غياب الوعي

غياب الوعي
مع إيماننا العميق بأن مفهوم الوعي هو 'إدراك الواقع على نحو أمثل' إلاّ أن الوقائع على أرض الواقع لا تستقيم البتة مع هكذا مفهوم ، فجلّ مكونات المجتمع ما برحت تتعاطى مع معطيات الحياة المدنية على نحو من الاسترخاء لكي لا نقول الاستهتار!! في مدينة جدة ثمّة جهود كبيرة وكثيرة لمعالجة الاختناقات والتجلطات المرورية التي أصابت شرايين هذه المدينة التي لم تعد طرقها تستوعب أو تحتوي الكثافة المرورية فلجأت أمانة المدينة إلى إنشاء الانفاق، والجسور (الكباري) بل وحتى الالتفافات الـ (يوترن) (u. turn)، من أجل فكّ الاختناقات وتسهيل حركة المركبات وبالتالي تخفيض الضغوطات التي يتعرّض لها المستخدمون لهذه الطرق، وهي لا شك ضغوطات هائلة ومؤذية للاعصاب وتنعكس سلبياً على الصحة النفسية ومع وجاهة تلك الحلول ومساهمتها في تسييل حركة المرور الا ان مشكلات جديدة افرزتها تلك الحلول في مجملها مما يعني أن الحاجة ما زالت تستدعي البحث عن حلول لمعالجة المشكلات الحديثة وعلى نحو جذري، فعلى سبيل المثال لا الحصر طريق التحلية الذي حرّرت كافة تقاطعاته من الشرق الى الغرب (من طريق الحرمين وإلى طريق المدينة)، نجمت عنه حالة تكدس مهولة بل هي معضلة كبرى فالمركبات لا تستغرق رحلتها (5) دقائق من طريق الحرمين إلى تقاطع طريق التحلية مع المدينة حيث تتكدس المركبات في طابور طويل يمتد من جسر طريق الستين وحتى الاشارة تحت جسر طريق المدينة وتستغرق الرحلة بين النقطتين زهاء (25) دقيقة وهذا يعني أن الحاجة بل والضرورة تستدعي حلاً هندسياً لتحرير هذا التقاطع، ولا أدري فربما كان في حسبان المخطط هكذا مشروع!؟ المثال الآخر وليس الأخير، تحرير تقاطعات طريق الملك من الشمال إلى الجنوب باستخدام الالتفافات عوضاً عن الإشارات حلّ رخيص وعاجل، لكنه مقبول مرحلياً رغم ما تنطوي عليه هذه الالتفافات من مخاطر تتمثل في كثرة الحوادث خاصة وأن السرعة التصميمية للطريق في الأساس كانت أقل من (60 كم تقريباً) قبل تحرير هذا الطريق إلا أن ما حصل بعد تحرير الطريق تضاعفت السرعة إلى درجة جنونية ومعها زادت المخاطر (الحوادث المرصودة خير دليل) خاصة وأن الالتفاف حدّد له مسار واحد محكوم بمدخل الـ (يوترن) إلا أن المستخدمين حوّلوا ذلك إلى (3) مسارات وتختنق الحركة عند مدخل اللفة والمجازفون هم الفائزون!! خاصة وأن الوعي يتدنّى عند مدخل اللفة (الانعطافة) والسلوك العام يتردى (واللي ما يشتري يتفرج)!! مطلوب من أمانة جدة حلول جذرية وواقعية، ومطلوب من إدارة المرور أن تضع عند كل 'لفة' دورية، ففي غياب القانون الناس ينفلتون.. ومن أمن العقاب أساء الأدب في غياب الوعي.. إلى اللقاء. * ضوء ' لا يوجد وقت كافٍ لعمل كل شيء، لكن بالتأكيد هناك وقت كافٍ لعمل كل الأشياء المهمة'.

أخبار ذات صلة

قراءة متأنية لرواية «رحلة الدم» لإبراهيم عيسى (3)
لماذا إسبانيا؟!
الموانئ والجاذبية في الاستثمار
احذروا ديوانيَّة الإفتاء!!
;
قصة عملية مياه بيضاء..!!
منتجات المناسبات الوطنية!
القيادة.. ودورها في تمكين المرأة للتنمية الوطنية
الرُهاب الفكري!
;
(1) رجب.. ووهم فجوة الأجيال
علماء ساهموا في بناء الحضارة الإنسانية
في ذكرى اليوم الوطني الرابع والتسعين
رسالة نافذة
;
صهــــرجة
النافذة المكسورة!!
التنمية.. والسياحة
مبادرة سعودية رائدة.. تُعزز القطاع غير الربحي