مأساتي مع الخطوط السعودية
تاريخ النشر: 03 فبراير 2013 03:37 KSA
الاحتكار القسري - عدا السماح لبعض الناقلين لوجهات محدودة جداً ودولية فقط - الذي لا زالت تمارسه الخطوط؛ جعلها لا تأبه بما يصدر من ردة فعل سلبية من المُكرهين على امتطائها، الأمر الذي أدى إلى رفع وتيرة الاحتقان تجاه الخدمات التي تقدمها ، فليس ما ذكرته اتهاماً للناقل الذي يُتحفنا في كل رحلة بعبارة شكراً لاختياركم السعودية، بل هي توطئة لتفاصيل مأساتي التي لم تقتصر عليَّ بقدر ما سأكون أنا أحد الضحايا الذين وقعوا في فخ الوعود الوهمية للخطوط؛ بدأت رحلتي فجر الأحد ٢٧يناير من جدة إلى تبوك، وسارت الرحلة بأمان الى أن قاربت تبوك وعندها بدأت معاناتنا مع المطبات الهوائية التي كانت نتيجة لسوء الأحوال الجوية التي يُفترض أن يكون لدى الخطوط علم بأن تبوك تمر بأزمة مناخية وفي طريقها للغرق، ولكن شيئاً من هذا على ما يبدو ليس من اهتماماتها، حاول الكابتن الهبوط ولكنه فشل في تحقيق المستحيل أصلاً لذلك وبعد ساعة رُعبٍ في الجو أعلنت مقصورة القيادة عن العودة إلى مطار المدينة -فقط- للتزود بالوقود والعودة مرة أخرى، وشيئاً من هذا لم يحدث بل ذهب أدراج الرياح، ولعلي أجد عذراً لها في ذلك يعود سببه لعدم امتلاكها التحكم في الطقس كتحكمها في السوق، ولكني أعبت عليها التأكيد بأن وقوفنا لن يتجاوز التزود بالوقود، واستمر بقاؤنا في المطار أربع ساعات دون إشعار إما بالإقلاع أو الهبوط، وبعد هذه «المرمطة» أُعلن عن إلغاء الرحلة لمدة اثنتي عشرة ساعة دون أن يُكلف أحد نفسه القول بأن الخطوط ستقوم بإيوائكم في أحد الفنادق على حسابها بينما تركت الأمر لمن يعرف ما وراء كنه السفر، أما الجاهلون ببواطن الأمور فما عليهم سوى البقاء في المطار أو السكن على حسابهم الخاص، وبحكم خبرتي التي تمنيت ألا أكون أمتلكها أوحيت لمن هم حولي بأن الخطوط مجبورة بإيوائنا؛ بل وستستأجر لنا التاكسي ليوصلنا وانفرجت سريرة من أوحيت لهم وذهبنا لمكتب علاقات الركاب للمطالبة بالحق المشروع لنا ،وليتنا لم نذهب لكُنا كسبنا كرامتنا التي أهدرتها الأوراق غير الثبوتية التي استلمناها من المكتب؛ لأنها كانت بداية «لمرمطة أخرى» ولكن ليست بفعل المناخ الجوي الذي تعذرت به الخطوط عند التأخير في الاقلاع، ولكن بسبب عدم تجديدها للعقد مع الفندق- كما أشار موظف الاستقبال فيه - وبعد جدل سفسطائي واتصالات بالمكتب في المطار لم ننجح في إيجاد مكان يؤوينا ،وبعد أن كثرت الاتصالات ابتكر الموظف وسيلة أخرى مفادها أن عليكم التوجه للفندق الآخر وستجدون الغرف المجللة بالورد في انتظاركم - نسيت أقول لكم عن ضحايا آخرين غيرنا هم سائقو الأجرة- المهم تحملوا مثل ما تحملنا وذهبنا للفندق الآخر لعل وعسى أن نجد من يحفظ لنا ماء وجوهنا المُهدرة، ولكن النتيجة مماثلة لسابقتها ولكن بمبرر مختلف هو عدم وجود تنسيق مسبق من الخطوط مع إدارة الفندق ،وصل السيل الزبى جراء الاستهتار ،وأعاد بعض الركاب الاتصالات مع المكتب في المطار لإيجاد حل لمشكلة تافهة؛ أما أنا فأنخت راكبتي -مجبوراً- في الفندق الثاني على حسابي الخاص؛ ولا أنسى المسكين صاحب التاكسي الذي رمقني بنظرة كأنه يقول يا أخي ما ذنبي أنا !! فهمت ما يُريد فهو مثلنا لا يُريد إلا حقه ، ولكن خصمه موجود أمامه ويشعر به، وخصمنا متمترس خلف المكاتب لا يشعر بما نحن فيه من أذى نفسي ،وبعد العودة للمطار استعداداً للسفر قلت لعلي أسجل موقفاً فذهبت لمكتب علاقات الركاب وحكيت لهم حكايتي فتمعرت وجوههم مستنكرين ذلك ،ولكن معي ما يُثبت أنني قضيت وقتي على حسابي الخاص وليس في ضيافة الخطوط وتعاطف معي أحدهم بقوله عليك بتقديم شكوى وسنرفعها للإدارة العامة وسيأتيك الرد على عنوانك الذي ستضعه، وفعلت ما قاله لي؛ نسيت أن أقول لكم إنني لم أطالبهم بأجرة التاكسي لأنني احتسبتها عند الله صدقة جارية !!
هذا ما حدث في الخطوط السعودية لركاب الرحلة عموماً ، وليس أنا فقط ولكنني بالنيابة عنهم تحدثت لعل حقوقنا الأدبية والمادية تعود لنا.