فلسطين ليست لكم

فلسطين ليست لكم

ماذا تعني التعديلات التي جرت على المبادرة العربية للسلام ، والتي تقضي بإجراء عملية تبادل للأراضي بين الفلسطينيين والكيان الإسرائيلي ؟مبدأ المبادلة بالتأكيد لن يمنح الفلسطينيين حرية الاختيار ، فإسرائيل المحتلة والموجودة بصورة غير شرعية ، هي من ستحدد هوية الأراضي التي يمكن التنازل عنها للفلسطينيين ، وهي التي ستحدد المدن الفلسطينية المحتلة بعد العام 1967 لتضمها لأراضيها بدلاً من تلك التي تنازلت عنها وكأنها حق من حقوقها !إسرائيل سبق وأن أعلنت أنها موافقة على مبدأ تبادل الأراضي مع الفلسطينيين ، وأنها مستعدة بالتحديد للاستغناء عن صحراء النقب التي لا تمتلكها في الأصل ، مقابل الحصول على مدن في الضفة ، فهل لدى الفلسطينيين الاستعداد للتخلي عن مدنهم التي لا تقع ضمن حدود ما يسمى بإسرائيل ، مقابل الحصول على ما ترى إسرائيل أنها غير محتاجة له من الأراضي ؟!ليس هناك عربي أو فلسطيني حتى وإن كان رئيساً للسلطة الوطنية أو قائداً لأحد التنظيمات والفصائل ، لديه الحق في إبرام صفقات كهذه . ليس هناك على وجه هذه الأرض من يمتلك تفويضاً باسم الفلسطينيين ليتخلى عن أراضيهم ويفرط في حقوقهم . ليس هناك عربي أو فلسطيني واحد يمتلك تفويضاً باسم المهجرين والشهداء والصامدين على الأرض ، وأولئك القابعين في مخيمات اللاجئين ، للتفاوض حول التنازل عن الحقوق المشروعة .مفاتيح البيوت التي توراثتها الأجيال الفلسطينية أباً عن جد ، ستقول لكم: لا . شوارع وطرقات وأشجار وحجارة المدن العتيقة ستستعير ألسنة البشر لتصب في أذن التاريخ نقمتها عليكم .  كيف تستبيحون لأنفسكم التفاوض على مستقبل المدن الفلسطينية ؟ هل لديكم صك بملكية تلك المدن .. ؟ هل نزفتم قطرة دم واحدة في سبيل عدم سقوطها في يد عصابات الصهاينة التي لم يعرف التاريخ لها مثيلاً في النذالة والسفالة والإجرام ..؟ هل عانقت رؤوسكم أشعة الشمس بلهفة العاشق.  وأنتم تزرعون شجرة واحدة في ترابها الطاهر ..؟ هل شممتم وردة من ورودها في لحظة احتفال بالجمال الذي ينبعث من أراضيها ..؟ هل وقعتم في الحب في إحدى حواريها .. ؟ هل اختبرتم مشاعر الانتقال من مرحلة نمو إلى مرحلة نمو أخرى ، برعاية أرضها وسمائها وهوائها ومحاصيلها.. ؟ هل تسكعتم في شبابكم برفقة الأصحاب والخلان ، داخل أزقتها وبهدي من قناديلها العتيقة .. ؟ هل ولدتم هناك .. ؟ هل استأذنتم الأجنة في بطون أمهاتها والنطف في صلب الآباء ، لتفرطوا في ممتلكاتهم .. ؟ هل تركتم ذكرياتكم هناك وضربتم موعداً مع أخيلتها المحفورة على الجدران والدروب والساحات والدكاكين .. ؟ من الذي منحكم الحق في ترك المفاتيح التي ستستمر في مقاومة الصدأ ، في انتظار لحظة العودة ؟المفاتيح أكثر وفاء .

أخبار ذات صلة

قراءة متأنية لرواية «رحلة الدم» لإبراهيم عيسى (3)
لماذا إسبانيا؟!
الموانئ والجاذبية في الاستثمار
احذروا ديوانيَّة الإفتاء!!
;
قصة عملية مياه بيضاء..!!
منتجات المناسبات الوطنية!
القيادة.. ودورها في تمكين المرأة للتنمية الوطنية
الرُهاب الفكري!
;
(1) رجب.. ووهم فجوة الأجيال
علماء ساهموا في بناء الحضارة الإنسانية
في ذكرى اليوم الوطني الرابع والتسعين
رسالة نافذة
;
صهــــرجة
النافذة المكسورة!!
التنمية.. والسياحة
مبادرة سعودية رائدة.. تُعزز القطاع غير الربحي