شرق جدة يعاني من نقص الخدمات الصحية !
تاريخ النشر: 20 ديسمبر 2012 03:10 KSA
في مناسبة اجتماعية لبعض الأقارب والأحبة في استراحة شرق الخط السريع، طرحت على الحضور من سكان تلك الأحياء بعض الأسئلة عن الخدمات من حيث توفرها وفعاليتها، طمعاً في إجابات من واقع الحال، لأن الطريق الذي سلكته إلى الاستراحة ذكّرني بالخدمات، وحالة الطرق قبل ثلث قرن من الزمن عندما كان الإسفلت محدود الانتشار، والصرف الصحي لا أحد يتحدث عنه، والماء يصل إلى المناطق العشوائية على ظهور الدواب.
بالنسبة للمياه كانت الردود إيجابية، بل إن البعض يتذمر من الطفح عندما تُفتح الشبكة وتتسرّب المياه للشوارع بسبب رداءة التوصيلات. وعن المدارس عبّر البعض عن تحفظه حيث إن أغلبها لازالت مستأجرة، وذلك يعني أن البيئة المدرسية ليست على المستوى المطلوب لتربية جيل ينبغي أن يعيش النظافة في البيت والمدرسة.
والإجابة التي أذهلتني كانت بالإجماع عن نقص الخدمات الطبية، حيث أكد الجميع بأنه لا يوجد مستشفى عام في تلك المنطقة الممتدة من طريق مكة القديم حتى عسفان شمالاً.. ولكنني كررت السؤال على الحضور عدة مرات -وكانت الإجابات بالتأكيد- لغرابة الأمر حيث إن المنطقة مكتظة بالسكان، والأعداد في ازدياد مستمر، والأغلبية العظمى من السعوديين، وهذا ما يجعلني أُوجِّه سؤالا عاجلا وبإلحاح لوزارة الصحة عن الخدمات الصحية في تلك الأحياء، ألا وهو: لماذا لا تنال نصيبها من الاهتمام والرعاية الصحية.. ألا ترى جهات التخطيط في وزارة الصحة بأن تلك الأحياء بحاجة ماسة لمستشفى عام يشمل قسما للولادة وآخر للعيون.. وعيادة خاصة للطوارئ؟!
وقد ذكر البعض بأن الأسباب قد تكون عدم توفر أراضي مخصصة للخدمات العامة، مثل الصحة والمدارس، وهذا من وجهة نظري غير مبرر على الإطلاق، لأن الدولة حفظها الله تحرص على رعاية المواطنين وتوفر لهم الخدمات في كل مكان، ولكن ما سمعته في تلك الليلة من بعض سكان تلك الأحياء المكتظة بالسكان يبعث على القلق ويدل على قصور التخطيط لمرافق أساسية لا غنى عنها.
أذكر قبل أكثر من عشر سنوات أن أمين مدينة جدة -المعيّن في ذلك الوقت- جمّد عدداً من المهندسين، وخصص لهم مكتبًا في شرق الخط السريع -شبه منفي- لعدم رضا الأمانة في ذلك الوقت عن أدائهم الوظيفي، وقد كان حرياً بذلك المسؤول أن يكلفهم -آنذاك- بدراسات وخدمات اجتماعية أخرى مكثفة في تلك الأحياء، لأن في ذلك منفعة للمجتمع وتجربة مهنية للمعنيين؛ تكون موجهة لدراسة وضع المرافق الخاصة بالتعليم والصحة والكهرباء ومجاري السيول، بدلاً من ركن بعضهم لقراءة الجرائد والمجلات حتى نهاية الدوام.
وفيما يخص تخطيط المدن، فإن إيجاد مرافق فعالة في تلك الأحياء له فوائد عديدة، منها الاستجابة السريعة في حالة الحاجة، وعدم اللجوء للذهاب إلى وسط المدينة -عبر الخط السريع- المكتظة بحركة المرور، وتلبية حاجة اجتماعية لخدمات أساسية على المدى البعيد.
وأختم بتوجيه رجاء خاص لمعالي وزير الصحة ورفاقه الموقرين في الوزارة بالقيام بدراسة احتياجات المواطنين في تلك الأحياء -شرق الخط السريع من طريق مكة القديم حتى منطقة عسفان- قبل قفل باب الاعتمادات المالية للعام المقبل، وإنني لعلى ثقة بأن هذا الطلب سينال الاهتمام اللائق في أسرع وقت ممكن.. والله من وراء القصد.