الساحة الثقافية تفقد الشاعر «الدبل»
غيّب الموت يوم الأحد الماضي الشاعر السعودي الدكتور محمد بن سعد بن حسن الدبل، بعد معاناة مع المرض، ليرحل عن الساحة بعد أن أثرى مكتبتها بالعديد من الدواوين الشعرية والكتب المؤلفة، بما جعله أحد شعراء الجيل الأول في المملكة. وقد ولد الدبل في عام 1363هـ / 1944م بمحافظة الحريْق، وحصل على الليسانس في اللغة العربية من كلية اللغة العربية بالرياض عام 1388هـ، والماجستير في البلاغة والنقد من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1398هـ، والدكتوراه مع مرتبة الشرف في البلاغة والنقد من نفس الجامعة 1402هـ. عمل مدرسًا بالمرحلة المتوسطة والثانوية، ثم عمل معيدًا بكلية اللغة العربية بالرياض، وتدرج حتى صار أستاذًا مشاركًا ورئيسًا لقسم البلاغة والنقد، كما تقلد أمانة وحدة أدب الطفل المسلم حتى عام 1411هـ، وعضو رابطة الأدب الإسلامي. صدرت له دواوين شعرية، هي: إسلاميات عام 1395هـ، ومعاناة شاعر في العام 1409هـ، وخواطر شاعر عام 1412هـ، بالإضافة إلى مجموعة: أناشيد إسلامية عام 1398هـ، وملحمة نور الإسلام في العام 1396هـ، فضلًا عن العديد من المؤلفات، وهي: النظم القرآنية في سورة الرعد، وكتاب الخصائص الفنية في الأدب النبوي، وكتاب من بدائع الأدب الإسلامي، وكتاب منطقة الحريق: ماضيها وحاضرها. رحيل الدبل أشاع الحزن في أوساط محبي شعره وأدبه، وفي هذا يقول الكاتب والدكتور محمد العوين: عرف عن الأديب الدكتور محمد بن سعد الدبل -رحمه الله- كرمه الباذخ إلى حد الإسراف، وأتذكر أنني في رمضان قريب، ربما قبل سنتين حضرت في منزله مناسبتي إفطار فخمتين، وعلمت أنه سبقهما ولحقهما ولائم إفطار لأصدقاء ومعارف. لقد عرفت هذه الخصلة الكريمة فيه مبكرا مذ كنت طالبا في كلية اللغة العربية، فما كان يمضي شهر أو شهران إلا ويوجه لي ولأبناء بلده ممن يتواصل مهم ممن يدرسون في الرياض الدعوة لحضور مناسبة تكريم لأحد أو جمع من زملائه، وقد جمعت استراحته الواسعة والجميلة على طريق الدمام حشودًا كبيرة من الأدباء والمثقفين والعلماء والأصدقاء، وما كان بابها يغلق أسبوعًا دون حضور لجمع من أصدقاء ومعارف أبي سعد ومحبيه، فرحمه الله وغفر له. وأوضح الكاتب فيصل السويدي على صفحته في فيس بوك أنه قد زار الدكتور محمد الدبل -رحمه الله- في بيته في حي الوادي مرارًا وكان مجلسه يضم أطرافًا من المعارف والعلوم ما بين الشعر والأنساب أو الإبحار في علم البلاغة القرآنية، مضيفًا أن الدبل قد عاش حياة مفعمة بالرزايا ففي سنة واحدة ماتت زوجته وابنه وتجلد لتينك الرزيتين بالصبر والثبات راجيًا ما عند الله من أجر، مبينًا أنه قد أهداه جل مؤلفاته قبل بضعة أشهر من وفاته. ويتذكر الكاتب فهد دماس أبياتًا شعرية كان يقرؤها الراحل الدبل بإلقائه الجميل بالتلفزيون السعودي وكانت الأبيات من قصيدة أبو البقاء الرندي عن ضياع الأندلس.. رحمه لله فقد كان صادق الإحساس والكلمة.