القرعاوي : كثرة معاصينا وتفشي ذنوبنا سبب في ظهور الزلازل والأمراض الفتاكة

ربط الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل بالأحساء كثرة البلاء من الأمراض الفتاكة التي تصيبنا وظهور الزلازل المتوالية بشكل مخيف بكثرة الذنوب والمعاصي التي تزداد يوما بعد يوم ، مبينا أنه وعلى الرغم من أنها علامة من علامات قرب الساعة إلا أنها سبب من أسباب كثرة تلك الذنوب والمعاصي. وقال القرعاوي : إنَّ اللهَ جل جلاله أقامَ كونَهُ على سُننٍ وقوانينَ لا يخرِقُها لأحدٍ، وما كان من قَبيلِ المعجزات فهو داخلٌ ضمنَ هذه السُّنَنِ المحكَمَةِ ، وقال جل جلاله: ﴿سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً﴾ ، ومن هذه السُّنن التي أحكَمَ الله بها كَونَهُ أنه جل جلاله ربطَ البلاءَ بالطَّاعَةِ تارةً، وربطه بالمعاصي تارةً أخرى ، فمن الأول قوله جل جلاله: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ ، ومن الأخرى قوله صلى الله عليه وسلم: ((أَشَدُّ النَّاسِ بَلاءً الأَنبِياءُ ثُمَّ الأَمثَلُ فَالأَمثَلُ)) ، رابطا بين كثرة توالي البلاء وبعد المجتمع من حيث العموم عن الله وإغراقُهُ في معاصيه بالبلاء والمعصية، مؤكدا أن هذا البلاء من النوع الأولِ من السُّنَنِ التي تربطُهُ بتفشِّي الذُّنُوبِ والمعاصي ، مشددا على عدم الإنكار في أن كثرةَ الذُّنُوب وبالتَّالي كثرة البلاء من الأمراضِ الفتَّاكة أو الزَّلازل أو تبدُّل الأجواء كل ذلك مرتبطٌ بأماراتِ السَّاعةِ وعلاماتِها، لكنَّ ذلك لا يعني أننا نستسلِمُ لشياطيننا التي تأمرنا بالمعاصي بداعي أنَّ ذلك من علامات قربِ السَّاعَةِ وهي واقعةٌ لا مَحالَة؛ فإن ذلك استدلالٌ بالقَدَرِ في غير موضِعِهِ، فالمرء يعمَلُ بما أمره اللهُ من الطَّاعَةِ والبُعدِ عن الذُّنوبِ والمعاصي، ويسألُهُ القَبولَ ورفعَ البلاءِ، ولا يدري ما قدَّرَ اللهُ بعد ذلك، وليس هو مسؤولاً عنه لكنَّهُ مسؤولٌ عما أمره به مولاه.