هل تنتحر اللغة العربية ؟ (١-٢)
تاريخ النشر: 23 يونيو 2013 01:11 KSA
عنوان كتاب للأديب الراحل رجاء النقاش (صادر عن نهضة مصر) ، ومن غير رجاء النقاش يخشى على اللغة العربية ؟ حتى ولو كان ناقداً لها أو داعياً لتطويرها لتواكب العصر معترفاً بصعوبتها حتى للمختصين بها ، ولكي لاتتحقق مقولة المستشرق ويلكوكس بأن اللغة العربية الفصحى مضيعة للوقت وأن موتها أصبح وشيكاً كاللغة اللاتينية ! .
على أن للغة العربية فريقين من كتابها ، المدرسة الأولى مدرسة الفصاحة التي تستخدم اللغة العربية بألفاظها القديمة التي لايفهمها الناس إلا بالرجوع للقواميس ممثلة في الأديب مصطفى صادق الرافعي ، والمدرسة الأخرى مدرسة الموهوبين الذين يؤمنون باستخدام اللغة البسيطة وعلى رأسهم توفيق الحكيم الذي تميز بأسلوب سهل وبسيط .
وقد رفض برنارد شو أن تدرس كتبه على طلبة المدارس لكي لايكرهه الطلاب كما كرهوا شكسبير .
في آخر ثلاثة عقود ضعفت ثقافتنا العربية لأسباب كثيرة منها ماهو سياسي واجتماعي وأهمها الاستعمار الحديث للغرب بسيطرته الإعلامية والعولمة ، فأُهملت اللغة العربية ولم نعد نشعر بأي «ذنب لغوي» إذا أخطأنا في الكتابة أو التحدث بها ، وما إن تتصل بالهاتف المصرفي لأحد البنوك حتى تندهش لكمية الأخطاء اللغوية لجهاز الرد الآلي ! ، والقارىء لمطبوعاتنا منذ أربعين عاماً يجد حرصاً شديداً على عدم الوقوع في تِلكُم الأخطاء وذلك بسبب أهمية وظيفة ' المصحح اللغوي ' في تلك الأيام ..
وكان للأديب الكبير طه حسين مصححُ ُ لغوي وهو أ .عبدالرحيم محمود ، يعشق اللغة العربية ويكافح لكي تكون المطبوعات خالية من أي تلوث لغوي .
يذكر تاريخياً من باب الطرفة أن الأستاذ «وحيد الأيوبي» كان يكتب مقالاً في الأهرام يتابع فيه أخطاء طه حسين في اللغة العربية تحت عنوان «الدكتور صاحب الأغاليط» ! .
ذلك الجزء الأول من المعضلة، الهجرة الجماعية من اللغة العربية للعامية،
نلتقي الأسبوع المقبل ..إلى اللقاء.