لا حج إلا بتصريح

لا حج إلا بتصريح
الحملة التوعوية المُلفتة هذا العام التي تُنفذها القنوات والمنافذ الإعلامية حول عدم السماح للحجاج دون وجود تصريح، وبروز رغبة الجهات الأمنية في تطبيق هذا القرار بشكل حازم ودون استثناءات مهما كانت المُبررات كان له -من وجهة نظري- ما يُبرره، لعل أبرزها عدم اكتمال التوسعة الكبيرة وغير المسبوقة التي تعيشها مكة المكرمة والمدينة المنورة مقابل التنامي الكبير في أعداد الحجاج بناءً على النسب المُقررة للدول سنويًا، والتي تزيد طرديًا مع ازدياد عدد السكان فيها كل عام؛ مما يعني أن الجهات المُنظمة كانت مضطرة لتخفيض النسب المقررة للدول بشكل مؤقت حتى يزول المُسبب، ثم تعود النسب المُقررة لكل دولة إلى سابق عهدها، بل من الممكن مُستقبلًا وفي حال الانتهاء من كامل التوسعة زيادة نسبة الدول نظرًا لزيادة الطاقة الاستيعابية للمشاعر. ولكن المُتتبع لردة الفعل لهذه الحملة التوعوية يلاحظ تعليق البعض بأنه مع ارتفاع أسعار حملات حجاج الداخل -بشكل غير مسبوق- كانوا يتوقعون تساهل الجهات المعنية بالسماح لهم في أداء فريضة الحج بدون تصريح، بحيث يكون متاحًا أمام من يرغب في أداء هذه الشعيرة من الداخل، متجاهلين كل النداءات المنطقية من المُمارسين والمُشتغلين -تخطيطًا وتنظيمًا- للحج باستمرار، والمبنية على واقع يتعاطونه في كل عام، إضافة إلى الحالة الاستثنائية التي تعيشها المدينتين المُقدستين هذا العام، الأمر الذي يجعلنا نستغرب هذا التعاطي السلبي وعدم الوعي بأن التنظيم الذي صدر هدفه الأساسي هو خدمة الحجيج، وتوفير أقصى درجات الراحة لهم؛ ليتمكنوا من أداء فريضتهم بكل يسر وسهولة، بعيدًا كل البعد عن المُنغصات التي في الغالب ما تُصاحب التزاحم في أماكن طبيعتها لا يُمكن بأي حال من الأحوال تغييرها. لذا أقول: إن الامتثال لتنفيذ القرار أمر واجب تحتمه الضرورة الشرعية والأمانة الوطنية المتلازمتان خدمة لضيوف الرحمن الواجب تقديم كافة أسباب الراحة لهم، فالمشاعر التي يجب زيارتها مُحددة سلفًا، والزمن الذي يقضيه الحجاج فيها مدته معلومة أيضًا، ومعجزة المكان في الكيفية التي تستوعب هذه الكتل البشرية المتعاظمة في كل عام مع ديمومة مساحته منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، وحكمة زمانه في أنه يأتي بعد موسم شهر رمضان المبارك؛ لتتواصل مواسم الكرم الإلهي على خلقه، وليشعروا بأن هذه المكارم فرصة لتجاوز الأخطاء التي وقعوا فيها، ويرغبوا في التخلص من تداعياتها الدنيوية والأخروية السلبية، مُبتهلين في ذلك لرب رحوم، ولإله غفور. دعوة نوجهها لكل الراغبين في أداء فريضة الحج، وسبق لهم أداؤها أعوامًا عديدة بأن يمتثلوا لدعوة ولي الأمر بترك الفرصة لمن لم تُمكِّنه ظروفه في السابق من أداء فريضته، ولعل احتساب الأجر في هذا الامتثال ينال عليه المُحتسِب الأجر الكبير من الله؛ لأنه ترك شيئًا دعت إليه الضرورة الشرعية، آملين أن تلقى هذه الدعوة صدى يُحقق الهدف المنشود، ويُخفف عن القائمين على شؤون الحج هَمَّ التداعيات السلبية لوجود مئات الآلاف من المفترشين في الطرقات وأماكن الخدمات المُساندة التي تُعين في حال حدوث طارئ -لا قدر الله- على تخفيف المخاطر. خالص الدعوات بأن يُوفق الله حجاج بيته العتيق في أداء فريضتهم، وأن يتقبلها منهم قبولًا حسنًا، وأن يُهيئ لهم المناخ الآمن في ظل الخدمات الكبيرة التي تُقدِّمها الدولة، وأن يعود كل حاج إلى أهله مُبتهجًا بما منَّ الله عليه من خير أدائه للركن الخامس لدينه، وكل عام والجميع بألف خير.

أخبار ذات صلة

عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض
;
الرقص والنقص.. مرة أخرى!!
تكريم سمو الأمير خالد الفيصل
سوريا.. هل استوعبت الدرس؟
خمسة اعتقادات خاطئة عن السعوديين في بيئات العمل!
;
ترتيب الأولويات الدولية لدبلوماسيتنا الناعمة
العبقرية.. ليست بالفطرة أو الوراثة
قبل أن ينتهي عام 2024
تحديات وصعوبات