مارادونا هو الأفضل

مارادونا هو الأفضل

ما زالت تفصل اللاعب الأسطوري ليونيل ميسي في رأيي، مسافة طويلة عن مواطنه دييغو أرماندو مارادونا الذي أرى أنه لاعب كرة القدم الأفضل في التاريخ. ميسي استفاد من عوامل ومزايا كثيرة لم تتوفر لمارادونا، ومع ذلك فإن ما فعله مارادونا يفوق من الناحية النوعية ما فعله ميسي رغم كل الأرقام التي حطمها الأخير، والتي تدخل في دائرة الكمي أكثر مما تدخل في دائرة النوعي. لقد توفرت لميسي فرصة الاستفادة من قوانين حماية المهاجم، على العكس من مارادونا الذي تعرض لأبشع أشكال العنف في الملاعب. لن أتحدث هنا عن استفادة ميسي من اللعب لناد كبرشلونة، مر ولا يزال يمر، بطفرة نوعية لم يشهدها في تاريخه، ومن أهم عناصر هذه الطفرة، توفر نوعية خارقة من اللاعبين كتشافي وإنييستا وبوسكيتس وفابريجاس الذين يشكلون واحداً من أقوى خطوط الوسط عبر تاريخ اللعبة. ما أود أن ألفت النظر إليه هنا هو العوامل الفنية، وأولها قوة الشخصية التي كان يتمتع بها مارادونا على صعيد الأداء الفردي والجماعي، والتي لم يستطع ميسي أن يقترب منها حتى الآن. قوة الشخصية مكنت مارادونا من إظهار أعظم إبداعاته في المباريات الأكثر صعوبة سواء من الناحية الفنية أو من ناحية الضغوط العصبية. لقد هزم مارادونا وحده، إنجلترا في ربع نهائي كأس العالم، وعاد وهزم بلجيكا بمفرده في نصف النهائي عام ٨٦. وهو ما عاد وفعله مع البرازيل بعد أربع سنوات في دور ثمن النهائي من كأس العالم. أما مع نابولي فقد تمكن مارادونا وحده ولعشرات المرات، من هزيمة ميلان ويوفنتوس والإنتر وسامبدوريا وروما، وهو ما فعله أيضا ضد أرجنتينيوس جونيورز عندما سجل أربعة أهداف أسطورية في مرمى بوكا جونيورز كانت كفيلة بإهداء لقب الدوري الأرجنتيني لفريقه الذي مثله في تلك المباراة وهو لم يبلغ بعد الثامنة عشرة. في حين كانت ولا زالت المباريات الحاسمة والأكثر صعوبة، تمثل مشاكل حقيقية لميسي الذي عجز عن فعل أي شيء في مباراتي فريقه الأخيرتين ضد كل من ميلان وريال مدريد، وهو نفس الشيء الذي حدث للاعب خلال مباراتي فريقه ضمن دور نصف النهائي في العام الماضي أمام تشلسي وفي العام ٢٠١٠ ضد إنتر ميلان. وهي نقطة ضعف خطيرة يجب أن يتجاوزها ميسي، لأن اللاعب الأسطوري هو الذي ينتظر منه الظهور في هذه النوعية من المباريات، وليس في المباريات السهلة أو الأقل صعوبة. لقد فرض ميسي نفسه كنجم أوحد فقط في ثلاث مباريات تاريخية، الأولى كانت ضد آرسنال حيث سجل رباعية من أروع ما يمكن مشاهدته، والثانية في دور نصف النهائي لبطولة الأبطال من العام ٢٠٠٩ ضد ريال مدريد، حيث سجل هدفي فريقه الذي كان ثانيهما واحدا من أجمل ما شاهدت من أهداف. أما المباراة الثالثة فكانت ضد البرازيل في العام الماضي حيث سجل ثلاثة أهداف كان الرابع منهم واحدا من أجمل الأهداف التي سجلت عبر العديد من العقود. إن إمكانات ميسي ومارادونا كانت وستظل من نوعية مختلفة عن إمكانات كل اللاعبين، لكن قوة شخصية مارادونا التي تنعكس ضمن ما تنعكس في قدرته على الارتفاع بمستوى زملائه إلى حد الذروة، هي موهبة يفتقر إليها ميسي، هذا عدا عن القدرة على صناعة اللعب وخلق الفرص المدهشة وشبه المستحيلة لزملائه. لا أعتقد أن مارادونا قابل للتكرار.

أخبار ذات صلة

الدرون و(الإنقاذ)..!
الذين أبكوا طُوب الأرض..!!
الانتخابات الأمريكية.. اقتربت ساعة الحسم
اللغة العربية.. وعاء فكر الأمة
;
المتقاعدون.. وسخرية البعض!
جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز.. رائدة التميُّز
مستقبل الاستثمار يلهم القادة ويلفت الأنظار
البصمة الوراثية «أبوية» وليست «نَسبية»!!
;
طيِّبون.. لكن مغبونون
هذا يقرأ.. وذاك ينتف شنباته!!
شامز.. ماسخ..!!
الخطابات الممجوجة..!!
;
الكاتب.. وهموم الناس!
الرياض تُثري الحاضر.. وتُلهم المستقبل
عبدالله أبكر.. الباحث المكي
امتحانات الطلاب.. إلى متى؟!