك لكلام هذا المسؤول؟!، أجابني يبدو أنّهُ يدرك عدم جدوى ما يُنشَر في الصحف، وأنّ سياسة 'أذن من طين وأذن من عجين' لدى بعض المسؤولين أثبتت نجاحها فعلاً! كَكُتّاب صحفيين ندرك أنّ هذا البعض يلجأ للتجاهل أحيانًا، وأحيانًا تقوم أحيانًا مقام 'دائمًا'! فلو التَفَتَ هذا المسؤول لكل ما يُكتب عنه لن يجد وقتًا لأداء ما هو موكلٌ به من مهام ومسؤوليّات، والكتّاب عندما يضعون اللوم يضعون اللوم على الوزراء تحديدًا.. مع أنّ الخلل في أحيانٍ كثيرة يكون في المسؤول المباشر والأقرب للمواطن، والسؤال الذي لا أبحث عن إجابته في هذا المقام كالآتي: مثل هذا المسؤول الذي يقول مثل هذا الكلام وبكل هذه اللامُبالاة أمام من يعرف أنّهُ سينشرُه، كيف سيكون تعامله مع المواطن البسيط؟! 'يوووه' يبدو أنّني نسيت الفكرة الشيطانيّة من جديد، ولكن لا بأس فقد كانت 'فنتازيّة'، وفي واقعنا ولله الحمد ما يغنينا عن ذلك!