الصلاة رياضة وعبادة
تنتشر في كتب التمارين الرياضية وكتب ''اليوجا'' تمارين، يتم تطبيقها مشابهة لأداء بعض أركان الصلاة، وتشرح الصور فوائد ذلك التمرين وما يعود به من نفع على الرياضي الممارس، ويكتشف المواظب على أداء الصلاة العارف بواجباته، أنه يؤدي ذلك التمرين بشكل مستمر وهو لا يعلم مدى فائدته، وهذا فقط في الصلوات المفروضة عدا الشخص الذي يحرص على النوافل ويؤديها بشكل دائم، وهذا الفضل هو في الحقيقة يجب أن ينسب للصلاة التي يؤديها الإنسان واجبًا عليه كركن من أركان الإسلام لا يمكن أن يتركها إلا رجل لا إيمان له ولا أخلاق وهو دون شك من الخاسرين في الدنيا والآخرة، وإذا نظرنا بحساب رياضي بحت لبعض الأركان في الصلاة فإننا سنختار الحديث عن ركنين من أركانها وهما الركوع والسجود، حيث نجد أن المصلي يكرر أداءهما ـالركوع في الصلوات في اليوم الواحد بما يصل إلى 30 مرة، فيما يصل السجود إلى 60 مرة، والمجموع 90 حركة، هذا فقط يحدث في جميع الفروض الواجبة، وهو في الواقع يصل إلى ثلاثة أضعاف مرات تطبيق تمرين رياضي وهو (ميل الجذع للأمام) الذي يؤديه المتمرن الممارس عشر مرات تقريبًا في الدرس الواحد ومجموع ثلاث مرات على فرض أن الممارس يؤدي تمارينه على ثلاثة أيام في الأسبوع، فيكون عدد مرات التمرين في الأسبوع 10×30 مرة وهو أقل ما يمارسه المسلم في صلاته بشكل يومي الذي يصل في اليوم الواحد كما أشرت مسبقًا إلى 30 مرة فقط في الركوع، بينما يتضاعف العدد إلى 60 مرة في السجود، وهذه من الفوائد العديدة للصلاة إلى جانب أساسي مهم وهو أنها ترفع الإيمان وتريح النفس، وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: (يا بلال أرحنا بالصلاة)، فقد كان صلى الله عليه وسلم يجد كل الراحة في الصلاة وأدائها فيما نرى في الوقت الحاضر الكثير من الناس يفرط فيها ولا يؤديها جماعة في المسجد وهذه مصيبة كبرى، فيفوته أجر عظيم، وقد يؤديها الإنسان في منزله أو في أي مكان آخر، لكن صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفرد بـ27 درجة. كما أن الذي يؤديها في منزله ليس كالذي يصليها في المسجد، خصوصًا ما يتعلق باستفادته من أداء الصلاة بخشوع يأتي في المسجد، لأنه ربما أداها في المنزل أو غير ذلك، لكنه يسرع في أدائها ولا يعطيها حقها من الركوع والسجود وبقية أركانها الـ14 المعروفة. ويجب ألا نجعل الصلاة عادة بل نؤديها على أنها عبادة لأن البعض منا أصبح يؤدي الصلاة كعادة لمجرد أنها صلاة فلا خشوع ولا استحضار النية، فقط مجرد حركات وهذا يفوته خير عظيم، وما تناولته الكتابات حول تشابه أداء بعض أركان الصلاة في كتاب اليوغي، وبعض كتب التمارين الرياضية حول هيئة السجود والركوع في صلاة المسلم كنموذج يدل دلالة عظيمة على الفوائد الكبيرة التي يجنيها الإنسان من أداء الصلاة كفرض وركن من أركان الإسلام، وتأتي الفوائد تبعًا لأداء الصلاة. إن مثل هذه الاكتشافات الرقمية التي نقلناها لكم مستمدين إياها مما نشر عن تلك التمارين يؤكد أن الصلاة نشاط وحيوية وقوة بدنية شاملة، وأن على المسلم فقط ألا يجعلها عادة بل تكون عبادة وهو الأصل والأساس الذي حث عليه ديننا العظيم.