حوار مع مسافر
تاريخ النشر: 11 أغسطس 2013 01:17 KSA
منذ أن رأيته في صالة المطار وهو ساخط ، خشيت أن يكون مقعدي بجواره في الطائرة، هكذا بدت على وجهه علامات السخط .. هناك أُناس يشكون 'لحظياً' من الحدث وسرعان ماينشغلون بشيء آخر ، وهناك آخرون ناقمون من كل شيء ، قدموا بانطباعٍ مسبق فلن ولم يروا الا مايريدون ..
صعدنا الطائرة وحصل ماكنت أخشاه.. جلست بجانبه ، وبدأ يشكو من كل شيء :
«هكذا هذا الناقل الوطني دائماً « قال الرجل
سكت وأكملت قراءة صحيفتي.. فهذه الأحاديث الموجهة بصوت عال لاتستهويني وغالباً ماينال مستمعها مالايريد سماعه.
أردف «الصالة مزدحمة.. وأسعار المرطبات مرتفعة. . تصور فجأة أعلنوا عن تأخر الرحلة ؟ «
قلت : مرحباً سيدي ، أتفهم رغبتك في الحصول على خدمات جيدة ، ولكن دعني أوضح لك ماأعرفه ..
كما تعلم الصالة ليست ملك الناقل الوطني ولا غيره ، فهو مستفيد من خدماتها كالشركات الأخرى.. وكذلك منافذ البيع هي لمستأجرين من القطاع الخاص.. بالنسبة للتأخير فهذا يحصل في كل بقاع الدنيا «
قال : ألم يكونوا يعلمون بالتأخير مبكراً ؟
- هذه أمور تحصل لعدة أسباب كتغير الطقس وسلامة الصيانة وجداول الطاقم التي تخضع لقوانين دولية»
- ولِم نقلع في الصباح الباكر؟ هل تعلم أني لم أنم إلا ساعتين ؟
- مواعيد الإقلاع تخضع لعدة أمور منها الوقت المحدد من سلطات المطار الدولي الآخر الذي يفرض عليك وقت وصول ، وأحياناً مايكون المطار مغلقاً من منتصف الليل إلى الخامسة مثلاً ! ناهيك عن درجة الحرارة .
- ومادخل درجة الحرارة !!
- طبعاً فلها دور على وزن الطائرة الأقصى للإقلاع بناءً على الحمولة وهي أشياء دقيقة .
- بالله عليك .. هل هذه وجبة للصباح ؟ خبز 'صامولي' وجبن رائحته سيئة.. هل رأيت كيف يتعامل هذا المضيف بصلافة معنا ! هل هذا يليق بالناقل الوطني؟!
- هذا ليس الناقل الوطني ! هذا طيران «أوروبي» يشارك الناقل الوطني رمز الرحلة !
أُسقط في يد صديقنا الناقم .. فصمت
- مارأيك الآن ؟
- لابأس بخدمتهم ..
- والخبز «الصامولي» ؟
- هو خبز الباجيت الفرنسي !
- والجبن الفاسد ؟
- جبن «روكفورت» المعتق !
- والمضيف ؟
- هكذا الأوروبيون في خيلائهم ، إنه يذكرني بذلك النادل في المقهى الكائن في «مونبيلييه» عندما زرتها ! كم كانت أياماً...
قلت مقاطعاً : ياعزيزي ، يبدو أن زامر الحي لايطرب !