الأخضر الباهت !!

الأخضر الباهت !!
يعيش مُنتخبنا الأول في هذه الأيام واحدة من أسوأ حالاته الفنية ؛ ليس لأنه يتلقى الهزيمة تلو الأخرى في البطولات التي يُمثل الوطن فيها ، ولكن لأنه لم يقدم الصورة المُشرِّفة التي كان يتبوؤها الأخضر خلال العقود السابقة ؛ فالفوز والخسارة واردة في حسابات مثل هذه المنافسات ، ولكن أن تُقدِّم نفسك بشكل باهت ؛ فهنا لابد من وقفة تأملية للبحث عن المُسببات التي أوصلت ممثلنا الأول أمام العالم في الحقل الرياضي إلى هذا المستوى الذي عكس حالة من عدم الرضا بين الأوساط الرياضية على كافة مستوياتها ، وأفقدهم الثقة في تحقيق ما يتمنونه ، بل أصبح مصدراً للكثير من العِلل الصحية والنفسية للمهووسين بكرة القدم . عندما أقول مثل هذا الكلام فهو نتاج الغيرة الوطنية التي تأبى إلا أن تُظهر ما يؤلمها أمام الملأ ليكون ذلك شاهداً على الموضوعية التي يجب أن تكون الإطار العام لكل ممارساتنا السلوكية ؛ فمنتخب يحظى بدعم مادي كبير جداً وآخر لوجستي لا يقل مستواه عن ربيبه المادي ، إضافة إلى السعي الحثيث من المسئولين عنه إلى تهيئة البيئة التي ينطلق من خلالها لتحقيق آمال الجمهور المُتعطش لرسم البسمة على شفاهه ، وإدخال الفرحة إلى قلبه بعد أن أعيته الخسائر المتلاحقة ، كل هذه الإمكانات يجب أن تكون عاملاً مُحفِّزاً للاعبين لتقديم أقصى ما لديهم من قدرات بهدف تحقيق رفعة الوطن في المحافل الإقليمية والدولية التي يُشارك فيها أولاً ، وجبر خواطر المواطنين الذين يشعرون بخيبة الأمل المُسبقة مع كل بطولة يعزم المنتخب على المشاركة فيها ثانياً . قادني لكتابة هذه المقالة البداية غير الموفقة لمنتخبنا الأول في بطولة كأس الخليج التي تدور رحاها في مملكة البحرين ، وأسفرت عن بداية غير مُشجعة على الإطلاق تُوِّجت بهزيمة أقل ما يقال عنها أنها مُستحقة له من المُنتخب العراقي الشقيق ، فبمقارنة بسيطة بين الإمكانات المتوافرة لكليهما نجد البون الشاسع – مادياً ومعنوياً – لصالح منتخبنا ، ولكن غياب الإرادة وعدم الشعور بالمسئولية سببان مهمان في وصول المُنتخب إلى هذا المستوى الذي لا يُرضِي مُحبي الأخضر في الداخل ، ومتابعيه من الخارج ، عليه كان من واجبنا الإعلامي واستحقاقنا الوطني أن نُبين ذلك من خلال ما أُتيح لنا من نوافذ صحفية نسعى عن طريق مناقشتها إلى الإصلاح ما استطعنا إلى ذلك من سبيل ، غير آبهين للكثير من المُطبلين بأن ما يحدث لا يعدو كونه سحابة صيف ونتجاوزها في تغييب للغة العقل وسيطرة مُفرطة لإسقاطات العاطفة لقد آن الأوان إلى تطبيق مبدأ المحاسبة على الجميع دون استثناء بدءاً من مجلس إدارة اتحاد كرة القدم مروراً بالجهازين الفني والإداري وانتهاءً باللاعبين – كل حسب تقصيره – مع ضرورة أن تكون المحاسبة علنية ليس من أجل التشهير بالمُخطئ ، بقدر ما هو تأصيل لمبدأ الشفافية الذي نادى ولا زال يُنادي به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - ، وإذا لم يكن هذا المبدأ واقعاً يردع من يُفكِّر في التهاون في أداء الأدوار المُناطة به ؛ فإن المزيد من الهدر في كافة الاتجاهات سيكون هو المُسيطر على الحالة الرياضية المُترهلة في الأصل ؛ فالمسألة ترتبط بسمعة وطن لا بإنجاز فرد ، فمن هذا المُنطلق جاءت فكرة المحاسبة التي أتمنى أن تكون بداية لتصحيح الوضع المُغلف بالضبابية على الرغم من التصريحات التشجيعية للقائمين على تسيير أمور المُنتخب التي أرى أنها لا تتجاوز أن تكون إبراً مُخدرة لداء مُتغلغل في العمق الرياضي.

أخبار ذات صلة

عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض
;
الرقص والنقص.. مرة أخرى!!
تكريم سمو الأمير خالد الفيصل
سوريا.. هل استوعبت الدرس؟
خمسة اعتقادات خاطئة عن السعوديين في بيئات العمل!
;
ترتيب الأولويات الدولية لدبلوماسيتنا الناعمة
العبقرية.. ليست بالفطرة أو الوراثة
قبل أن ينتهي عام 2024
تحديات وصعوبات