الرياض تتنفس برئة ثقافية

الرياض تتنفس برئة ثقافية
سألني د.عباس الجنابي في بدء حوار في “قناة المستقلة” قبل الدخول في موضوع الحوار: كيف حال الرياض؟ فاجبته بان الرياض هذه الايام تتنفس برئة ثقافية، فقد خرجت للتو من حفل تسليم خادم الحرمين الشريفين لجائزة الملك فيصل العالمية لعدد من الفائزين بها في عدد من العلوم ومن شتى القارات، وفيها معرض الرياض الدولي للكتاب الذي ضم حوالى 600 دار نشر من انحاء العالم، وتشهد قاعته حوارات ثقافية، اما ممرات المعرض فقد ازدحمت بالرواد رجالاً ونساء، مع ذلك لا تسمع همساً، كل واحد تحلق عيونه في الكتب المعروضة، ومن العاشرة صباحاً الى العاشرة ليلاً على مدى اسبوعين لا يخلو المعرض من رواد، وكأنما الناس يعبرون عن حاجاتهم لغذاء العقل اكثر من حاجتهم لغذاء الجسد، وقد صرح مرة رئيس جمعية الناشرين السعوديين ان 50% من مبيعات الكتاب في العالم العربي تتم في المملكة. وفي هذا الاسبوع يبدأ مهرجان الجنادرية بشقيه الثقافي والتراثي، وفي جانبه الثقافي الذي يدوم اسبوعاً كاملاً نقاشات حول رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار والسلام وقبول الاخر، وفيه تكريم لاديب سعودي وتعريف باعماله الادبية، وفيه حوار حول الثقافات وتعايش الشعوب، وامسيات شعرية، وندوات عن السلفية، وعن الازمة المالية العالمية، ومعوقات الحوار بين الشعوب، وعن الرواية السعودية، والاعلام الالكتروني.. وعن الحلول الاسلامية للازمة الاقتصادية، وعن القدس في ضمير العالم، وعن الحرية والمسؤولية وغيرها من الموضوعات الحية التي تلامس هموم الناس وتحتاج لحوار من النخب المثقفة سعياً لتقديم حلول لها. وفي الرياض يومياً منتديات ثقافية اهلية في المنازل تحظى بكثافة حضور ويدور فيها نقاش واع وحوارات بين المثقفين وبعضها وصل عمره الى (50) سنة وهي ندوة الاستاذ عبدالعزيز الرفاعي التي بدأت عام 1380هـ وما زالت مستمرة باسم (ندوة الوفاء) ويرعاها احمد باجنيد، وقد حضرها على مدى تاريخها قمم ثقافية من مختلف دول العالم. في منتدى ثقافي قبل سنتين حضرت للرياض شخصية ثقافية في اخر الاسبوع وحضرت ثلاثة منتديات في ايام متتالية وقالت في احداها: وجدت الرياض تتنفس برئة ثقافية. الرياض ليست عمائر شاهقة، ولا شوارع فسيحة، ولا احياء جديدة بل هي ايضاً مدينة الثقافة فيها كثير من الجامعات الحكومية والاهلية، وفيها كثير من المكتبات، وفيها كثير من مراكز البحوث والدراسات، وتصدر فيها كثير من المجلات العلمية، ولذا لا غرابة ان صارت الرياض مدينة الحراك الثقافي، تموج قاعاتها ومنتدياتها بالحراك الثقافي المتعدد والمتنوع، ويتجاور فيها الحراك الثقافي الحكومي مع الحراك الثقافي الاهلي. الرياض رياض علم وثقافة، مازج فيها التراث ثقافة الحاضر، والتقى فيها الماضي بالحاضر، وتنوعت فيها مصادر الثقافة، انها عاصمة الثقافة الدائمة التي تتنفس برئة ثقافية لم تعد قادرة على التنفس بغيرها.

أخبار ذات صلة

الطرق البطيئة
في العتاب.. حياةٌ
مهارة الإنصات المطلوبة على المستوى الدولي
مقوِّمات.. لاستقرار الشركات العائلية
;
ستيف هوكينغ.. مواقف وآراء
لا تخرج من الصندوق!
(قلبي تولع بالرياض)
سياحة بين الكتب
;
تمويل البلديات.. والأنشطة المحلية
الإدارة بالوضوح!
نحـــــاس
أدوار مجتمعية وتثقيفية رائدة لوزارة الداخلية
;
«صديقي دونالد ترامب»
قِيم الانتماء السعودية
جدة.. الطريق المُنتظر.. مكة!!
إسراف العمالة (المنزليَّة)!