الغنوشي والهروب إلى الأمام

الغنوشي والهروب إلى الأمام
ظهر راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإخوانية في تونس، وهو يخطب في الجماهير الأسبوع الماضي متقدماً خلفية تتكون من العلم التونسي، وعلم المعارضة السورية المسلحة. خطاب الغنوشي الأخير جاء في سياق تداعيات الأزمة الخطيرة التي انفجرت في البلاد بعد جريمة اغتيال المناضل شكري بلعيد الذي تصر أرملته وحزبه على أنها من تخطيط وتنفيذ عناصر تنتمي إلى حركة النهضة. وإذا ما أضفنا إلى ما سبق التحذير الذي أطلقه الشهيد بلعيد والذي اتهم فيه النهضة صراحة، بأنها تعد لتنفيذ مخطط اغتيالات قبل اغتياله هو شخصياً بأسابيع، فإننا لا نستطيع أن نستبعد حركة النهضة من دائرة الاتهام، خصوصاً وأنها رفضت الموافقة على مقترح رئيس الحكومة، حمادي الجبالي، بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة، أي ليس لها انتماءات حزبية. كل ذلك يحدث في تونس التي كانت البلد الذي أطلق شرارة الانتفاضات الشعبية في الوطن العربي، ومع ذلك فإن زعيم حركة النهضة، وفي سلوك لا يتسم بالحد الأدنى من التحلي بروح المسؤولية الوطنية، ما زال مصراً على المتاجرة بموقفه من الأزمة السورية وسط هذه الظروف التي لا تحتمل خلط الأوراق وتشتيت انتباه الجماهير بقضايا خارجية أيا كانت درجة خطورتها. إن موقف الغنوشي وحركته من الأزمة السورية، ودعمه للمعارضة المسلحة، يجب ألا يُستغل لتحقيق مكاسب سياسية في الداخل التونسي الذي يغلي بفعل أزمة خطيرة تحتاج أول ما تحتاج، إلى تحقيق وفاق وطني ينقذ البلاد من مستقبل أصبح يهدد بانفجار العنف على نطاق يصعب أن نتنبأ بنطاقه ومداه. لقد كان الأولى بالغنوشي أن يظهر في خطابه أمام خلفية تتكون من العلم التونسي ومن صورة للشهيد شكري بلعيد، بدلاً من وضع علم المعارضة السورية المسلحة. لكن الغنوشي وحركته أصرا على الهروب إلى الأمام بدلاً من مواجهة الأزمة وبدلاً من تحمل مسؤوليتهما في تحقيق المصالحة الوطنية التي باتت مطلباً ملحاً وحلاً وحيداً للحفاظ على الوحدة الوطنية. إنهم يصرون على خلط الأوراق لاستكمال مغامرتهم بالوطن، وتحويله إلى رقم على طاولة للقمار.

أخبار ذات صلة

قوَّتي على مكافأة مَن أحسنَ إليَّ
مها الوابل.. الغائب الحاضر
وردك.. يا زارع الورد
تمكين تبوك غير.. فلها الدعم والتقدير
;
أقساط البنوك.. والإسكان
تزوجوا.. مثنى وثلاث ورباع
كتاب (الملك سلمان).. تأكيدٌ للمكانة التي يتمتع بها
الأفكار والتنظير هما أساس العمل والإنجاز
;
قراءة متأنية لرواية «رحلة الدم» لإبراهيم عيسى (3)
لماذا إسبانيا؟!
الموانئ والجاذبية في الاستثمار
احذروا ديوانيَّة الإفتاء!!
;
قصة عملية مياه بيضاء..!!
منتجات المناسبات الوطنية!
القيادة.. ودورها في تمكين المرأة للتنمية الوطنية
الرُهاب الفكري!