أنصت .. يحبك الطيارون !
تاريخ النشر: 05 مايو 2013 01:35 KSA
بُح صوت صديقي المدرب محمد النغيمش الذي مافتىء يحدثنا عن فوائد الإنصات ، وكم حاول توضيح أن الإنصات .. غير الاستماع ، وفي القرآن الكريم «فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون» .
فالإنصات كما ذكر الأستاذ « هو التركيز العميق فيما يقوله المتحدث وسط خضوع تام لجميع الجوارح بلا تصنع أو تكلف « ، أما الاستماع فهو» التقاط الأذن لحديث ما سواء بقصد أو غير قصد».
وللإنصات أربعة أنواع رئيسية :
1-الإنصات السلبي: وهو تجاهل مايقول الشخص كلياً وهو أسوأ أنواع الانصات .
2-الإنصات المصطنع: وهو تصنع الإنصات أو متابعة الحديث مثل ترديد (نعم…نعم) .
3-الإنصات الاختياري (الانتقائي): وهو سماع ما تريد سماعه فقط مثل ما يحدث عند محاولة بعضنا الإنصات للأطفال الصغار.
4-الإنصات الفعلي (الصادق): وهو الإنصات بنية جادة وصادقة للفهم من دون التفكير في الرد على الكلام المسموع ، وهذا النوع هو أهم أنواع الانصات.
وإذا استثنينا د زهير السباعي والعم الوالد أحمد زكي يماني فإن المنصتين الذين التقيت بهم طيلة حياتي لايتجاوزون أصابع اليدين، وبنظرة تشاؤمية أكبر فإن أغلب حواراتنا تتحول دوماً إلى 'جوقة الصمان' !
ولقد لقنني ياسين ذو الخمسة أعوام درساً عندما رأيته يمارس مع أخيه حمزة ذي الثلاثة أعوام 'إنصاتاً مصطنعاً ' فرأيت نفسي في المرآة كيف أستمع له وهو يروي لي قصصه الطفولية بدلاً من أن أنصت.
وفوائد الإنصات كثيرة منها كسب محبة الناس واحترامهم، وتبادل الخبرات معهم ، ويكفينا أن المرأة تحب المنصتين .
وبعد مراسلات عدة بيني وبين المدرب النغيمش وجدت أننا معشر الطيارين حول العالم لابد وأن ننصت، ففي 'الاستماع' نتائج كارثية ! فقائد الطائرة يخبر ملاحيه في اجتماع بداية الرحلة عن أهمية الاتصال بين الطاقم (communication ) في جميع الظروف خصوصاً في حالات الإخلاء والطوارىء ، وشركات الطيران تخسر الملايين سنوياً جراء فتح زلاجات الطوارىء عن طريق الخطأ .
ولعلنا نذكر حادثة مطار «تينيريف» التي كان بطلها قائد طائرة محنكاً وهو وجه شركة الطيران الدعائي الذي أقلع دون إذن الإقلاع رغم أن مساعده (المفتون بقائد الطائرة كمعلم كبير) حاول إخباره بعدم تلقيهم الإذن من البرج فكان أن ارتطمت طائرتهم وهي تقلع بطائرة أخرى على المدرج من الناحية الأخرى وكانت الكارثة.