عيد العرب هذه السنة ... غير !!

عيد العرب هذه السنة ... غير !!
يحل على أمتنا العربية عيد هذا العام وهي (ترفل) في مزيد من الفُرقة ، و(تنعم) في الكثير من الشتات ، وتتمتع بضبابية في الرؤية لما يُمكن أن تكون عليه صورة المُستقبل لها ، كما أنها تستقبله بكم كبير من التناحر بين أبناء الوطن الواحد ؛ لا لسبب يقودها لهامات التنمية في المجالات المتباينة ، ولا لحضور يزيد من فاعليتها في مُحيطها الإقليمي أو ميدانها الدولي ، ولكن يحدث كل هذا للأسف بسبب الفوز بلعبة الكراسي في سياقها السياسي ، وفرض الرأي الأحادي في المنهجية السياسية المُتبعة ، وتهميش بقية الآراء ومجابهتها بالإقصاء لا الاحتواء ؛ الأمر الذي أدى إلى اتساع الهوُّة بين الأطراف المُتنازعة ، وعدم وجود قواسم مُشتركة إيجابية يُمكن التقاطها وتقريب وجهات النظر بناءً عليها ، مما يؤكد أن الوضع وصل إلى مرحلة الخلاف في المبادئ والمُنطلقات ، وتجاوز مرحلة الاختلاف في وجهات النظر التي تعني أن ثمة أملا عند الطامعين في ملء المناصب السياسية للعودة إلى طاولة الحوار ؛ شريطة ألاَّ يكون الجلوس للنقاش مشروطاً مُسبقاً ، أو يكون الدافع له الانصياع لتنفيذ أجندة لا يهمها المصلحة العامة ، بقدر ما تسعى لتحقيق أكبر المكاسب ولو على حساب الوطن . أكتب هذا الكلام وقلبي يعتصره الألم على واقع بلغ مرحلة الانفجار ، وتسيدته لغة القتل ، واتخذ مبدأ « أنا ومن بعدي الطوفان « ، ففي الوقت الذي شرع الله – سبحانه وتعالى – العيد فرحة لعباده بعد أن أتموا عبادة عظيمة ، نجد أنه تحول إلى مآتم في الأقطار الذي طالها ما اتفق على تسميته بالربيع العربي ؛ فنهر الدماء دفَّاق على مدار الساعة ، ومُقدرات البلاد ومُكتسباتها المادية تنسف صباح مساء ، ناهيكم عن الروايات المُتسللة بين الفينة والأخرى عن انتهاك صارخ للأعراض ، واستباحة لحمى البيوت دون حسيب من ضمير ، أو رقيب من سلطة ، مما يعني أن الشعارات التي نادت ولا تزال بالديموقراطية كحل جذري لمشكلات وطننا العربي لا تعدو أن تكون كمن يذر الرماد في العيون ، فالممارسة لها أثبتت أننا نحتاج ليس لتغيير نمط التفكير للشعوب العربية ، بل لإزالتهم من الوجود والإتيان بغيرهم ؛ لأنها إلى هذه اللحظة لم تستوعب ماهية الديمقراطية ، ولا كيف تُطبَّق على الأرض ، وما تعيه – فقط – هو أن الحكم لي وحدي بمجرد أن أحصل على مقعد الرئاسة أو الوزارة أو البرلمان ، وعلى البقية الامتثال لتصوراتي التي أراها بعيداً كل البعد عن استيعاب جميع الأطياف المُشكلِّة للنسيج الوطني ؛ على اعتبار أنها مجتمعة ستكون صمام أمان للمجتمع ، مع إيماننا بالتباين في وجهات النظر الذي – دوماً – أعتبره الرحم الشرعي لتوليد الأفكار الإبداعية متى ما وُظِّف توظيفاً صحيحاً ، وأُدير بشكل احترافي . نداء لكل العقلاء نبعث به من خلال هذه النافذة لكل المتصارعين من أجل كراسي السلطة في أقطارنا العربية أولاً ، وإلى حكام ومسئولي الدول العربية الأخرى ثانياً ، وإلى المُجتمع الدولي بمنظماته الحقوقية وهيئاته الإنسانية ثالثاً ، بأن يتحملوا مسئولياتهم – كلٌ حسب مكانته وقدرته التأثيرية – في الأحداث التي تمر بها كلٌ من « مصر وسوريا وليبيا وتونس « للحيلولة دون تدهور الأوضاع لأكثر مما وصلت إليه ؛ لأن التأريخ لن يكتب إلا الحقائق الثابتة ، ولن يُسجل في صفحاته سوى المواقف المُشرِّفة ، ولن يذكر غير الأفعال الحقيقية لا التنديدات والشجب والاستنكار . أُمنية أتمنى أن يعود علينا عيدنا القادم وأمتنا العربية تنعم بعكس مضمون مقالتي هذه ، وخالص التهاني تنبعث صدقاً لوطني الحبيب – قيادة وشعباً ، ولكم أنتم قرائي الكرام - بمناسبة قدوم عيد الفطر المُبارك . Zaer21@gmail.com

أخبار ذات صلة

عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض
;
الرقص والنقص.. مرة أخرى!!
تكريم سمو الأمير خالد الفيصل
سوريا.. هل استوعبت الدرس؟
خمسة اعتقادات خاطئة عن السعوديين في بيئات العمل!
;
ترتيب الأولويات الدولية لدبلوماسيتنا الناعمة
العبقرية.. ليست بالفطرة أو الوراثة
قبل أن ينتهي عام 2024
تحديات وصعوبات