في الصيف ضيِّعت “ الزمن ”

في الصيف ضيِّعت “ الزمن ”
مع نهاية هذا الأسبوع يكون أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة قد أنهوا مارثونهم الدراسي السنوي – متمنياً لهم التوفيق والنجاح النوعي في مُتطلباتهم الدراسية – ومع ضرورة أخذهم قسطاً من الراحة بعد عناء عام دراسي حافل بالكثير من الإنجازات الإيجابية المُتمثلة في اكتسابهم لسلوكيات جيدة واتجاهات جديدة ناهيكم عن الكم المعرفي الذي غُذِّيت به عقولهم ، يجب ألاَّ ننسى الإسقاطات السلبية التي سارت جنباً إلى جنب مع الإنجازات السابقة والتي تبلور أبرزها في تنامي شيوع الغياب غير المُبرر ؛ فيوم الأربعاء من كل أسبوع أصبح إجازة رسمية لطلاب المرحلة الثانوية حكومية كانت أم أهلية ، وأسبوع إلى أسبوعين قبل الاختبارات النصفية أو النهائية غيابها في حكم المُنتهي ، ووصل الداء إلى أن إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني يُضاف إليها أسبوع قبل ومثله بعد ، وكل هذا « العبث « يُمارس ولائحة السلوك والمواظبة تغطُّ في سبات عميق ، مما يعني أنها تنظيراً - موجودة - وتطبيقاً - مفقودة - . دعونا نتجاوز الماضي بإيجابياته وسلبياته ونستشرف مآل هذه الطاقات البشرية التي تُعد في أوجها نشاطاً وحيوية خلال فترة الصيف القادمة ، فهل سيتم توجيه هذه الطاقات لما ينعكس عليها إيجاباً ؟ أم أنها ستكون فترة زمنية يترهل معها العقل وتنفلت فيها السلوكيات باتجاه السلبية ، ويضيع تبعاً لها الكثير من السلوكيات الحسنة التي تم بناؤها في عامهم الدراسي ؟ وهل قامت الجهات ذات العلاقة بتنمية الشباب بتصميم برامج موجهة لاستثمار طاقات هذه الملايين من الطلاب والطالبات ؟ أم أنها نأت بنفسها عن القيام بدورها الذي هو في الأصل أساس وجودها ومُبرر استمراريتها ؟ والسؤال الأهم : هل الرؤية واضحة لدى الأسر لاستيعاب خطورة بقاء أبنائهم لأكثر من ثلاثة أشهر دون وجود ما يُشغلهم فيما يُفيدهم ؟ أسئلة تقافزت في ذهني مُلتهبة كالتهاب حرارة الصيف التي بدأت بوادرها في البزوغ ، ويجب أن نتوقف عندها كثيراً ونبحث عن إجابات موضوعية لها ؛ فأنا وأنتم مسئولون عن أبنائنا وبناتنا ، والبحث عن أوعية تربوية لاستيعابهم مطلبٌ حتمي تفرضه علينا الأمانة المُلقاة على عواتقنا تجاههم ، كما أن الجهات المسئولة عن الشباب ورعايتهم من المفترض أن تكون حاضرة وبقوة في هذا التوقيت المهم ، والذي يُعد فرصة سانحة لتوجيه هذه المواد الخام لما يُحقق الأهداف السامية للوطن ؛ فالرئاسة العامة لرعاية الشباب يجب أن يكون لها النصيب الأوفر من العطاء من خلال استثمار منشآتها المنتشرة على خارطة الوطن ؛ خاصة وأن وكالة من وكالاتها تنص على « رعاية الشباب « ، والجامعات يجب أن تفتح مرافقها لأفراد المُجتمع – عموماً – ولطلابها المُنتسبين إليها – تحديداً – بهدف الاستفادة منها خلال فترة الصيف وضمان إشغالها بالمُفيد ، ووزارة التربية والتعليم مطلوبٌ منها التوسع الكبير في افتتاح الأندية الصيفية سواءً أكان ذلك في شطر الطلاب أم شطر الطالبات ، كما ان أمانات المدن وبلدياتها مُناطٌ بها إنشاء المزيد والمزيد من المراكز الشبابية عن طريق استثمار المُسطحات المُهملة داخل المُدن أو على أطرافها لتنفيذ المناشط الرياضية والترفيهية التي يُفرِّغ فيها الشباب طاقاتهم الكامنة . كل الآمال تتجه للمؤسسات التي ذكرتها – وربما – نسيت أخرى في أن تكون عند مستوى الحدث ، وتقوم بأدوارها تجاه هذه الفئة بشكل احترافي جاذب لا طارد لهم ؛ فالمُخططون لبرامج رعاية الشباب في هذه المؤسسات ينبغي لهم أن يعوا أنهم يتعاملون مع فكر جديد ، واحتياجات غير تقليدية ، وثقافة منفتحة ؛ لذا يجب أن يقوم تصميم هذه الفعاليات على هذا الأساس المتوائم مع رغبات وميول الشباب ، لا أن يكون التكرار الممجوج هو ديدن هذه الفعاليِّات ؛ لكي يتحقق الإشباع المرغوب لهم وتنتفي تداعيات صفة الفراغ المنوَّه عنها بنص الحديث . Zaer21@gmail.com

أخبار ذات صلة

عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض
;
الرقص والنقص.. مرة أخرى!!
تكريم سمو الأمير خالد الفيصل
سوريا.. هل استوعبت الدرس؟
خمسة اعتقادات خاطئة عن السعوديين في بيئات العمل!
;
ترتيب الأولويات الدولية لدبلوماسيتنا الناعمة
العبقرية.. ليست بالفطرة أو الوراثة
قبل أن ينتهي عام 2024
تحديات وصعوبات