جدة آمنة - بإذن الله - من الأعاصير البحرية المدمرة

جدة آمنة - بإذن الله - من الأعاصير البحرية المدمرة
نفى الدفاع المدني الشائعات التي تقول بأن إعصار (SA) قادم إلى جدة من البحر الأحمر، كما حذر الدفاع المدني من الانسياق وراء هذه الشائعات التي تقلق الناس خاصة في هذه الأيام التي كثرت فيها الأمطار، والسيول، والتقلبات الجوية المفاجئة، لذا يحلو للبعض من العابثين بأن ينشروا مثل هذه الشائعات حتى يثيروا هلع الناس ويذكروهم بإعصار ( ساندي)، الذي ضرب مدن السواحل الشرقية لأمريكا الشمالية وأحدث فيها الكثير من الخراب والدمار. ونحن بدورنا نحب أن نطمئن المواطنين والمقيمين في مدينة جدة وغيرها من مدن الساحل السعودي، بأن حدوث مثل هذه الأعاصير الكبيرة نادرة، أو شبه معدومة في البحر الأحمر، ولا يمكن أن يحدث لجدة مثل ما حدث للمدن الأمريكية في نيويورك ونيوجيرسي بإذن الله ومشيئته، وذلك لعدة أسباب لعل من أهمها: 1- إن مثل هذه الأعاصير الكبرى لا تنشأ إلا فوق مسطحات مائية واسعة جدا تقدر مساحاتها بآلاف الكيلومترات مثل المحيطات (الهادي، والأطلسي، والهندي)؛ 2- لا يمكن للرياح أن تأخذ أقصى سرعة لها إلا إذا كانت سعة المسطح المائي الطول في العرض تفوق الـ (250 ميلا) أو (400كم.) من عين الإعصار، والبحر الأحمر لا تتوفر فيه هذه الخصائص، لأنه مسطح مائي صغير لا يرقى لعظمة المحيطات الكبرى، وأقصى عرض له لا يتجاوز الـ (350 كم) ما بين جازان ومصوع، ومتوسط عرضه (280 كم) تقريبا، ولذا عندما تنشأ هذه الأعاصير في وسط البحر نتيجة تخلخل الضغط، فإن المسافة التي تقطعها الرياح حتى تصل للساحل السعودي قصيرة جدا، ولا تساعد على إنشاء أمواج عاتية لضرب ساحل المملكة، أو المدن الواقعة عليه؛ 3- ضعف عملية التبخير في البحر الأحمر، ولذلك لا تنشأ السحب الركامية الضخمة (المُزن) في هذا الحيز الضيق من البحر، كما أن سرعات الرياح فيه ضعيفة بعكس المحيطات التي تكون عين الإعصار بعيدة عن اليابس بمسافات شاسعة، فيصبح التبخير عاليا جدا، وتنشأ السحب الثقال، ويصاحبها أمطار غزيرة جدا في معظم الأحيان؛ 4- كما أن أمواج البحر الأحمر ضعيفة، وقليلة الارتفاع، وفي معظم الأحيان - حتى في الأيام العاصفة - لا يزيد ارتفاعها عن (4 أمتار)، بعكس أمواج المحيط التي ترتفع إلى 12 مترا وأحيانا تصل 18 مترا، وتكون ضرباتها موجعة ومدمرة للمدن الساحلية المتاخمة لها، كما حدث في تسونامي اليابان في مارس 2011م، والتسونامي الذي سبقه في اندونيسيا في ديسمبر 2004م. نحن إن شاء الله آمنون من الأعاصير المدمرة، وهي نادرة، أو قليلة الحدوث، ومحدودة التأثير للغاية، فهي ظاهرة طبيعية على كل حال، ويمكن أن تحدث بشكل مصغّر (الأزيب)، ولكن كما أسلفنا سابقا لها خصائص معينة، إذا لم تتوفر في المسطح المائي الذي تنشأ عليه فإنها تكون ضعيفة وذات تأثير محدود، بعكس ما يحدث في المحيطات، حيث يتخلخل الضغط ويكون عين الإعصار، وتندفع الرياح العاصفة، مصحوبة بأمواج عاتية، وأمطار غزيرة فتدمر كل ما يقابلها من المدن الساحلية والمجمعات السكنية التي تتلقى ضرباتها. فيا سكان جدة لا تلتفتوا للأخبار الكاذبة التي يتناقلها بعض المرجفين والذين يسعون من خلالها لزعزعة ثقة الناس، وترويع الآمنين بما هو قادم، وإثارة الخوف في قلوب الناس بالنظرة السوداوية لما يحمله المجهول. بحرنا آمن، ومدننا الساحلية محفوظة - بإذن الله - من الأعاصير المدمرة، وغيرها من الكوارث الطبيعية. والأمر كله بيد الله من قبل ومن بعد.

أخبار ذات صلة

قراءة متأنية لرواية «رحلة الدم» لإبراهيم عيسى (3)
لماذا إسبانيا؟!
الموانئ والجاذبية في الاستثمار
احذروا ديوانيَّة الإفتاء!!
;
قصة عملية مياه بيضاء..!!
منتجات المناسبات الوطنية!
القيادة.. ودورها في تمكين المرأة للتنمية الوطنية
الرُهاب الفكري!
;
(1) رجب.. ووهم فجوة الأجيال
علماء ساهموا في بناء الحضارة الإنسانية
في ذكرى اليوم الوطني الرابع والتسعين
رسالة نافذة
;
صهــــرجة
النافذة المكسورة!!
التنمية.. والسياحة
مبادرة سعودية رائدة.. تُعزز القطاع غير الربحي